التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 08:00 م , بتوقيت القاهرة

"الحرب العالمية الأولى" في الوثائق المصرية

كتبت- ناهد سمير:

يُوافق هذا العام، الذكرى المئوية لبداية الحرب العالمية الأولى، التي نشبت في 1914، وتركت أوروبا في حالة من الفوضى، وأدت إلى مقتل أكثر من 9 ملايين شخص.

مصر والحرب العالمية الأولى

في الحادي عشر من نوفمبر عام 1918، انتهت رسميًا، الحرب العالمية الأولى، التي وصفتها أوروبا بأنها قامت من أجل الحضارة، مخلّفة ملايين الضحايا. وبعد 99 عامًا، تتجدّد الحقيقة التاريخية بخصوص مشاركة الجيش المصري فيها، وما قدّمه من تضحيات دون مقابل حتى الآن، مع استمرار المطالب بضم اسم مصر إلى جانب 18 دولة أخرى شاركت فيها.

وكان هناك العديد من التساؤلات عن عدم رفع العلم المصري، مثل بقية الدول التي قدمت شهداء بمقابر "الكومنولث"، والأسباب التي لم يتم على أساسها المطالبة بحقوق هؤلاء الشهداء منذ عام 1914 وحتى الآن، الأمر الذى أدي إلى حرمان أبنائهم وأحفادهم من هذه الحقوق القانونية والدستورية.

وثائق تؤرّخ للحرب

عرض ملحق المقطم، يوم 9 أكتوبر عام 1914، صورًا ورسومًا من الحرب العالمية الأولى، تستعرض تطوّر الأسلحة وزحف الجيوش، وتعرض لقطات من المعارك، وتزاوج وسائل الحرب الحديثة والقديمة. لكن الشرح يميل بطبيعة الحال للجانب البريطاني، ولا يشير للجانب العثماني، الذي كانت الحرب سببًا في إنهاء تبعية مصر للخلافة العثمانية.



إضافة إلى أن الصور لا تستعرض أحوال الضحايا المدنيين، ولا أهوال الحرب ومعاناة الشعوب منها، كما لا تحوي صورة واحدة للمصريين الذين تم انتزاعهم من قراهم، ووضعهم في خدمة الجيوش البريطانية، ومات الكثيرون منهم في الحرب، دون أي تعويض أو مقابل سوى بعض الوعود الزائفة.

إصدارات ثقافية عن الحرب

يترجم كتاب "عام في تاريخ وطن"، للكاتب الصحفي طارق رضوان، في طبعته الأولى الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، حالة مصر، في خضم الحرب العالمية الأولى، ويضم جزؤه الأوّل ثلاثة أبواب، حملت عناوين إنشاء لجنة التجارة والصناعة وعملها، ترقية التجارة في مصر، ترقية الصناعة في مصر، ويضم الجزء الثاني منه التقارير والملاحق.



وبرر الكاتب اختياره الكتابة عن مصر في عام 1916، بما عانته البلد اقتصاديًا وسياسيًا في خضم الحرب العالمية الأولى، وهو نفس العام الذي قالت عنه المؤرّخة البريطانية إليزابيث مونرو إنه آخر أعوام القديم المألوف بالإمبراطوريات، فكان لا بدّ من معرفة وضع مصر في حرب لا ترحم، وتحصد الأرواح والشجر والبشر، حيث لم يكن لمصر فيها ناقة ولا جمل، لكن حظها العثر وضعها تحت وطأة الاستعمار، ما جعلها مضطرة لوضع دستور اقتصادي تسير عليه حتى وقتنا هذا.

ومن الكتب الأخرى التي تعرضت للحرب العالمية الأولى، إصدارت الكاتب محمد بركات، عن دار الكتاب العربي، وأبرزها "الحرب العالمية الأولى"، و"معارك الحرب العالمية الأولى، و"شخصيات الحرب العالمية الأولة".



ويطرح بركات في كتبه دور مصر في الحرب، التي يؤكد أنها كانت مأساة بكل المقاييس، ولم تنته بإسدال الستار عليها وعلى الحرب العالمية الثانية، فما يحدث من حملات عسكرية حاليّة ضد بعض دول العالم -خاصة العالم العربي والإسلامي- ما هو إلا تكرار لبعض القصص التي جرت أحداثها منذ قرن كامل علي حد وصفه، إضافة إلى قصة الأطماع التي صنعت مأساة الصراع، قصة التسلط على أقدار الشعوب وآمالهم وأحلامهم في الحياة الحرة الكريمة، والانقضاض على ثروات البلاد الضعيفة ونهبها تحت ستار من الدعاوى الكاذبة.



وفي عام 2009 أصدر الكاتب هشام البطل كتابه "الحرب العالمية الأولى"، عن مكتبة البطل عام 2009، الذي يوثّق للكثير من الأشياء المهمة عن الحرب، والتي تؤكّد حقيقة الدموية التي سكنت بعض المراحل التاريخية ولم تجد منفذًا لها غير إهدار الأرواح والدمار.


شاهد فيديو عن دور مصر في الحرب العالمية الأولى والمساعدات المصرية لبريطانيا