التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 12:08 م , بتوقيت القاهرة

حوار| تانيا صالح: المرأة ليست "كومبارس".. ومصريتي لاتحتاج لجنسية

لقراءة الموضوع كاملًا في صفحة واحدة اضغط هنا

استطاعت المطربة اللبنانية تانيا صالح أن تحول عددًا من المواقف الحياتية إلى أغان تعبر عنها، فكانت لعبة الطفولة "يا سلوى شو عم تبكي" أغنية عن حال لبنان، ومثلت أغنية "طريق الحب" فلسفتها عن معنى الحب.

في الجزء الثاني من حوارنا مع تانيا نتحدث عن بعض قصص هذه الأغاني وارتباطها بحياتها، إضافة إلى حبها هي وأسرتها لبلد الأهرامات مصر، وتمرد المرأة العربية على وضعها حتى في لبنان: 

الموسيقى البديلة والسينما المستقلة مصطلحان انتشرا بعالم الفن الفترة الأخيرة.. ما السبب؟ 

تعبير الموسيقى البديلة أو أوالأندرجراوند والسينما المستقلة جاءت من الخارج، ولا يجب أن نستورد مصطلحات أجنبية من الخارج، بل نقول نحن نقدم موسيقى وأغاني عربية معاصرة، نحن لا نقدم موسيقى أندرجراوند، بالفعل ليس لدينا تمويل ولا إنتاج لكن موسيقانا معاصرة تعبر عن واقع الحياة بالعالم العربي.

الأمر مؤسف أن نلجأ للغرب للتجديد لأن نحن من جددنا الموسيقى العربية بعد سيد درويش ومحمد عبدالوهاب ووديع الصافي والأخوان رحباني وعظماء آخرين في الوطن العربي، نحن بخير وموسيقانا بخير ونعرف قيمتنا ولسنا بحاجة لمصطلحات أجنبية تمر لثقافتنا لنعرف ذلك.


"ياسلوى ليش عم تبكي".. أغنية الطفولة لها حكاية قديمة معكي فما هي؟

أغنية للٌعبة، كانت ترددها البنات في الصغر، إحداهن تبكي وهي تبحث عن رفيقتها ثم تختار رفيقة هي الأجمل من وجهة نظرها، ونعيد كل مرة نفس اللعبة ببنت جديدة، لكني لم أحب هذه اللعبة والأغنية أيضًا استفزتني "سخيفة"، فكيف ننتقي أصدقاءنا على أساس "مين حلوة ومين بشعة"؟! أو نقول "لو كنتي مش حلوة حظوظك بالحياة مش كبيرة" وتمنيت أغنيها مرة أخرى بكلمات تحمل معنى أفضل.

وفي أول ألبوم لي غيرت الكلمات لتناسب وضعنا في لبنان خاصة بعد الحرب، كنا نرى أن الحقيقة لا تقال وأن هناك حرب نشبت "على الفاضي" لا ندري متى وكيف بدأت وانتهت؟! كل الزعماء السياسيين من كانوا سببًا في الحرب حكموا البلد فيما بعد، أما سلوى فتبكي لأنها تحب أن تعرف الحقيقة وأن يعرفها الناس أيضًا، وفي هذا الزمن للأسف الناس تقول "مش دايما الخير بيغلب".





في رحلتك الغنائية كان هناك "طريق الحب".. فما هي فلسفتك تجاه هذا الشعور؟

الحب الذي تعبر عنه أغنيتي "طريق الحب"، هو الحب الأبدي الأفلاطوني، الشخص عندما يحب أي إنسان آخر يجب أن يحافظ عليه للأبد يكون الحب أبدي غير محكوم بقوانين أو شروط.

ولماذا تسيطر "السخرية" على عدد من أغانيكي؟

بالفعل هناك سخرية كبيرة في أغنياتي، لأن هذه شخصيتي أضحك طوال الوقت على الحياة وعلى حالي، إذا لم نضحك وأصبح المرح والفرح والطاقة الإيجابية موجودين بحياتنا سيكون الغم على الباب، أنا أسخر من موضوع أو حادثة صارت معي من دون حزن لمعالجة هذا الموضوع من دون أن يكبر. 





كلمات أغانيكي تتمرد على سوء وضع المرأة العربية.. هل هي بحاجة لأن تتمرد؟

نعم هي بحاجة لذلك، فوضع المرأة بالعالم العربي سيء جدًا، تتفاوت درجات السوء من بلد لأخرى، حتى في لبنان التي بيعتبرون أن المرأة فيها أكثر تحرر من دول عربية أخرى، على سبيل المثال المرأة اللبنانية إذ تزوجت من أجنبي لا يحق لأولادها أن يحصلوا على الجنسية، لا يوجد قانون يحميها من العنف الأسري إذا أساء لها كل يوم لا يُعاقب، وإذا انفصل الزوجان يضيع حقها وينفذ عليها حكم الشريعة لا حكم مدني يحفظ لها حقوقها.

وفي العمل أيضًا لا تأخد حقها مثل الرجال، بالأسرة الأب لا يشارك في تربية الأولاد مثلها، ومثل كل الدول العربية اتخاذ القرارات ذكوري، تتحكم فيه الشريعة والنظم الدينية المختلفة بها.

ولا أعني أن تتمرد المرأة لتخرب وتتسبب في مشاكل، هي ربة أسرة وفرد مهم وأسرتنا لنا النساء هي الأولوية، لكن لازم يكون الزوج  موجود ويشارك، لأنها 50% من المجتمع "مش كومبارس ولا مهمشة"، يجب أن تكون موجودة بالمجتمع. 

