التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 02:51 ص , بتوقيت القاهرة

رسائل "إنبوكس"!

إذا رفعت الحكومات إحدى قدميها عن الأرض، أفسحت موطئًا للمتربصين بها. والأنظمة الفاشلة تُحفز المعارضة على التكاثر، والنمو، والانتشار، والتوغل.

المعارضة تتمدد عندما تسوء الأحوال السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، وتنكمش بزيادة دخول المواطنين، بما ينعكس، إيجابًا، على أحوالهم المعيشية.


الجوعى، والمرضى، والعرايا، والمشردون لا يهتمون بمحطة نووية، ولا بعاصمة إدارية، ولا بمشروعات قومية- رغم أهميتها- قدر اهتمامهم بالأكل، والشرب، والأدوية، والمأوى بأسعار في متناول أيديهم.


من عدم اللياقة أن تحدثني عن مستقبل "وردي"، وأحلام "مخملية"، وأنا أرزح تحت وطأة الألم، وقسوة المعاناة. ومن غير المقبول أن تطالبني بـ"التقشف" وأنت تمارس إسرافًا، وتبذيرًا و"فشخرة".


لم نطالبك بأن تكون "ملاكًا"، أو "مسيحًا" يحمل عنا أوزارنا وخطايانا، بل مجرد إنسان.. فالناس إذا ما منحوا ثقتهم لشخص فإنه يغنيهم عن برلمان "كله تمام"، وحكومة "تكَفَّرهم في عيشتهم"، ووزراء ومحافظين ما أنزل الله بهم من سلطان.

يسألونك عن إعلام "الصوت الواحد"، قل: فيه منافع لـ"المؤيدين"، لكن إثمه أكبر من نفعه، فـ"اجتنبوه" لعلكم ترحمون!


لسان حال المواطن: لا تحدثني عن الإنجازات الضخمة، ولا عن المشروعات التي ستحدث "الطفرة"، لكن دعني أرى انعكاس ذلك على "جيبي".

"الصدق" أفضل وسيلة للقضاء على "الكذب"، والمعلومات "الحقيقية" أقصر الطرق لوأد الشائعات.


"الشعب يأمر"، "مصر الدفيانة"، "كلنا مصريين"، وغيرها من المبادرات الوطنية تضرب أروع الأمثلة في الرحمة، والتكافل الاجتماعي.. لكن الأمم لا تُبْنى بـ"التبرع" وحده. والحملات الشعبية لا يمكن أن تكون ذريعة لأن تتخلي "الدولة" عن القيام بدورها.

كثير من الوعود، والمشروعات "التنموية" الكبرى صاحبتها "بروباجندا" إعلامية، وجاء الواقع مخيبًا للآمال. فأين يكمن الخلل؟ وهل العيب في المشروعات، أم في الحكومة، أم في الإعلام، أم في المواطنين؟


"فقه الأولويات" في الشرع يطالبنا بأن نبدأ بإصلاح أنفسنا أولًا، ثمن بمن نعول، وتقديم الفرض على السُّنة، والأهم على المهم، والفاضل على المفضول، وترك المنهيات على فعل المأمورات، تقديم العلم الذي يترتب عليه ثمرة على العلم الذي لا يترتب عليه شيء.. وهي أشياء يفتقدها المسؤولون عن "إدارة الدولة".


"الديمقراطية" هي "القماشة" التي يُفصِّلها كل نظام على مقاسه!


"الحوار المجتمعي" العربي معناه: أن تتبنى وجهة نظر "النظام"!