التوقيت السبت، 04 مايو 2024
التوقيت 10:56 م , بتوقيت القاهرة

مستقبل بيكسار - مخاطر الأوريجينال VS أمان السلاسل؟

منذ أن قدمت شركة بيكسار للرسوم المتحركة عام 1995 فيلمها الروائي الأول قصة لعبة Toy Story واكتسبت بفضله مكانتها في الصدارة، وهي ثابتة في هذه المكانة على مدار 20 سنة.


15 فيلما روائيا تم عرضها حتى الآن، كان آخرها Inside Out الصيف الماضي، في سلسلة متواصلة من النجاحات التجارية والنقدية، حتى لو اختلف التقييم بخصوص بعضها. وأخص بالذكر Cars 1,2 - Monsters University - Brave باعتبارها الأفلام الأضعف في تصنيفي.


أهم ما ميز بيكسار حتى سنوات بسيطة مضت، كان حماسها لصناعة أفكار وأعمال جديدة. أول 15 سنة في عمر الشركة، لم تشهد في الحقيقة سوى سلسلة واحدة هى Toy Story التي تضمنت جزئين إضافيين أعوام 1999 - 2010 حقق كلاهما نجاحا تجاريا ونقديا هائلا. 



فجأة بدأ الطوفان وأصبحت بيكسار مثل غيرها. عام 2011 صدمتنا بأضعف أعمالها على الإطلاق في Cars 2 وكررت الصدمة في 2013 بـ Monsters University الأقل بمراحل من الفيلم الأول Monsters, Inc. 2001. 


جدول الفترة القادمة يشهد استمرارا لنفس المسيرة. أواخر نوفمبر 2015 سيبدأ عرض الديناصور الطيب The Good Dinosaur وهو العمل الأوريجنال الثاني التي تقدمه بعد Inside Out مباشرة هذا العام. 


يلي ذلك 5 أفلام من 2016 لـ 2019 تتضمن فيلم أورجينال واحد فقط لا غير، مُنتظر عرضه في 2017 بعنوان Coco و4 أجزاء جديدة من Finding Nemo - Cars - The Incredibles - Toy Story.



الجدول يطرح أسئلة كثيرة: هل فقدت بيكسار حماسها لتقديم جديد وقررت الخضوع للنظام الإنتاجي السائد في هوليوود؟.. هل السلاسل نشاط سلبي عامة؟.. هل جودة الأفلام الـ 3 في سلسلة Toy Story تشفع سقطات Cars 2 - Monsters University؟.. ولماذا الإصرار على تحضير جزء 3 من Cars في 2017 رغم كونه العمل الأضعف في تاريخهم؟  


اقرأ أيضا: Home يحتفظ ببطاقة جنسية دريم ووركس


مع طرح أول إعلان لـ البحث عن دوري Finding Dory المنتظر عرضه في يونيو 2016 وهو الجزء الثاني من فيلمهم الشهير البحث عن نيمو Finding Nemo 2003 تزداد هذه الأسئلة أهمية.


إعلان Finding Dory


الإجابة تبدأ باستحواذ شركة ديزني على بيكسار عام 2006 نظير 7.4 مليار دولار، في صفقة ضخمة أصبحت بيكسار بسببها تتحرك نسبيا، في دوائر مرتبطة بمصلحة الشركة الأم. بالنسبة لديزني فأرباح الأفلام لا تتحقق فقط من صندوق التذاكر. في الحقيقة هذا هامشي جدا!.. الأرباح الحقيقية تتحقق من الفرص التجارية الأخرى التي يخلقها كل فيلم.


إمبراطورية ديزني تشمل مئات العناصر المهمة، ابتداء من بيع الألعاب والمُجسمات والفيديو جيم، مرورا بالملابس التنكرية والأقنعة، وانتهاء بجولات الملاهي والمتنزهات. ولهذا لم يكن من الغريب أن تشتري هي دونا عن غيرها، حقوق سلاسل حرب النجوم Star Wars السينمائية مثلا مؤخرا، بالإضافة إلى مارفل. 


اقرأ أيضا: Fantastic Four - أمجاد الكوميكس وسقطات هوليوود


أواخر التسعينات وفي فترة كان فيها متوسط سعر التذكرة حوالي 5 دولارات، صرح أحد المنتجين مرة بأن الأهم دائما للشركات الكبرى بخصوص الأفلام العائلية، أن يخرج الطفل من القاعة، وهو متحمس لتوريط والديه في شراء دُمية أو اثنتين لشخصيات الفيلم.. ملابس تنكرية.. لعبة فيديوجيم.. في كل خطوة مما سبق، تربح الشركة ما هو أفضل بكثير من التذكرة!



في عالم ديزني الضخم يتحرك كل شىء على هذه المحاور. لاحظ مثلا كيف مولت هذا الصيف مشروع بضخامة فيلم أرض الغد Tomorrowland للمخرج براد بيرد والنجم جورج كلوني، بميزانية اقتربت من 200 مليون دولار. السبب الرئيسي الحقيقي لتوفير مبلغ بهذا الحجم؟.. محاولة إنعاش سلسلة ملاهي ديزني التي بدأت في الستينات، وتحمل نفس الاسم.


اقرأ أيضا: جورج كلوني وسباحة عكس الدستوبيا في Tomorrowland


لهذه الأسباب تحتاج ديزني لضخ المزيد والمزيد في سلاسل Toy Story - Cars - The Incredibles ولا يمكن لومها بأي حال. بهذه الطريقة فقط تضمن استمرار مبيعات كل ما يتعلق بها بنفس القوة.