من وجهة نظرك ما الحل؟

نظام مدني علماني يحفظ حق كل الأديان وحق الرجال مثل حق النساء وهذا يحتاج لمجهود كبير جدًا.

 





"عٌمر وعلي" أو "السنة والشيعة" إلى أين وصل الخلاف بينهما في وطننا العربي؟


منطقتنا منبع الحضارات والديانات السماوية الثلاثة، وبين الأديان الثلاثة دائمًا حروب، تفرقة مطلوبة كي تظل المنطقة العربية في حالة من الغليان لتستطيع الدول الصناعية الكبرى الاستفادة بكل ثراواتنا وتبيع لنا السلاح وتفرقنا بمخططات مشبوهة في النهاية، القوى العظمى وأصبحوا كثيرين يحاولون بسلطاتهم إضعاف العالم العربي ولو لم نتوحد سنهلك. 

أما عن "عٌمر وعلي" (السنة والشيعة) فمشكلتهما ليست دينية -الدين لله-  المشكلة مشكلة سلطة، من أقوى من الآخر، من يحكم ويسيطر على الطرف الثاني، يجب أن تعرف الأجيال الجديدة هذا، يجب أن تتذكر أن تراثنا العلمي والثقافي كبلاد عربية وأمة إسلامية كان يثري أوروبا والعالم، ولكن هذا يكون من خلال العمل، لا البكاء على الأطلال.

كيف ترين المشهد العربي فنيًا وسياسيًا؟ 

المشهد الفني مرتبط بالوضع الاجتماعي والاقتصادي والإقليمي والسياسي في منطقتنا، ولا يمكن أن يكون مزدهر والوضع السياسي والمجتمعي في انحطاط، البلدان العربية كلها مفككة الآن، أصبحنا نصدر لبعضنا الحروب لا نساعد بعض اقتصاديًا ولا سياسيًا، محتاجين نتواصل بشكل أفضل لأن هناك قوى عظمى تستفيد من ضعفنا وممكن في لحظة تمحينا، يجب أن نوحد اقتصادنا، ويكون التطور الفكري والفني رفيقًا لطريقنا وليس الظلم والدم والذبح والعنف والتكفير، طالما كل ماسبق موجود لن يزدهر الفن. 


إلى أي مدى راضية عن تجربتك ورحلتك الفنية حتى الآن؟ 


راضية بشكل كبير عن كل ما قدمته، دائمًا أقول لنفسي كان يوجد الأفضل، لكن طريقي كان صعبًا، والأصعب أن أصل لما قدمته، ظهرت في وسط ممتلئ بالأغاني ذات النمط الواحد، أكيد هناك من أحب الاستماع إليهم، مثل عمرو دياب، ومحمد منير، والجسمي، وكارول سماحة، وهيفاء ونانسي وشيرين، وسميرة سعيد، وفرق مثل إسكندريلا وآخرين، لكن يجب أن يكون هناك تنوع لإثراء مكتبة الموسيقى العربية.

لا أقول أن كل موسيقى تجارية ليست "حُلوة"، هناك أغاني تجارية جيدة تسعدني وتجعلني أرقص.




درويش وجاهين حاضران في ألبومك المقبل؟

ألبومي الجديد مشروع سمعي بصري، يضم قصائد من مصر والعراق ولبنان واليمن وسوريا، قطعت مشوارًا  في عالم القصيدة العربية لأحكي عن وضعنا وما يحدث، ومن المقرر أن يخرج الألبوم نصف صيف 2017. 


لمعرفة أكثر عن تفاصيل الألبوم اضغط هنا 

كيف كانت مشاركتك في الدورة الثامنة من مهرجان القاهرة للجاز؟ 

فخورة بمشاركتي بمهرجان القاهرة الدولي للجاز فهو مهرجان عريق جدًا أغنى مسيرتي الغنائية، شارك فيه فرق عالمية عظيمة قدموا عروض رائعة، وأشكر عمرو صلاح وفريق العمل على إنجازه لهذا الموضوع الصعب، وأفخر باستضافة صديقي حازم شاهين الذي أغنى الحفل بموهبته وموسيقته. 

على شبكة التواصل الاجتماعي تمنيتي الحصول على الجنسية المصرية؟ وفي المؤتمر الصحفي للمهرجان أشرتي إلى حب والدتك الشديد لمصر.. فما مصدر كل هذا الحب؟

حب مصر في دمي، والدي درس بالأزهر وأمي تعشق مصر منذ الصغر، تحب أن تراها وتتابع أخبارها وفنونها وحركة الأدب، عشق مصر موجود معنا كل يوم. 

ولدي حب كبير لشعب مصر الواعي الحنون الذي يتميز بالكبرياء وفخره بحضارته وتراثه وفنه وحبه للحياة، يمزح رغم كل المشاكل التي لديه، يأخذ الحياة ببساطة، مصر جوهرة تصدر الفن والجمال للعالم. 


فيما يخص أمنية حصولي على الجنسية المصرية، فعلى سبيل المزاح قولت "نفسي أخد الجنسية المصرية"، وبالطبع سأكون فخورة جدًا إذا حصلت على الجنسية المصرية، وبالطبع فخورة بالجنسية اللبنانية، وإن شاء الله سأتواجد أكثر في مصر الفترة المقبلة فمصريتي لا تحتاج جنسية: "بحس نفسي مصرية".