التوقيت الأربعاء، 08 مايو 2024
التوقيت 09:51 ص , بتوقيت القاهرة

العنف الطائفي| الأنجليكان.. شيطنة الإسلام واضطهاد المعتدلين

التطرف الديني ليس حكرا على ديانة أو طائفة بعينها، لكن في السنوات الأخيرة برز اسم رجال الدين الأنجليكان في الولايات المتحدة بآراء دينية ودعوات محرضة على العنف أو كراهية طوائف أو ديانات أخرى، وتنوعت التصريحات من آراء فردية لرجال دين أو لمؤسسات محسوبة على الكنيسة الأنجليكانية في الولايات المتحدة.


وبحسب دراسة قدمها البروفيسور ديمون لينش بجامعة منيسوتا فإن الأنجليكان من يمثلون أكبر مجموعة دينية مسيحية في الولايات المتحدة حيث يمثلون 26.8% من المسيحيين في الولايات المتحدة وبسبب الدعاة المتطرفين منهم المسيطرون على البرامج الدينية على التلفزيون فإن 40% من الأنجليكان البيض يتبعون آراء محافظة وأحيانا متطرفة حتى فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.


تيري جونز


يحظى اسم تيري جونز بشهرة نسبية في الشرق الأوسط كونه ارتبط بحرق المصحف، وقال في خطبه وتصريحاته التلفزيونية على البرامج الدينية المسيحية "الإرهاب ليس العدو بل العدو هو الإسلام".



وكان تيري جونز هدد على مدى سنوات بحرق نسخ من القرآن حتى تم إلقاء القبض عليه في 2013 عندما حاول حرق حوالي 3 آلاف نسخة من القرآن في ذكرى 11 سبتمبر لتمثل عدد الضحايا الذين قتلوا خلال الهجمات.


وكانت التهمة الموجهة له هي حيازة مواد قابلة للاشتعال في مكان غير جاهز لتخزينها، وعندما أوضح للشرطة أنه يريد حرق القرآن في ذكرى 11 سبتمبر 2013 قالت شرطة فلوريدا إنه تأخر في تقديم الطلب الذي يحتاج لفترة زمنية طويلة لدراسته، وكانت محاولة لعدم حرق القرآن حتى لا يحدث توتر مع المسلمين في الولايات المتحدة، خاصة بعد تصريح من المتحدث باسم القوات الأمريكية في أفغانستان أن تصريحات تيري جونز تتسبب في تزايد الهجمات على الجنود الأمريكيين.


ومن المعروف عن تيري جونز أنه حرق بالفعل عدة نسخ من القرآن، لكنه لم يتمكن من حرق النسخ الثلاثة آلاف، واشتهر أيضا بتصريحه الشهير "الإسلام من الشيطان" والذي حوله لعنوان كتاب يهاجم فيه الإسلام ويطلب من السياسيين الأمريكيين استخدامه للقتال ضد الإسلام باعتباره الديانة الأسرع انتشارا في العالم على حد قوله.


بات روبرتسون


الكاهن السابق ونجم البرامج الدينية بالولايات المتحدة بات روبرتسون، يعد من أشهر رجال الدين الذين ارتبط اسمهم بالعنصرية والخطب التحريضية خاصة ضد المسلمين وضد المثليين.



وبلغت خطب الكراهية أن قال روبرتسون صراحة إن الإسلام مثل النازية وأن الفارق الوحيد أنه في الماضي كانت الولايات المتحدة تتحدث عن أعدائها وتذكر أسماءهم صراحة.



وظهر بات روبرتسون في فيديو آخر ليقول "الإسلام ليس دينا أصلا بل نظام سياسي يسعى للسيطرة على العالم" ووجه رسالة للمسيحيين بأن جيرانهم المسلمين يريدون قتلهم.



جامعة ويتون


في يناير 2016 برز اسم جامعة ويتون الأمريكية التابعة للكنيسة الأنجليكانية بسبب موقفها من إحدى الأساتذة فيها، قالت إن المسلمين والمسيحيين يعبدون إلها واحدا، حينها بحسب صحيفة واشنطن بوست تم تعليق الأستاذة لاريشيا هوكينز من عملها ثم طردها.


كانت القصة بدأت عندما ارتدت لاريشيا هوكينز الحجاب ليوم واحد تضامنا مع المسلمين وللدعوة للتسامح الديني في أعقاب تعرض المسلمين لهجمات من قبل متطرفين في أعقاب هجوم "سان برناردينو"، وكتبت منشورا على صفحتها في فيسبوك عن أوجه التشابه بين الإسلام والمسيحية ودعت للمودة بين الطرفين بدون حتى الحاجة لدعوة أي منهم للتحول عن دينه.


ولكن فوجئت هوكينز بتعليقها عن العمل ثم فصلها بسبب آرائها الدينية وبأن ما فعلته "ليس له علاقة بالمسيحية" بحسب إعلان الجامعة، ولكن وصلت القصة للإعلام، حيث ذكر موقع الباحث خوان كول أن الجامعة وجدت نفسها مضطرة لتبرير ما فعلت بسبب الضغط الإعلامي عليها، وكان التبرير هو أن تصريحات الدكتورة هوكينز تخالف تعاليم الديانة المسيحية، ما يعني بحسب الموقع أن الجامعة التي تمثل الطائفة الدينية الأكبر عددا في الولايات المتحدة مارست الاضطهاد بسبب دعوة للتسامح بين الأديان.



وبسبب توالي الضغوط اضطرت الجامعة للاعتذار للاريشيا هوكينز التي أصدرت بدورها بيانا قالت فيه إن ما فعلته الجامعة سيتسبب في عدم الشعور بالأمان لأي شخص يريد الحديث عن آرائه أو يبدو مختلفا عن إدارة الجامعة.