التوقيت الأربعاء، 24 أبريل 2024
التوقيت 01:12 ص , بتوقيت القاهرة

حوار | تانيا صالح: "جيفارا" وراء اختيار اسمي.. و"فيروز" قديسة لبنان

لقراءة الحوار كاملًا في صفحة واحدة اضغط هنا

طفولة "مأساوية" عاشتها الأميرة السعيدة على أرض الجمال، طفلة حملت اسم صديقة جيفارا "تانيا" مرت أعوامها الستة الأولى في ظل السلام، ثم جاءت الحرب الأهلية في لبنان فصارت آذانها تسمع صوت إطلاق النار والبكاء وأخذ صوت هديل الحمام يتلاشى.

هجر أصدقاؤها المسيحيون مدارسهم، رحلوا مرغمين عن وطنهم خوفًا من الموت والاختطاف،  انفصل الأب عن الأم، ولمدة 15 عامًا ظلت الأميرة الصغيرة بصحبة والدتها وشقيقتها تبحثن عن منزل يسكنهن.

"دوت مصر" التقى المطربة اللبنانية تانيا صالح وأجرى معها حوارًا ينشره على جزأين:

الميلاد بداية كل شيء.. حدثينا أكثر عن  طفولتك في لبنان بلد الجمال والحرب؟

عشت 6 سنين من السلام في طفولتي، ثم بدأت الحرب وأنا ابنة 6 سنين، طفولة كلها خوف وقلق وهروب من مكان لآخر، طفولة كانت "مأساوية" و"تعيسة" جدًا، بعدين انفصل أبي عن أمي وخُلق جو عائلي صعب، عائلات كثيرة ظلت مترابطة في ظل الحرب لكن أسرتي لم تكن منهم، انفرطت بالتوازي مع الحرب، طفولة "تعيسة" جدًا.

تانيا صديقة جيفارا
"تانيا" ماذا يعني؟ و ماهي قصة اختياره لكي؟ 
اسم تانيا يعني الملكة أو الأميرة السعيدة عرفته من صحفية مصرية خلال مقابلة سألتني وماكنتش أعرف - كتر خير مصر كل مرة نيجي فيها نتعلم حاجة جديدة عن نفسنا- والدي هو اللي سماني بالاسم ده على اسم صديقة جي جيفارا، لأنه كان معجب بيه جدًا لكن ماقدرش يسميني على اسمه -لأنه اسم ذكوري- فاختار لي اسم صديقته.

 




الحرب حفرت أثرًا بالطبع في طفولتك وذاكرتك.. ما أكثر موقف تذكريه حتى الآن؟ 
من طفولتي أتذكر حاجة أثرت فيا جدًا، وقت المدرسة كنا ولاد وبنات ماحدش مهتم يعرف اللي جنبه دينه إيه؟ مسيحي ولا مسلم، لما بدأت الحرب بدأنا نعرف إن الحرب بين الإسلام والمسيحية، اكتشفت إن عندي كتير أصحاب بالمدرسة دينهم هو المسيحية، وعرفت إني مش هشوفهم  بسبب الحرب.

في نهار يوم بالمدرسة، أصدقاء كتير اختفوا هربوا منها؛ خوفًا من الخطف والقتل، هذا اليوم لا أنساه أبدًا حذ في قلبي إن ممكن شعوب تعيش مع بعض في ألفة وسلام وفجأة لسبب تافه نفترق عن بعض. 

 




كأصدقائك أيضًا هربًا من الحرب اضطريتي لخوض رحلة هروب.. هل تتذكرين تفاصيل هذه الرحلة؟

بأول الحرب اللبنانية اضطريت أنا وأمي وأختي روحنا على سوريا عند أصدقاء سوريين، هربنا لعدة أماكن خلال الحرب لمدة 15 عامًا، بيوت مختلفة من أصدقاء لأقارب لأهالي الأصدقاء، أو أصدقاء الأصدقاء، أو حتى بيت فاضي حد دلنا عليه، "الحرب هروب" متواصل.

وأذكر أنني بإحدى رحلاتنا إلى سوريا هربًا من الحرب، والدتي كانت تستمع إلى الأخبار في الراديو كعاداتنا في رحلات السفر، أو إلى أغاني فيروز التي كان الجميع يسمعها لأنها رمز للأغاني الوطنية وتجميع وتوحيد، وكانت أغنية "ردني إلى بلادي" لفيروز فبكت أمي معها وهذه كانت أول مرة وأنا صغيرة أرى أمي تبكي.


 




وماذا يمثل صوت السيدة فيروز للبنان؟ 


في لبنان الست فيروز قريبة كتير لأن تكون القديسة، كلنا في لبنان نعتبرها قديسة لأنها أثرت فينا وموجودة في كل بيت كل يوم، نرى أنها مدرسة للقيمة الفنية، لم تقدم يومًا عملًا دون المستوى، ولم تقل في أي لقاء لها كلمة دون المستوى، حافظت على صورتها وتاريخها الفني على مدار السنين. 

جارة القمر فيروز بعيون تانيا صالح
هل أحببتي الموسيقى والفن من والدتك؟
نعم، تعلمت كل ما أعرف عن الموسيقى من سماع أمي للطرب المصري في المنزل، إضافة إلى الأغاني اللبنانية لفيروز وصباح ووديع الصافي ومسرحيات الأخوان رحباني وزياد الرحباني والأفلام الاستعراضية الموسيقية المصرية، أمي هي مدرستي بالصنعة بصوتها الحلو كانت توصل لي النغمات وأثرت على ثقافتي الموسيقية كتير، فهي  تعمل صحفية وتقرأ كتير وتكتب عن الموضوعات الفنية فنقلت لنا خبراتها الثقافية والفنية على الساحة العربية.


 






ماذا عن كواليس بدايتك احتراف الغناء، تحديدًا أول مرة وقفتي فيها على خشبة المسرح؟ 

أول مرة أقف فيها كان على مسرح المدرسة كان عمري 10 سنين في احتفال أخر أيام المدرسية، وأذكر أنني غنيت من دون موسيقى، خفت في الأول لكن في نفس الوقت حسيت إني ده شي ممكن يفتح أبواب كتير، ما تخيلتش إني ممكن أغني بعدين. 

درستي الفن التشكيلي أيضًا.. هل ترين علاقة بين الموسيقى والرسم؟

بشوف إن أي وسيلة تعبير فني (رسم موسيقى كتابة)  بتغني ثقافة وحضارة الشعوب لازم نشجعها، الناس اللي بتعمل فن هم اللي بيوثقوا  حضارة وتاريخ البلاد، المصريون حضارتهم وتاريخهم معروفين على الخريطة بالفن اللي قدموه للعالم، ومصر بتفخر بأم كلثوم ونجيب محفوظ  وأحمد رامي ياريت كل العالم يتعلم من مصر تقديرها للفنانين والأدباء، كل الحضارات اللي وصلت لنا وصلت لنا بسبب الفن والكتابة.

 






خلال 13 عامًا قدمتي 4 ألبومات فقط.. عدد قليل جدًا فما السبب؟ 

أنا ما بعمل موسيقى من أجل الشهرة أو الفلوس، لكن بعمل موسيقى لأغني بطريقتي المتواضعة المكتبة الموسيقية اللبنانية والعربية بشكل عام، بالنسبة ليا ضروري إن الموسيقى العربية تتطور بناس مثلنا يقدمون فكرة جديدة للناس وهمنا ده كبير ومش سهل، لازم نقدم شيء جميل بوسط به كل هذا الانحطاط الفني. 

وهل تعرضتي خلالهم لأي خيبات حياتية أو فنية؟ 

عندي خيبات فنية وحياتية كتير، بس الإنسان الشاطر هو اللي يتعلم من غلطاته، ما يخليش الحزن ياخده، الأخطاء والناس اللي بتكتشفهم الأوضاع اللي بتتغير في حياتك كل ده المفروض يقويك ويعلمك.

 







زياد الرحباني.. كيف استفدتي من تجربتك الفنية معه؟
تجربتي مع زياد مدرسة كبيرة، تعلمت يعني إيه عمل فني متكامل بين مسرح وموسيقى وإضاءة وموسيقى تصويرية وهندسة صوت... إلخ.

شاركت معه كممثلة ومغنية في مسرحيتين، تعلمت منه يعني إيه موسيقى شرقية، وإيه هي موسيقى الجاز، وكيفية المزج بينهما والاختلاف والتمرد على السائد، وكيف يطرح أفكار موسيقية مفيدة للعالم العربي.

على المستوى الإنساني تعلمت منه الكثير، ومافيش حد تعرف على زياد الرحباني إلا وانغرم فيه، وأنا أحب زياد "حب أفلاطوني" عميق أبدي.

في الجزء الثاني تُحدثنا تانيا عن موضوعات أغانيها التي تنوعت بين الحديث عن حال الوطن العربي والصراع بين السنة والشيعة "عُمر وعلي"، واستغلال الساسة ورجال الدين للشعوب رغبة في السلطة، و"طريق الحب" الأبدي، ووضع المرأة السيء بالبلدان العربية، إضافة إلى حب أسرتها الشديد لبلد الأهرامات وحقيقة تمنيها الحصول على الجنسية المصرية، ومشروعها الموسيقي الجديد.