التوقيت السبت، 20 أبريل 2024
التوقيت 05:06 ص , بتوقيت القاهرة

هل تؤدي حرب سوريا إلى تطبيع مصري إسرائيلي؟

كنت راكب تاكسي - إشمعنى أنا يعني - وسألني عن رئيس تركيا: "أردوغان دا راجل، شفت عمل إيه مع روسيا؟".


فسألته بدوري: 


هل تعلم أن تركيا عضو في حلف الناتو؟ دا حلف عسكري يجمع بين دول غرب أوروبا والولايات المتحدة. يعني "رجولة" أردوغان مش جاية من فراغ، جاية من تحالفاته القوية. فهل ترضى أن تكون مصر عضوا في تحالف عسكري غربي؟ وهل ترضى مصر أن تكون على علاقة عسكرية جيدة جدا بإسرائيل كما تركيا؟


لو فعلت مصر هذا ربما تصير في قوة تركيا. 


قال لي السائق: طيب ما مصر متحالفة مع روسيا؟ 


الباقي لا يهم. فمقارنة تقارب مصري روسي، بوضع تركيا في حلف الناتو يعني أن السائق الإسلامجي نوى أن يفتت الحوار، عالما أم جاهلا. وفي الحالتين ينتفي الداعي إلى النقاش. وهو ما جعلني أن أنتقل من نقطة التحالف إلى "القواعد العسكرية". هل ترضى أن تكون في مصر قواعد عسكرية أمريكية كما في تركيا وقطر؟ 


القصد من هذا النقاش البسيط لفت النظر إلى حيلة أبسط يمارسها معنا الإسلاميون. الإسلاميون يدركون مواطن القوة في السياسة فيحتفظون لأنفسهم بها. أبجديات السياسة الاستراتيجية أن تحتفظ لنفسك بتحالفات جيدة. والإسلاميون يعلمون ذلك. ولذلك يتعمدون أن يحرموا الدولة المصرية منها. بل وتحرم الدولة المصرية نفسها منها تأثرا بالدعاية الإسلامجية القومجية. 


فيصير حلالا لتركيا وقطر أن تفعلا ما يريدان، ما داما يحظيان بدعم الإسلامين. ويصير هذا "بعد نظر" و"دهاء سياسيا". أما مصر، فمجردة من إمكانات تطورها وقوتها.


قصصت هذه القصة لأصل إلى أن هناك خبرين هامين وردا في صحافة الخميس. الأول يقول إن البابا تواضروس سيزور القدس عن طريق تل أبيب. والثاني يقول إن شركة مصرية توقع عقدا للغاز مع تل أبيب، والأهم أن وزارة البترول لا تمانع ما دامت الإجراءات مستوفاة. وهو الخبر الذي علق عليه "عمود نيوتن" في المصري اليوم. 




إن الفترة القادمة محورية في تاريخ مصر، كجزء من المنطقة، وكهوية تبحث عن نفسها، بعد أن استسلمت طويلا لدعاية وهمية، كتبت التاريخ مغلوطا، ولقنتنا إياه مغلوطا، ثم حاسبتنا عليه كأنه دين آمنا به، وكأنه حقيقة لا سبيل لتحديها.


العلاقة مع الغرب وإسرائيل تحتاج من مصر إلى إعادة نظر، مبنية على مصالحها، وعلى هويتها الذاتية. وليس على شعارات لا يلتزم بها مطلقوها. هذه الرؤية المنفتحة التي لا تسعى إلى مصارعة العالم هي الخطوة الأولى لتغيير الوضع السياسي والاقتصادي في مصر. ملف العلاقة الجيدة مع إسرائيل صار الآن، في ظل الظروف والتحالفات الحالية في المنطقة، ضرورة أمنية وثقافية. ولو اندلعت حرب في سوريا سنعلم وسنفاجأ - أتمنى قبل فوات الأوان - حجم المصالح المشتركة بين مصر وإسرائيل حاليا. وبالتالي أرجو أن يكون الخبران المشار إليهما خطوتين على الطريق الصحيح.