التوقيت الأربعاء، 24 أبريل 2024
التوقيت 03:23 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| عبد الحليم حافظ.. صحفي يمنع التدخين ويطالب بـ"الفيديو كليب"

حينما اختار المخرج محمد خان شارة وداع مناسبة لزمن الرومانسية في فيلم "زوجة رجل مهم"، تخفف من وطأة سادية الضابط هشام (أحمد زكي) مع زوجته (ميرفت أمين)، لم يجد أمامه سوى عبد الحليم حافظ.


"سيظل النغم الحلو الذي يشدو في أذن الملايين مدى الحياة"، تلك كانت مقولة موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، التي أثبتت الأعوام الماضية أن صراع الغياب والحضور يحسب لـ عبد الحليم حافظ. على هذه الأرض -الآن- رجل وامرأة على مشارف الأربعين، جاءا للعالم بعد وفاة العندليب في لندن، ومع ذلك كان ثالثا لهما، بـ"أهواك"، و"أنا لك على طول"، و"نبتدي منين الحكاية".


في هذا التقرير لن نتحدث عن عبد الحليم حافظ، هو الذي سيخبركم مباشرة عن تفاصيل مشواره الفني واهتماماته الشخصية، ومواقفه من العالمية، والإباحية، والفيديو كليب.

ماذا كان يقرأ حليم؟
عندما دخلت الإذاعية نادية صالح، منزل عبدالحليم حافظ، ليلة حفلة شم النسيم، في 24 أبريل 1976، لتسجيل حلقة لبرنامج "زيارة لمكتبة فلان"، اكتشفت أن شغف القراءة عند العندليب الأسمر لم يقترن بمكتبة غنائية فقط مرتبطة بنشاطه الفني، لكنها رأت أن الكتب الأدبية لتوفيق الحكيم مثل "الأيدي الناعمة"، و"إيزيس"، تسيطر على اهتمامات حليم، الذي أوضح أنه يقرأ لحكيم ويوسف السباعي، ونجيب محفوظ.


ويعد أدب الحكيم حسبما رأي عبد الحليم حافظ، صاحب فلسفة خاصة، ومن يريد تعلم فن الكلمة، ينصحه حليم بالإطلاع على مؤلفات توفيق الحكيم.


وخلال اللقاء كشف عبد الحليم حافظ، عن عادة يمارسها دوما عن السفر للخارج، يكتب على الحائط المقابل للمكتب في أكثر من مكان الآية القرآنية "إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد".


عبدالحليم حافظ صحفيا
في ستينات القرن الماضي، كان الإذاعي فهمي عمر، يقدم برنامجًا اسمه "مجلة الهواء". فكرة البرنامج كان تعتمد على العمل الصحفي، وفي  إحدى الحلقات أسند رئيس تحرير الحلقة فهمي عمر، مهمة تحرير صفحة الفن للمطرب عبد الحليم حافظ، الذي اختار إجراء حوار فني مع رفيق دربه الملحن محمد الموجي.
من البدايات.. حليم يغني والموجي يعزف على العود
بدأ حليم الحوار بإذابة الجليد، حينما أثنى على ألحان الموجي، وأشار إلى فجوة فنية بينهما انتهت، ثم انتقل الصحفي عبد الحليم حافظ، لأخذ انفراد من الموجي، بإذاعة حصرية أغنية "بيت العز يا بيتنا" للمطربة فايزة أحمد. 

العندليب مذيعا
يبدو أن العمل الإعلامي جذب عبد الحليم حافظ بعد حواره القصير مع الموجي، فقرر أن يتحول إلى مقدم برامج محترف لحلقة واحدة، عبر برنامج إذاعي "الميكروفون مع.."، والذي استضاف فيه الملحن بليغ حمدي، والإعلامي مفيد فوزي.

بدأ حليم الحلقة بحرفية مقدمي برامج التوك الشو، وسأل بليغ حمدي عن تهمة "تمييع الفلكلور" التي وجهها له بعض الملحنين والنقاد، بعد عدة أعمال مع المطرب محمد رشدي مثل "عدوية"، و"عرباوي"، ومع حليم نفسه قدم "أنا كل ما أقول التوبة يابوي".

بدوره قال بليغ إن هذه الأغاني لا يعتبرها فلكلور لأنه يقوم بتغييرات كبيرة، واعتبر بليغ أن الناس يرددون تلك الأغاني بقوة، في إشارة لاهتمامه لرأي الجمهور بعيدا عن النقاد.


وعن علاقة مفيد فوزي بالفنانين، سأله حليم عن انحيازه لهم، فصحح مفيد العبارة بطريقته في استخدام مفرداته الخاصة، قائلا: "اتحمس لأصدقائي الفنانين، ولست متحيز لهم". ووصف نفسه بناقد متذوق للفن، ليس متخصصا، لكنه يكتب انطباعات تعبر عن ذاته تحمل وجهة نظره الشخصية.


حليم لمستمعيه: امنعوا التدخين
امنعوا التدخين
في تسجيل يعود تاريخه إلى 26 يوليو 1973، استضاف الإذاعي وجدي الحكيم، في برنامجه "منتهى الصراحة"، عبد الحليم حافظ، الذي تحدث عن انشغاله في العمل وتأثيره على مرضه، الذي كان سببا في إلغاء أكثر من حفلة له، حيث يجب أن تكون حالته الصحية متكاملة، وتجهيزات الحفل، وطلب حليم من المستمعين الذين يدخلون حفلاته الغنائية الإقلاع من التدخين، لأنه يؤثر على صحته.
ويرى حليم، أن التنافس الفني موجود طالما يوجد فن، مشيرا إلى التنافس القائم على العمل والاجتهاد بعيدا عن "المقالب والخوازيق"، حسب تعبيره. وأضاف أن منافسه في الطرب هو كل شخص في الشارع يغني. مؤكدا أن عنصر التطور والتغيير في الأداء والإبداع جزء من تكوينه. 


حليم يتحدث عن "الفيديو كليب"
من إعداد مفيد فوزي، وتقديم الإعلامية ليلى رستم، ظهر في الستينات برامج "نجمك المفضل"، الذي كان عبد الحليم حافظ أشهر ضيوفه، وخلال الحلقة تحدث عن العالمية، مشيدا بخطوات عمر الشريف، في السينما بعد تقديمه لدور مميز في فيلم "لورانس العرب".

كما تحدث حليم عن مواصفات الأغنية التليفزيونية من وجهة نظره، الذي رأى أنها يجب أن تكون قصيرة لحنًا، ويحمل موضوعها قصة تدفع المخرج لتخيل أحداث درامية يقوم بتصويرها، وهو ما عرف بعد سنوات كثيرة باسم "فيديو كليب".


ورأي حليم أن الأغنية العاطفية أغنية تحمل معاني حلوة، بينما في الغرب الأغنية العاطفية "إباحية"، موضحا أن 60 % من إنتاجهم كلام فارغ، حسب وصفه، وضرب مثالًا هجوميًا بما يقدمه فرق "البيتلز".


وقال حليم: "عندما أسمع بعض الأجانب في الخارج أغنية (في يوم.. في شهر.. في سنة)، أثارت إعجابهم واندهاشهم لعدم معرفة العالم بمؤلف تلك الكلمات".