التوقيت السبت، 20 أبريل 2024
التوقيت 05:14 م , بتوقيت القاهرة

"أبو عبيدة قحطان".. مسيرة من الإخوان المسلمين لقيادة "داعش"

تعمل المنظمات المسلحة في سوريا والمدرجة بقوائم الإرهاب على تصفية القيادات في بعضها البعض، حيث أعلنت أكثر من جهة تابعة لكل مجموعة مقتل قياديها بأيدي الجماعات الأخرى، وتظهر هذه الحالة بشكل واضح في محاولة اغتيال القيادي العسكري في جيش خالد بن الوليد التابع لتنظيم "داعش" أبو عبيدة قحطان، إلا أنه نجا ووجه الاتهام إلى جبهة فتح الشام.


روايات مختلفة


اختلفت الروايات التي صدرت من الفصائل الكثيرة خلال اليومين الماضيين حول هذه العملية، ليتضح من خلالها الأصل الإخواني لقحطان وتربيته وسط الجماعة، ثم الوصول إلى مناصب قيادية أهلته للذهاب إلى سوريا ومبايعة "داعش".



أولى الجهات الإعلامية كان شبكة تلفزيون "أورينت" السورية، والتي أكدت أن محاولة اغتيال قحطان تمت بتفجير عبوة ناسفة بالتزامن مع انتقاله بالسيارة بين بلدتي جملة وعابدين في اليرموك بريف درعا الجنوبي الغربي، أصيب في إثرها بجروح بالغة.



واتهم التلفزيون جبهة فتح الشام مستندا على رصد خلية أمنية لاجتماعات القيادات من الصف الأول لجيش خالد بن الوليد في بلدة جملة باليرموك، وزرعها عبوة ناسفة انفجرت في السيارة الخاصة لأبي عبيدة خلال ذهابه إلى عابدين، حيث كان هذا الاجتماع يمهد لتعيين أبو عبيدة قائدا عاما للجيش.


تصفيات متبادلة


أعلنت وكالة أنباء "أعماق" التابعة لتنظيم "داعش" عن محاولة قتل أبو عبيدة، وأشارت أيضا إلى وجود مسلسل تصفية متبادلة بين التنظيمات الإسلامية.



وأكدت الوكالة أن هذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها أعضاء جماعة فتح الشام قيادات مبايعة لتنظيم "داعش" في منطقة حوران، حيث قتل قبل عدة أشهر قائد لواء شهداء اليرموك محمد البريدي المعروف بأبي علي الخال، ونائبه اللواء والقائد العسكري الجاعوني، إضافة إلى 7 من قادة الكتائب وعناصر الحراسة في تفجير استهدف مقرا عسكريا في بلدة جملة بريف درعا الغربي.


مسيرة أبو عبيدة


أعلنت كل من تلفزيون "أورينت" ووكالة أعماق وصحيفة اللواء اللبنانية التابعة لتنظيم حزب الله، أن أبو عبيدة قحطان ذو أصول فلسطينية، ويحمل الجنسية الأردنية، كما أنه قاتل في أفغانستان مع عبد الله عزام أحد رموز الإخوان.


ولد قحطان حج داوود في خمسينات القرن الماضي، بمخيم درعا للاجئين الفلسطينيين والواقع في منطقة "حوران" السورية وسط أسرة متوسطة الدخل، ثم انتسب إلى جماعة الإخوان المسلمين واتجه إلى الأردن في أوائل الثمانينات.


غادر قحطان الأردن إلى أفغانستان بالتزامن مع خروج مئات العرب لنصرة الشعب الأفغاني ضد الغزو السوفيتي والمد الشيعي آنذاك تحت حركة عرفت باسم "المجاهدون العرب"، انتقل ضمن صفوف الجماعات الجهادية بعد فترة وجيزة ليصبح المرافق الشخصي لعبد الله عزام.


إخوان الأردن


بحسب تلفزيون "أورينت" انتقل قحطان بين أفغانستان والأردن، ليؤدي مهمات خاصة، وعند عودته إلى كابول تعرض لإصابة في الظهر خلال المعارك ليستقر به الحال بعد ذلك في عمان ويصب واحد من قيادات إخوان الأردن.


من الأردن لسوريا


بعد الثورة السورية في 2011، عمل قحطان مع الإخوان المسلمين على تشكيل بعض فصائل وكتائب إسلامية في حوران، ومكث مع صديقه الشيخ أبو محمد كساب مسالمة لفترة وجيزة بمدينة درعا، ثم انتقل الرجلان إلى اليرموك ليصبحا ضيفين عند قائد لواء "شهداء اليرموك" آنذاك وهو أبو علي البريدي.



شارك قحطان في كافة معارك اللواء بمدينة حوران، لأنه كان يعرف كيفية القتال في هذه الجعبة العسكرية التي قاتل فيها بأفغانستان، ليصبح القيادي البارز في جيش خالد بن الوليد، من خلال اندماج كل من لواء شهداء اليرموك وحركة المثنى الإسلامية، لتحاول جبهة فتح الشام اغتياله منذ عدة أيام بعبوة ناسفة بعد إعلانها المسؤولية عن هذه المحاولة.