التوقيت الأربعاء، 01 مايو 2024
التوقيت 08:23 م , بتوقيت القاهرة

حوار| رئيس أركان المظلات بحرب أكتوبر: هكذا أسرت أول جندي إسرائيلي

فتح كتاب التاريخ وكأن المشاهد حادثة للتو .. تذكر كل ما كان بعين اليقين وفي كل فترة صمت كان يُبحر بالزمن نحو ما يزيد عن نصف قرن مضى من تاريخ مصر بحواسه الخمس بلا مبالغة ،حكى بكل ملامحه التي لا تزال تحمل فخراً وعزةً لا تخطئها العين،خانته دموعه حينما مرعلى اسماء الشهداء الواحد تلو الآخر من رفاقه وجنوده بل وجنود مصر ككل واللحظات الأخيرة ما قبل الفقدان للأبد ..تحشرج صوته حينما جاء تذكر لحظات العبور للشمس كما يحب أن يسميها .. وكم من مرة انفعل غاضباً ملء تقاسيم وجهه التي عبرت الثلاثة والثمانين عاماً وحملت اعصابه الأسى  مجدداً حينما تكلم عن الاخطاء القاتلة في حرب 67 وما فعله الاسرائيليون في سيناء..وكيف رد على صفاقة أول اسير اسرائيلي استطاع أن يحصل لمصر عليه في عملية انتحارية كادت أن تقوده الى حبل المشنقة بسبب مخالفة الأوامر العسكرية وقت الحرب، الأسير الذي تمت مبادلته بألفي اسير مصري لاحقاً وكرمه جمال عبد الناصر عن تلك الواقعة التي يتم الكشف عنها لأول مرة..إ


إنه اللواء أركان حرب محمد كامل حمودة، رئيس اركان حرب اكتوبر لقوات المظلات، صاحبة شعار"الموت أو تحقيق المهمة "، في حوار حصري لدوت مصر " حوار بلغة الحرب والسياسة.. يروى فيه ما لم يُروى من قبل عن حرب النصر  وتحرير سيناء، يروى امجادنا واوجاعنا ولحظات انتصارنا وفخرنا وغيرها من التفاصيل .. كما ينفرد الحوار بمجموعة نادرة من الصور تُنشر لأول مرة.. وإلى نص الحوار:


- لنبدأ بنكسة 67 والتي كانت البداية الحقيقية لتحرير سيناء بعد ذلك وصولا الى حرب اكتوبر 73 تعدد الاسباب لكن يظل هناك سبب جوهري وراءها،فما هو؟


 اسباب نكسة 67 يمكن تلخيصها في نقطة اساسية لا مفر منها وتأتي بعدها باقي الاسباب المساعدة،وهذه النقطة هي قرار انسحاب القوات المصرية والذي يعد السبب الرئيسي في النكسة وقد اصدره المشير عبد الحكيم عامر بدون أي تخطيط استراتيجي مسبق.



لكن البعض تحدث عن ان هذا القرار كان لا مفر منه لحماية القوات المصرية من تكبد المزيد من الخسائر.


غير صحيح ، القوات المصرية كان وضعها " كويس "وعندما اقول هنا كلمة" كويس" فأنا اعني ان لواسرائيل تقدمت بجيشها كله ما كانت لها ان تحتل سيناء وانا اعني هذا الكلام لأننا كنا نضع في المواقع القوية والهامة تحصينات ودفاعات تصد اي عدو من خلال "دشم" خرسانية حصينة،وكلمة حصينة في الجيش تعني صعوبة اختراقها،اذن كيف يمكن أن تكون القوات المصرية محصنة بكل تلك القوة وفي النهاية يأتي قرار الانسحاب "بضهر مكشوف في عمق الصحراء"؟.


من المعروف ان المشير عبد الحكيم عامر كان هو صاحب القرار،فعلى اي اسانيد اتخذ قرار الانسحاب؟


عبد الحكيم عامر تعامل مع الموقف على أن "هؤلاء اولادي واولادي في خطر يبقى نسحبهم من مواقعهم "بسبب بضع غارات قامت بها اسرائيل ضدنا وهذا كان قراراً خطأه فادحاً للقوات المصرية وكبدنا خسائر كبيرة وعرض القوات لخطر اكبر من قرار بقاءهم في مواقعهم الحصينة،فكيف اسحب جيش بدبابته ومعداته وافراده تحت قصف طيران اسرائيل وبدون تغطية من الطيران المصري،فماذا ستكون النتيجة ؟اكيد "هايضربهم الطيران الاسرائيلي" ويدمرنا وقد كنت من ضمن القوات التي انسحبت وفق ذلك القرار الأرعن وشاهدنا الموت كلنا ونجى من نجى واستشهد من استشهد.


الم يكن من الممكن مراجعة ذلك القرار من قيادات الجيش بالتشاور مع المشير عامر قبل التنفيذ؟


لايجب ان يصدر القائد العام للقوات المسلحة اي قرار الا اذا وافقت هيئة عمليات القوات المسلحة عليه والتي تضم اكفأ ضباط القوات المسلحة في كل الافرع وعلى علم ودراية كاملة بالخطط الاسترايجية والدراسات العسكرية لكل خطوة يمكن اتخاذها ومن المفترض انها تقدم رؤية واضحة لكل حركة في الحرب وفق دراسة متعمقة ووافية للموقف قبل ان يقرر القائد العام قراره،لكن عامر لم يكن من هذا النوع من القادة العسكريين.



هل هذا يعني ان هيئة العمليات لم تكن موافقة على قرار الانسحاب؟


نعم وحذرته بشكل مباشر وواضح وقالت له هذا القرار" غلط "وسنتكبد خسائر فادحة وكبيرة لكنه لم يستمع اليهم، كيف يمكن ان تحمي قوات بمعدات ثقيلة من الهجوم الاسرائيلي يمشي على قدميه لمسافة تزيد عن 150 كيلو متر و ليس عندك غطاء جوي لهم ؟وكان تقدير الموقف وقتها انه حتى لو قصف الاسرائيليون الدشم والمواقع الحصينة للقوات المصرية فلن تزيد الخسائر عن نسبة  2 % وهذه نسبة مسموح بها لأنه في قوانين الحرب مسموح ان تكون النسبة من 2-4 % لكن المحصلة النهائية كانت ان اسرائيل لن تتمكن من احتلال سيناء لأننا لم نترك لهم الساحة فارغة من قواتنا وهو ما حدث بعد ذلك بأن احتلت اسرائيل سيناء بالكامل ووصلت الى بورسعيد والسويس وهنا كان مكمن خطر مضاعف لخطورة منع اسرائيل لعبورالسفن من قناة السويس واغلاق المجري الملاحي كله والتحكم به.


كيف تمكنت مصر من منع اسرائيل من التحكم في قناة السويس وقتها؟


كان الحل في ارسال قوات المظلات والصاعقة وقد كنت مشاركاً بها كقائد كتيبة للسيطرة على الموقف واذكر اننا قد انشأنا مركز للقيادة حصين تحت الارض لصد هجمات الطيران الاسرائيلي وقنابله وقد كان مُبطن بخرسانة بسمك متر الا ربع من الاربع جهات وفوق تلك الخرسانة "دبش" بارتفاع مترين لدرجة ان المشير احمد اسماعيل – رئيس هيئة العمليات في ذلك الحين  حينما زارني في مركز القيادة قال لي متندراً سأبلغ الرئيس جمال عبد الناصر انك عندك مركز قيادة اقوى من اللي قاعد فيه سيادتك " فقلت له "العفو يا فندم، حضرتك عارف ان الطيران الاسرائيلي كل يوم يضرب فينا فلازم نعمل حاجة قوية لصد الهجمات دي".


يذكر التاريخ العسكري أن لك واقعة شهيرة وهامة في هذه الأثناء، فهل لك أن ترويها لنا؟