الجانب الآخر المغري تجاريا، الذي يشمل في الحقيقة كل شركات هوليوود بلا استثناء، ويلمس فكرة السلاسل بصفة عامة، هو الحاجة لدعاية أقل.



مع التنافس الشرس الحالي، ارتفعت ميزانيات الدعاية لأرقام جنونية، وأصبحت تفوق ميزانيات الإنتاج والتنفيذ في كثير من الحالات. تأمل مثلا جدول قائمة الأفلام الأكثر خسارة في صيف 2015 وستصدمك ميزانيات الدعاية.


مع السلاسل تنخفض تكاليف الدعاية الى حد كبير، لأن الاسم وحده يتكفل بعمل اللازم. وبالطبع تصبح المغامرة انتاجيا أقل والمسار أكثر أمانا. لاحظ مثلا في نفس الرابط الموضوع السابق، أن فيلم Tomorrowland انتهى بخسائر فادحة. 


تصريحات بيكسار رسميا، تميل الى تأكيد الجانب غير التجاري بالطبع، باعتبار الهدف الحقيقي المستديم، هو صناعة أفلام ممتازة، تسرد قصصا تود الشركة فعلا سردها، سواء كانت مع شخصيات وأجواء جديدة، أو شخصيات متعلقة بأفلام سابقة.  



إلى أي قائمة ستنضم الأفلام القادمة؟.. قائمة Cars 2 السيئة، أم قائمة Toy Story 3 الممتازة؟.. هذا سؤال سنعرف إجابته وقت عرضها، لكن يبقى السؤال الأهم: هل يمكن استبعاد مسيرة السلاسل عامة، وتشجيع الشركات لإنتاج المزيد من الأفلام الأوريجنال؟


الإجابة البعيدة عن التنظيرات هي (لا)!.. رغم شكوى الجمهور المستمرة من هذه الفلسفة الإنتاجية، تبرهن قراراته عمليا على العكس 180 درجة!.. عاما بعد عام تؤكد الإيرادات ميل الجمهور للسلاسل. وبلغة الأرقام أصبح من الصعب أن يجد فيلم أوريجنال مكانا في الصدارة.


أفلام ضمن سلاسل تصدرت ايرادات 2015


رغم هذا فمن الجدير بالذكر هنا أن بيكسار كانت ولا تزال الاسم الوحيد تقريبا بين كل استوديوهات هوليوود، الذي نجح نسبيا في بناء اسم تجاري موثوق يكفل له النجاح مع أعمال أوريجنال. متوسط إيرادات أفلامهم في الولايات المتحدة يصل إلى 260 مليون دولار. وأقلها على الإطلاق كان A Bug's Life 1999 بإجمالي 163 مليون.


على مستوى إجمالي الإيرادات عالميا، لا تقل الأرقام إثارة بمتوسط 624 مليون دولار لكل فيلم. فيلمهم الأخير Inside Out هو أنجح فيلم أوريجنال عام 2015 حتى الآن بإجمالي 850 مليون دولار، يحتفظ بها حاليا بالمركز الخامس.


الحفاظ على معدل إنتاج ثابت للأفلام الأوريجنال في جدول بيكسار المستقبلي، أو غيرها من الشركات، لا يحتاج إلى لوغاريتمات معقدة. يحتاج فقط إلى مساندة قوية في شباك التذاكر. يحتاج إلى دعم لاسم بيكسار ليصبح وحده اسما ذهبيا موثوقا.



إذا نجح الديناصور الطيب The Good Dinosaur في تحقيق إيرادات مماثلة لـ Inside Out، سيمثل هذا دعما جيدا للأفلام الأوريجنال. في المقابل إذا نجحت قائمة السلاسل السنوات القادمة، وأولها Finding Dory صيف 2016، في تحقيق أرقام جبارة تتجاوز المليار كما حدث مؤخرا مع Minions مثلا، سيصبح هذا دعما للتركيز مع سياسة السلاسل!


اقرأ أيضا: المينيونز.. ضحايا يونيفرسال وجلادين شباك التذاكر


على كل ما يعنينا في النهاية هو مستوى الأفلام نفسها. شخصيا لا أنكر حماسي لمشاهدة Finding Dory - Toy Story 3 على عكس Cars 3.



المسألة إذًا تتعلق أيضا بمستوى ما شاهدناه من قبل. ولنفس السبب بالمناسبة لا يوجد شىء غريب في احتفاظ سلسلة جيمس بوند بشعبيتها على مدار أكثر من نصف قرن!


اقرأ أيضا: Spectre - أشباح الماضي تطارد بوند 2015


في جميع الحالات أثبتت بيكسار بـ Inside Out أنها لا تعاني من إفلاس فكري، أو أزمة أوريجنال. أتعشم - وأتوقع أيضا - أن تكرر نفس الإنجاز مع The Good Dinosaur. 



السؤال الحقيقي الذي تطرحه بيكسار للجمهور: هل يكفي 15 فيلما لإقناعنا أخيرا باعتبار اسم الشركة علامة أيزو وحده؟.. سنعرف إجابة هذا السؤال قريبا مع إيرادات The Good Dinosaur.


حتى يبدأ عرضه يوجد سؤال أخير: