في الشهور الاخيرة تردد اسم، فراوكة بيتري، باعتبارها المنافس الأقوى لميركل وربما المنافس الذي لم تتوقعه المستشارة الألمانية مع صعود تيار اليمين المتطرف.

زعيمة البديل من أجل ألمانيا

ظهر حزب "البديل من أجل ألمانيا" الذي ينتمى للتيار القومي اليميني المتطرف منذ ثلاث سنوات فقط وقاد أعضاء الحزب ومؤيديه العديد من المظاهرات ضد أنجيلا ميركل بحسب صحيفة "الإندبندنت".

ومن المعروف عن بيتري عدائها الشديد للاجئين والمسلمين لدرجة أن الصحف الغربية تلقبها بالوجه اللطيف للتيار اليميني حيث تشتهر بيتري بابتسامتها الواسعة.

والآن فاز حزب "البديل من أجل ألمانيا" في الانتخابات المحلية بولاية "مكلنبورج فوربومرن" والتي تضم دائرة ميركل الانتخابية نفسها، ومن الواضح أن فراوكة بيتري تعتبر نفسها التهديد السياسي لميركل حيث قالت صراحة في الاحتفال بانتصار حزبها "إن هذا ضربة لميركل وربما اليوم هو بداية النهاية لعصرها".

مارين لوبان الألمانية أو هتلر نفسه

تقارن قناة "دويتشه فيله" بين فراوكة بيتري وبين زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان، حيث تتفقان في العديد من المواقف السياسية ولكن على عكس لوبان فإن فراوكة أكثر نجاحا في السياسة حيث كان صعودها سريعا وكذلك نجحت في الانتخابات المحلية بينما مارين لوبان أمامها منافسين أقوى من اليمين والوسط مثل نيكولا ساركوزي.

كذلك يمكن اعتبار فراوكة نسخة أقل عنصرية من مارين لوبان حيث يعتبر العديد من أنصار حزب البديل من أجل ألمانيا، الجبهة الوطنية الفرنسية شديدة العنصرية بالنسبة لهم.

اما معارضي فراوكة بيتري فيلقبونها بـ "أدولفينا" أي النسخة النسائية من أدولف هتلر ورسموا لها صورا على أنها هتلر.

عدوة الهجرة والاتحاد الأوروبي

في يناير 2016 أدلت فراوكة بيتري بتصريعادية للاجئين على مستوى أكبر من أي وقت مضى حيث قالت إن حرس الحدود الألماني يجب أن يطلق النار على اللاجئين المتدفين عبر الحدود إذا كانوا غير شرعيين.

وأثارت تصريحاتها انتقادات شديدة في الاتحاد الأوروبي وفي ألمانيا نفسها حتى من المعتدلين في حزبها، وبحسب قناة "فرانس 24" فإن فراوكة ترى نفسها من "المتشككين في الاتحاد الأوروبي" حيث ترى أن العديد من المشكلات التي تعانيها ألمانيا سببها الاتحاد الأوروبي ولكن هذا لا يعني بالضرورة الخروج من الاتحاد الأوروبي كون ألمانيا مازالت من الناحية العملية تقوده.

ولكن إذا كانت فراوكة من معارضي الهجرة فإن طليقها القس سفين بيتري، هو نفسه من أعضاء حزب ميركل وينادي بالترحيب باللاجئين الأمر الذي سلطت عليه وسائل الإعلام اهتماما كبيرا.

معجبون ببوتين وكارهون لأوباما

على غرار مارين لوبان والعديد من قادة اليمين المتطرف المتشككين في الاتحاد الأوروبي فإن فراوكة بيتري من المعجبين بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقارنة باعتراضاتهم المستمرة على الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

بل إن البعض يعتبرها شبيهة بدونالد ترامب وهو الاتهام الذي لا تنفيه حيث قالت في حوار لها مع صحيفة الجارديان إنها لا تمانع استخدام أسلوب الاستفزاز بالتصريحات حتى تحقق أهدافها على غرار ما يفعل المرشح الجمهوري الأمريكي دونالد ترامب.

مسعود أوزيل

وبالفعل كان لفراوكة بيتري وتصريحاتها المثيرة حادثا مع لاعب كرة القدم الألماني مسعود أوزيل حيث سلطت وسائل الإعلام الضوء عليها في بدايات صعودها السياسي بسبب هجومها على أوزيل عندما اتهمته بعدم أداء النشيد الوطني الألماني كما هاجمته بسبب وضع صورة للكعبة وموسم الحج على مواقع التواصل الاجتماعي.