مبتسماً : نعم ، يوم 21 يونيو 1967 ابُلغت في مركز القيادة ان هناك جندي اسرائيلي يقوم بالسباحة في مياة قناة السويس للترفيه عن نفسه بكل بصفاقة وتبجح ،فقمت على الفور بالاتصال بالقيادة المركزية وابلغتهم اننا يجب أن نأسر هذا الجندي الاسرائيلي وقد كانت خططتي اننا يمكن ان نتفاوض به على ما يقارب الفين اسير مصري ما بين جنود وصف ضباط وضباط  لدى اسرائيل بعد هزيمة 5يونيو 1967،فجاء الرد بعدم الموافقة خوفاً من افتعال اي مشكلة مع اسرائيل و"مش عايزين نفتح نيران مع العدو دلوقتي"،فقلت له:يافندم الموضوع لن يستغرق اكثر من 5 دقائق فكان الرد هو الرفض التام ،واستطيع أن اعترف اليوم أني خالفت الأوامر العسكرية وقررت المضي في تنفيذ الخطة وقلت لنفسي"ربنا يسترها بقى ورددت الآية الكريمة "ان الحسنات يذهبن السيئات" لأني مؤمن انها كانت فرصة ذهبية لايجب ان تضيع وقمت بها مع انها مخاطرة كبيرة لأن من يخالف الأوامر العسكرية في الحرب يكون مصيره الاعدام ولو تمت معاقبتي " خلاص راضي بمصيري لكن لو جبت العسكري الاسرائيلي ده هايكون أول اسير اسرائيلي عندنا في الحرب "!وقمت بالفعل بالاتصال بهيئة قناة السويس وقلت لهم هل ممكن اطلب منكم"لنش"وسأرسل عليه 2 ضباط من اكفأ الضباط و2 من صف الضباط ليقوموا بعملية اسر العسكري الاسرائيلي مع تأمين العملية في الذهاب والعودة بفتح النيران على البر الثاني حتى لا يُضرب نار على اللنش ومن فيه،وبالفعل استغرقت العملية بالضبط دقيقتين وقمنا بأسر العسكري الاسرائيلي وكان اول اسير اسرائيلي في تاريخ الحرب مع اسرائيل.



ماذا حدث بعد ذلك؟


بعد أن قمنا بأسر الجندي الاسرائيلي بلا اي مقاومة منه،جاءوا به الى مكتبي وسألته "ايه اللي نزلك تعوم في قناة السويس"؟فرد بكل تبجح : انا نزلت اعوم في الجزء الخاص بينا،مش احنا واخدين سيناء؟ فقلت له بانفعال" سيناء وقناة السويس بالكامل مصرية فقط ومن قبل ان تُخلق من الاساس دولتكم المزعومة،انتم طول عمركم عايشين مشردين في العالم في حارة اليهود في كل الدول،وليس لكم فيها شيء،وقام الضابط المساعد لي "اداله قلم على قفاه" علشان يفوق ويعرف ازاي يتكلم عن مصر وسيناء، فنزل على ركبه باكياً ومستعطفاً ويقول ارجوكم انا هاقول لكم كل حاجة بس محدش يأذيني"فقلت له:انا مش عايزاؤذيك لكن رد عليا بالحقيقة ايه اللي جابك سيناء أنت والقوات بتاعتكم، فلم يرد ووضع رأسه منكساً في الأرض،ثم ابلغت القيادات العليا بوجود اسير اسرائيلي لدينا.


كيف تم استقبال الخبر على الرغم من انهم كانوا معترضين في البداية؟


فرحة كبيرة وتهنئة فاقت كل التوقعات،لدرجة ان المشير احمد اسماعيل جاء لي بنفسه وقال لي رفعت اسم مصر و سيتم ترقيتك ترقية استثنائية لرتبة اعلى ومن ترشح اسمه من قواتك في هذه العملية ورفضت تلك الترقية بكل ادب على اعتبار اني لم افعل الا الواجب،كما تلقيت اتصال مباشر من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لتهنئتي بنجاح العملية وقال لي بالنص :اهنئك على هذا العمل العظيم،اما اهالي السويس بعد أن انتشر خبر اسر الجندي الاسرائيلي فقد كانوا كل يوم تقريباً يقومون بارسال " صواني الحلويات" للكتيبة التي اسرت الجندي محاولة منهم للتعبيرعن فرحتهم الغامرة بهذا العمل الاستثنائي في وقت عصيب.


وماذا كان مصير الاسير الاسرائيلي بعد ذلك؟


بعد أن انتشر خبر اسر الأسير الاسرائيلي في السويس،وجدت ان نصف سكان المدينة يريدون الهجوم على مكان وجود الأسير لكي يفتكوا به! فقمت بتعيين قوة حراسة للمقر المحتجز به حتى لا يفتك به المصريون وتلقيت اتصالا من احدى الجهات السيادية  تبلغني فيه بضرورة ايفاد هذا الاسير الى القاهرة لديهم لاستجوابه وأن تكون عملية نقله على مسئوليتي الشخصية خلال عملية النقل للقاهرة لتأمين وصوله سليماً،وبالفعل قمت بعملية تمويه من خلال ادخال "لوري" بضهره ليلاً لمكان احتجازه ووضع الاسير في اللوري وسط 20  من قوات المظلات حتى لا " يأكله المصريون" اذا ما رأوه انتقاماً منه،لأن وصوله سليماً الى القاهرة كان يعني الحصول على معلومات مهمة جدا لصالح مصر اثناء فترة الحرب وبالفعل تمت العملية بنجاح باهر.



