التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 07:22 ص , بتوقيت القاهرة

العنف الطائفي| من الإخوان لداعش.. إرهاب دولي بنكهة سياسية

حق أُريد به باطل، وسطح هادئ يخفي أسفله براكين ولهب، تلك هي الصورة الأقرب تمثيلًا لدعاة الفتنة وأساطيرها، ممن استخدموا كلمة "الجهاد" كقناع لمحاربة السلام ونشر الفتنة، وفسروا الآيات كما تهوى أنفسهم، لتسيير قوارب اتجاهاتهم الفكرية.


منذ قرون، أنتج العالم إرهابًا رمى البشرية في صراعات دينية وعقائدية، مصورين لأتباعهم أن كل من يختلف معهم، بعيد عن الله.. يجب قتله.


بدأت التنظيمات الإسلامية المسلحة على الساحة في القرن العشرين بجماعة الإخوان الإرهابية وانتهاء بتنظيم داعش الأكثر إرهابا، ومرت أساليب وأفكار التحريض على العنف بمراحل، سنعرضها في هذا التقرير:


حسن البنا.. الذي "سخره الله"


كانت قناعات حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية، أن الله "سخره وجماعته لنصرة الدين" وأن الأمة كافرة غاب عنها الإسلام، وكان المجتمع من منظوره ينقسم لشقين، ما بين أمة صالحة "الإخوان" وضالة "باقي المسلمين" ـ حسبما يصفه ثروت الخرباوي.


"سنستخدم القوة عندما لا يجدي غيرها، وسننذر أهلها قبلها، وسنكون شرفاء ونتحمل النتائج".. تلك كانت كلمات "البنا" الذي كان معروفًا عنه أنه يصفه جماعته بالآيات القرآنية التي تتحدث عن المؤمنين، بينما يرى أن الآيات التي تتحدث عن الضالين، فإن من يخالف جماعته أو يرتد عنها، يتصف بما حملته تلك الآيات من صفات.


سيد قطب.. "الإسلام حِكرًا على أتباعه"!


"المجتمع جاهلي".. هكذا ترى المدرسة القطبية التي أسسها فكريًا سيد قطب، خليفة وتلميذ حسن البنا في الفكر الإخواني، ويعتبر "قطب" أن المجتمع ارتد إلى الجاهلية مرة أخرى، وهو ما مهد الطريق للعنف، باعتبار من اتبعه أن الآخرين ضلوا الطريق، ويجب التصدي لهم، وهنا نسترجع مقولة "البنا".. " سنستخدم القوة عندما لا يجدي غيرها"!.


فقطب رأى أنه يعيش في مجتمع جاهلي، حيث رأى الإسلام حدث به ارتداد إلى الجاهلية مرة أخرى، فقال:



وفى كتابه "معالم في الطريق" يؤكد مرة أخرى أنه يعيش فى عصر جاهلي فيقول:




ثم يكفر الجميع، ويعتبر أن قضيته قضية كفر وإيمان وأنه جاء ليرجع الناس إلى الإسلام، كما قالها قبله ابن عبدالوهاب، فيقول:



بعد إعدام سيد قطب ورفاقه لم تهدأ منابع الإرهاب، وبدأت الجماعات الإرهابية في الانقسام والتشتت، وخلق جماعات من بطون جماعات، ولكنهم ظلوا يعتمدون على الأفكار والكتب التي عرضناها وما تشابه معها، ومع الوقت بدأ الإرهاب يتطور ويتوحش شيئا فشيئا، وأصبح التحريض والعنف بوجه مكشوف، خاصة بعد وصول الإخوان للحكم في بعض الدول، وقيام التنظيمات المسلحة في السيطرة على دول أخرى.


حجازي والبتاجي.. "دعاة الدم"


أثار الداعية، صفوت حجازي، الذي امتزج انتماؤه ما بين جماعة التبليغ والدعوة وجماعة الإخوان، أثار ضجة بتصريحاته الداعية للعنف، قبل وبعد عزل مرسي، حيث سبق عزله تصريحًا له، قال فيه "الرئيس مرسي خط أحمر.. اللي هيرشه بالمايه هنرشه بالدم" في إشارة واضحة منه لاستخدام العنف ضد من يعارض "مرسي".



كما كانت للقيادي الإخواني محمد البلتاجي تصريحات أكثر جدلًا في منصة اعتصام رابعة العدوية، وكان فيها إشارات واضحة إلى أن توقف العنف في سيناء "مرهون بعودة مرسي إلى الحكم".



عاصم عبد الماجد.. حينما يتحدث "دراكولا"


للقيادي بالجماعة الإسلامية عاصم عبد الماجد، باع طويل في عالم العنف والدم.. بدأ "دراكولا" المصري في جرائمه بأسيوط في اليوم التالي لاغتيال الرئيس محمد أنور السادات، حينما اقتحم ومجموعة مسلحة من الجماعة الإسلامية، مبنى مديرية أمن أسيوط، وقاموا باحتلاله بعد قتل أكثر من 100 رجل شرطة.


"عبد الماجد" عاد للساحة في عهد "مرسي" ليتحدث عن "شرعيته" وحدوث "اقتتال" في الشارع المصري، حال خلع "مرسي" وتحدث في مقابلة تلفزيونية لما يبدو أنه تلويح مباشر لاستخدام العنف في حال عزله.



بن لابن والظواهري.. "المعركة بدأت"


كان مؤسس تنظيم القاعدة، أسامة بن لابد يهدد باستمرار الدول الغربية، واستطاع أن يقوم بعدة عمليات دخل عواصم الدول الكبرى، وكان منها تفجير برجي التجارة العالمي في نيويورك.



وعلى درب بن لادن استكمل الظواهري، لكنه ركز تهديداته للأنظمة العربية، ومنها النظام المصري، فهاجم أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، المجلس العسكري، والتيار الإسلامي في الوقت ذاته، عقب عزل مرسي، مؤكدًا أن التيار الإسلامي تخلى عن هويته وسلم نفسه لما أسماه "العلمانيين والليبراليين".. ووجه انتقادًا لاذعًا للسلفيين على تغيير موقفهم بشأن الانتخابات تحت حجة "الضرورة"، لكنهم لم يستخدموا نفس الحجة للتعاون مع الإخوان على هدف تحكيم الشريعة، فتركوا أعداء الإسلام يكتبون الدستور ـ على حد وصفه.


واعتبر الظواهري في خطابه أن ما يحدث في مصر "معركة بين العلمانيين والكنيسة والمجلس العسكري وأمريكا ضد الأمة الإسلامية"، مضيفًا "المعركة لم تنتهِ، لكنها بدأت"!.



داعش.. "إنهم يدعون لدين جديد"


تنظيم داعش الإرهابي هو الآخر الذي قام بعمليات دموية شنيعة في الدول التى سيطر فيها مثل العراق وسوريا، أعلن عن تهديدات كثيرة للعديد الأخرى مثل السعودية ومصر والأردن، مستخدمًا آيات قرآنية لتبرير جرائمه.


فوصف الجيش المصري بـ"المرتد".. ووصف الضباط والجنود أنهم "كفار مرتدين"، وأعلن عن تبنيه لتفجيرات وقعت بمناطق متفرقة داخل مصر، أهمها بسيناء.



كما قام التنظيم بتهديد ملك الأدرن بالقتل.