التوقيت السبت، 20 أبريل 2024
التوقيت 11:21 ص , بتوقيت القاهرة

جمال السويدي: أمريكا ستظلّ "سيّدة العالم" لـ5 عقود

كتب- عمر حلاوة:

على عكس الكثير من أصوات المُحلّلين العرب، التي تراهن على تراجع الدور الأمريكي في المنطقة والعالم أجمع، يعتقد الباحث، ورئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، جمال سند السويدي، أن أمريكا سوف تظل مهيمنة على الساحة الدولية لـ"خمسة عقود على أقل تقدير".

وفي ندوة توقيع كتابه الجديد، "آفاق العصر الأمريكي: السيادة والنفوذ في النظام العالمي الجديد"، التي عقدت مساء الخميس، بمقر مركز ابن خلدون للدراسات الديموقراطية، تحدّث الباحث الإماراتي عن مبرراته، ومنطلقاته التي كانت وراء تبنّيه تلك النظرية.

وقال السويدي: "هذا الكتاب أكثر من 800 صفحة، اعتمدت في كتابته على 66 جدول بيانات اقتصادية وسياسية، مُخطئ من يقول إن العصر الأمريكي سينتهي، أو قارب على النهاية، فسيكون هناك أربعة مستويات لتقسيم الدول ذات النفوذ العالمي: التقسيم الأول ستنفرد به أمريكا وحدها، الثاني سوف تتشارك فيه روسيا، والصين والاتحاد الأوروبى، أما الثالث فسيكون للبرازيل والهند واليابان، والرابع سيكون لبقية دول العالم".

بجانب حسابات القوى العسكرية، التي يرى أنها ما زالت تنصبّ في صالح أمريكا، أكد الباحث، أن الاقتصاد الأمريكي ما زال هو الدافع الحقيقي وراء توقّعه.

وتابع: "يقال إن صعود الصين يمثل خطرًا على أمريكا، هذا غير دقيق، اقتصاد أمريكا يعتمد على الابتكار، بينما نظيره الصيني يعتمد على كثرة العمالة، انظروا للميزانيات السنوية للدول، روسيا: 2 ونصف مليار دولار، دول الخليج أجمعها مليار و700 مليون دولار، بينما في المقابل تبلغ الميزانية الأمريكية 15 مليار دولار، بجانب أنها أصبحت تمتلك شبه اكتفاء ذاتي من النفط".

ويعتبر هذا هو الإصدار الأدبي الثامن للكاتب الإماراتي. حيث أصدر السويدى من قبل وشارك في إعداد عدّة مؤلفات، أبرزها: "النفط والماء: التعاون الأمني في الخليج" و"إيران والخليج: البحث عن الاستقرار".

وفي كتابه الذى صدر مطلع هذا العام، وحمل عنوان "وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في التحوّلات المستقبلية: من القبيلة إلى الفيسبوك"، انتقد بشدة واقع الشعوب العربية.

وتساءل: "لماذا تحاول الحكومات العربية مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي؟ لا أنكر أنه يوجد في أمريكا وأوروبا مراقبة لها، لدواعٍ أمنية، لكن حكومتنا تحاول التفتيش على ما تقوله الشعوب..مشكلتنا الحقيقة في ثقافتنا، فتخيلوا أن جامعة الدول العربية مُنشأة منذ 1945، وأول منتدى ثقافي عربي حقيقي، سيتم عقده في أبو ظبي في ديسمبر المقبل".

وتطرّق الباحث للحديث عن المشكلات الأزلية، التي يمرّ بها السياق السياسي العربي. وكما كان توقعه صادمًا لكثيرين حول مستقبل الولايات المتحدة، جاءت رؤيته مغايرة بشأن بعض الملفات.

فقال: "الصراع الخليجي الإيراني ليس صراعًا بين السنّة والشيعة، بل بين العرب والفرس..في إيران يوجد منطقة اسمها الأهواز، يقطن فيها الكثير من أصحاب الأصول العربية، وأجبرتهم السلطات الإيرانية على التشيّع، ونحن في الإمارات نمتلك جالية إيرانية كبيرة، ومن خلال تعاملي اليومي معهم، أدركت إنهم يكرهون العرب".

إلى ذلك، تزامنت بعض التصريحات ومساعي التقارب التي حدثت مؤخرًا من الجانب الإيراني من ناحية، وبعض الدول الخليجية مثل عمان والكويت من ناحية أخرى، في ظهور أصوات تُشكّك في فاعلية دور مجلس التعاون الخليجي، خصوصًا مع زيادة المنافسة الاقتصادية بين عواصم الخليج المختلفة، والتوتر بين قطر وبعض مجاوريها في شبه الجزيرة العربية.

وتوقّع السويدي ألا يتأثر استقرار دول مجلس التعاون الخليجي، لكن بشروط، لخصها في قوله: "أتوقّع أن تقرّر السعودية والإمارات والبحرين أن يعود سفراؤها للدوحة مجددًا، لكن على الأخيرة أن تكف عن سلك النهج المغاير في السياسة الخارجية، فكيف ولماذا يعتمد النظام القطري، ويعطي المساحة لعزمي بشارة، وهو من عرب 1948 ويوسف القرضاوي، وهو قيادي بجماعة الإخوان ؟" وتابع: "الله يهديهم".

وأضاف السويدي، في تصريح خاص لـ"دوت مصر" أن "جماعة الإخوان تمثل خطرًا حقيقيًا على أمن الخليج، فلها وجود في السعودية والإمارات وعمان والكويت". وحينما سُئل عن وجود وسيلة أخرى للتعامل معهم، غير الطريقة الأمنية، قال: "الرؤساء جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك، حاولوا إيجاد حلول أخرى، ولم يتوصّلوا لشيء".

وفي الوقت نفسه، عاد الباحث ليشكّك مجددًا في بعض النظريات، التي تُطرَح من جانب بعض المحلّلين، لكن هذه المرة بشأن العلاقات الأمريكية الخليجية.

وأوضح السويدي أن "كل دول الخليج ما زالت وسوف تظلّ تعتمد على الجيش الأمريكي بخصوص حفظ أمنها". وقال: "أستمع لأصوات ترصد تقاربا روسيًا خليجًا، هذا غير صحيح، فمثلما يعتمد الجيش المصري على أمريكا في أمور التسليح والتقنيات العسكرية، تنتهج دول الخليج الأمر نفسه".

وأضاف: "لا أنكر أنه يجب أن يكون للجيش المصري دور خاص في حفظ أمن الخليج، لكن بالطبع لن يأتي على حساب الثوابت القديمة.. نعم، شاهدنا خلافات وضغوطًا خليجية بسبب الموقف الأمريكي من دعم الإخوان، لكن لا يعني ذلك أن العلاقات أصبحت متوتّرة".

واختتم كلامه قائلا: "أمريكا قد تتحالف مع الشيطان، لحفظ مصالحها..فأين مصلحتنا كعرب؟".