ما بعد نكسة 67 اين تكمن عبقرية انتصار حرب اكتوبر 73 ؟


حرب 67 كانت تجربة مريرة ومهمة ايضا للتعامل مع اسرائيل ومعرفة نقاط قوتهم وضعفهم والتحضير لهم جيدا واتذكر ان اسرائيل كانت تسمي جيشها بالقوة التي لا تُقهر،لكن التاريخ اثبت بحرب اكتوبر المجيدة ان الجيش المصري قهره وقهر"ابوه وجدوده كمان"وهذه الحرب لم تكن تتم ابدا دون تخطيط محكم وعبقري واعتبر ان الفريق الراحل سعد الشاذلي هو"رجل المستحيلات"وحرب اكتوبر يعني سعد الشاذلي  بشكل اساسي، كما لا ننكر ابداً فضله في تدريب ورفع كفاءة قوات المظلات خاصة انه هو من اسس مدرسة المظلات لأول مرة في تاريخ الجيش المصري،الكل كان يشكل منظومة استرداد حق مصر وارضها بشكل تتحدث عنه الكتب العسكرية والاكاديمات العسكرية حول العالم حتى اليوم.


هل هناك واقعة لا تنساها عن حرب اكتوبريمكن أن تُعلن عنها لأول مرة؟


قام الشاذلي قبل حرب اكتوبر في اطار خطته استعدادا للحرب باستدعاء افضل المهندسين والخبراء للبحث في كل نهر النيل او"رياحات النهر"من اول اسوان للقاهرة لايجاد مكان به نفس سرعة واتجاه الرياح في قناة السويس لكي تكون متطابقة تماماً مع الظروف التي سيخوضها الجنود اثناء العبور وبالفعل وجدوا مكان في دمنهور"الرياح البحيري بين البحيرة والقاهرة"وقام بارسال 5 فرق وكل فرقة حوالي 15 الف لكي يتمرنوا بنفس القوارب التي سيعبرون بها لاحقاً في حرب اكتوبر في سرية تامة لمدة عشرة ايام كاملة لدرجة اننا عندما قابلنا الجنود بعد ذلك بعد العبور قالوا لنا ما قام به الفريق الشاذلي وجدناه بالمليمتر في عبور قناة السويس وهذا امر لم يحدث يوماً في كل جيوش العالم.


معركة ثغرة الدفرسوار المعروفة اعلاميا" بالثغرة" لاتزال الصورة عنها غير مكتملة حتى اليوم فما الذي حدث بالضبط ؟


معركة الثغرة هي الخسارة الوحيدة في حرب اكتوبر،فمن المعروف انه من السويس الى بورسعيد يوجد جيشين،الجيش الثالث من منطقة السويس الى منطقة الاسماعيلية،والجيش الثاني من منطقة الاسماعيلية الى منطقة بورسعيد ومن يخترق هذين الجيشين يستطيع ان يصل للقاهرة،وحدث ان استطاعت القوات الاسرائيلية أن تخترق الجيش الثاني وباتت قاب قوسين او ادني من القاهرة بعد أن عبرت حوالي 20 كيلو في اتجاه القاهرة وبعد ان حاصرت الاسماعيلية وهذا يعني بلغة الحرب انها في غضون 3 ساعات على اقصى تقدير ستكون في القاهرة وهنا سأل المشير احمد اسماعيل عن قوات المظلات وقد كنت توليت وقتها رئاسة اركان قوات المظلات والصاعقة في الحرب،وطلب مني مواجهة تقدم القوات الاسرائيلية لمنع وصولها الى القاهرة بأي شكل من الاشكال مع وعد منه بارسال قوات اضافية تقابلهم على طريق الاسماعيلة،فقلت له يا فندم كتيبة المظلات لن يستطيع احد العبور منها للقاهرة الا على جثثنا،فشعار قوات المظلات"الموت اوتحقيق المهمة "وقد كان ومنعنا عبورهم فعلاً واذكر ان الاسرائيليون حينما اعترضناهم قالوا لنا في الميكروفون انهم عارفينا كويس وقالوا اسم احد القادة ممكن كانوا معنا بالاسم في محاولة لكسرالروح المعنوية للقوات التي اعترضت طريقهم.



هل تتفق على ما يقال بأن الفريق سعد الشاذلي ظُلم ؟


ظلم جداً ـ زاملت الشاذلي لسنوات طويلة في الخدمة وبعد ان خرج من الخدمة وحتى وفاته، وذهبت معه في العديد من المهمات التي مثلنا فيها مصر كاليمن،السودان،الكونغو،موسكو،وكان رجل حرب من الطراز الأول وتحت قيادته كذلك قامت قوات المظلات بأعمال عظيمة اثناء حرب اكتوبر لدرجة ان حينما قام الاعلام الغربي بعقد مقارنة بين قادة حرب اكتوبر وضعت صورة الشاذلي  في مقابل صورة موشي ديان،وقيل وقتها ان سعد الشاذلي هو موشي ديان مصر ولا يمكن ان ننسى ان جولدا مائير خرجت في احد خطبها اثناء فترة احتلال سيناء وقالت بالنص"اذا تريد مصر استعادة سيناء فعليها ان تقوم بالقاء قنبلة ذرية لهدم خط بارليف"!وسعد الشاذلي هو من كان صاحب خطة العبور،واذكر ان جريدة التايمز الامريكية التقت السادات بعد حرب اكتوبروسألته سؤال مباشر عن سبب احالة الشاذلي للتقاعد وهو رئيس اركان حرب النصر،فكان رده"لقد ارسلت الشاذلي للخارج لدوره في عملية العبور"فردت عليه المراسلة الامريكية"لكن حرب اكتوبر ما كانت لتحدث لولا العبور وعملية العبور كانت انجح واقوى ما في الحرب"! وسكت السادات واعرف انه حاول استرضاء الشاذلي بعد ذلك ومصالحته،لكن كان الشاذلي قد زهد في كل شيء فهو الوحيد من قادة حرب على الرغم من الدور الكبير الذي قام به في إعداد القوات المسلحة المصرية وفى تطوير وتنقيح خطط الهجوم والعبور، واستحداث أساليب جديدة في القتال وفى استخدام التشكيلات العسكرية المختلفة، وفى توجيهاته التي تربى عليها قادة وجنود القوات المسلحة.


هل لديك ذكريات خاصة عن الشاذلي في ايامه الأخيرة؟


كان عزيز النفس زاهد على الرغم من انه كان مقهوراً في سنواته الاولى من قرار انهاء خدمته خاصة ان قرار اقالته جاء عقب نصر اكتوبر بحوالي شهرين فقط ،ومن هاجم سعد الشاذلي سواء في حياته اوعقب وفاته للتقيل من شأنه  لا يعرف حجم نصر اكتوبر وما قام به الشاذلي ، فالشاذلي هو من وضع خطط حرب اكتوبر  ويكفي انه كان وهو لواء وقائد للقوات الخاصة كان يحضر التدريبات مع المستجدين ويقفز من الطائرة لكي يكون قدوة لهم،انه رجل لا يعوض في تاريخ العسكرية المصرية.



هل تملك حقائق متعلقة بجزيرتي تيران وصنافير ابان فترة الحرب و ملكية السعودية؟


الجزيرتين ملك للسعودية بالفعل وقد طلبت السعودية من مصر ان تخضعان للسيادة المصرية لأن السعودية لم تكن تملك القدرة للدفاع عنهما عسكرياً ضد اسرائيل واعرف ان الملك فيصل آل سعود – ملك السعودية  قال لجمال عبد الناصر بالنص " هاتين الجزيريتن مدخل  لاسرائيل على البحر الأحمر وممكن اسرائيل تطمع فيهم وتاخدهم في الحرب فكيف يمكن أن نحافظ  عليهم ولو قدرت اسرائيل تاخدهم فتعديه بسيطة يكونوا في السعودية وتعديه بسيطة يكونوا في سيناء وأنت رأيك ايه؟ وهذا يعني قولاً فصلاً واحداً ان السعودية هي من طلبت من عبد الناصر ان يتولى حماية الجزيرتين وان يكون مسئول عنهما واول شيء فعله عبد الناصر وقتها هوان قام بعملية انزال لفرقة من المظلات لحماية الجزيرتين واسرائيل "مقدرتش تاخدهم" والذي احدث كل حالة البلبلة لدى الرأي العام حالياً هي انها ارض سعودية من اكثر من 50 سنة فلماذا الآن طالبتم بها؟ والرد يكون لأن الوضع الاقليمي تغير وقوة السعودية العسكرية تغيرت وحينما طلبت السعودية من مصر ان تكون الجزيرتين في حمايتها ايام عبد الناصر فهذا راجع لأن السعودية "مكنتش قادرة تحميهم "وكان الاتفاق ما بين السعودية ومصر وقتها على حماية الجزيرتين له بعد متعلق بالأمن القومي المصري.