أسباب كثيرة لنجاح وجاذبية أفلام الكوارث في شباك التذاكر. ومنها مثلا:
1 - تهدئة المخاوف الشخصية للمُتفرج. الهلاك والموت يحدث للأخرين فقط، وعادة مصير الشخصيات الأقل أهمية في الفيلم.  

2 - كوارث عالم السينما قد تصبح أقرب للعقاب الإلهي، على طريقة طوفان نوح في القصص المقدسة. البقاء للطيبون والهلاك للأشرار والأنذال. 

3 - في هذا النوع يسهل أيضا أن تندمج وتتفاعل كمتفرج مع مجموعة بسيطة من البشر، يواصلون تحديهم لكل الظروف بفضل أول وأهم غريزة، مغروسة في جيناتنا كلنا كبشر (البقاء على قيد الحياة). 

4 - في الكوارث هروب تام من المسؤوليات المعقدة التي ترهقنا يوميا. ضغوط العمل أو الدراسة مثلا. التزاماتنا المادية وفواتيرنا الشهرية المستحقة. كل ما يهم فيها هو البقاء على قيد الحياة فقط. الانجاز البسيط اليومي السهل الذي نود أن يصبح موضع تقدير في حد ذاته!

5 - وأخيرا وهو الأهم، في أفلام الكوارث يصل الابهار الى أقصاه. أغلبنا لن يهرب من عاصفة أو اعصار. لن يشاهد حمم بركان. لن يسبح وسط طوفان أو حطام سفينة غارقة. لكن هوليوود تسحبنا الى كل ما سبق، وتفعل ذلك باتقان يوما بعد يوم، خصوصا في عصر الجرافيك.

في 2015 حصد فيلم الكوارث San Andreas الذي تدور أحداثه في أجواء زلازل، أكثر من 470 مليون دولار عالميا، من أصل تكلفة 100 مليون، ليثبت من جديد أن هذة النوعية لم تفقد جاذبيتها بعد. 

اقرأ أيضا: لا جديد بمقياس ريختر في San Andreas

قبل أن نبدأ عرض القائمة، يجب توضيح بعض النقاط:
1 - الاختيارات هنا تضم أفلام الكوارث الطبيعية فقط من حيث الشكل والمصدر. فيضانات.. عواصف.. براكين.. زلازل.. حرائق.. أعاصير.. انهيارات جليدية.. الخ. مع استثناء يتيم الى حد ما في المركز الأول، لأنه من غير المنطقي أن نتحدث عن أفلام الكوارث دون ذكره.

2 - تم استبعاد الأفلام التي تحدث كوارثها لأسباب غير طبيعية:
غزو فضائي مثل Independence Day - War of the Worlds.  زومبي مثل World War Z. كائنات عملاقة مثل Godzilla - King Kong. وباء مثل Outbreak.    

3 - تم استبعاد الأفلام التي تدور خارج نطاق عالمنا. لاحظ هنا أنه من الممكن تصنيف أفلام عظيمة مثل Gravity - Apollo 13 كأفلام كوارث أيضا. في الاثنان تقع أحداث الكارثة في الفضاء.

اقرأ أيضا: ماكجيفر ورسالة حب من هوليوود للعلوم في The Martian

4 - الفيديوهات الموجودة تخص المشهد المميز المذكور أو جزء منه.

10 - Dante's Peak - 1997
اخراج: روجر دونالدسون
بطولة: بيريس بروسنان - لندا هاملتون 
مصدر الكارثة: بركان
مشهد مميز: بعد تعطل المركب في بحيرة مليئة بالأحماض، الجدة العجوز تنقذ أحفادها بتضحية مرعبة. 

خبير براكين يصل مدينة ريفية صغيرة، لدراسة بركان خامد، وينتهي بإكتشاف مرعب وهو أن البركان في طريقه للثورة من جديد. وكالعادة يوجد مجلس مدينة متعنت يرفض تصديقه، ويحرص على حماية المصالح الاقتصادية، أكثر من أرواح البشر. وهى حبكة أصيلة تم تكريسها بفضل Jaws للأديب يتر بينشلي، أو الفك المفترس بالاسم التجاري لفيلم سبيلبرج الشهير المقتبس عنها.

مشاهد اثارة قوية، ومؤثرات بصرية جيدة رغم مرور ما يقرب من 20 عام على الانتاج. الفيلم فرصة جيدة أيضا لمشاهدة بيريس بروسنان خارج نطاق بوند.

9 - The Day After Tomorrow - 2004
اخراج: رولاند ايمريش
بطولة: جيك جيلنهال - دينيس كويد
نوع الكارثة: عاصفة جليدية عالمية.
مشهد مميز: للكوارث ايجابياتها رغم كل شىء. ومنها مثلا إخراس مذيع الأنباء المزعج الذي لا يكف عن الكلام!

عالم مناخ يكتشف بشائر عصر جليدي عالمي، وأمامه قليل من الوقت لإنقاذ ابنه المحاصر في نيويورك. الأب (دينيس كويد) والإبن (جيك جيلنهال) - الممثل الشاب غير المشهور وقتها - أنقذا نسبيا ضعف الدراما في الفيلم. 

اقرأ أيضا: Southpaw - ضربة نصف قاضية من جيك جيلنهال

رولاند ايمريش أعاد لمشاهد الكوارث هيبتها بعد غياب خلال الثمانينات، بفضل فيلمه الشهير يوم الاستقلال Independence Day 1996 وهنا يعود للعبة بنجاح، بفيلم يهدر كثير من الوقت، في بناء طابع علمي جاد غير فعال، لكن يعوض ذلك بمشاهد كوارث مبهرة وجيدة. 

8 - 2009 - 2012
اخراج: رولاند ايمريش
بطولة: جون كوزاك - أماندا بيت - وودى هاريلسون
نوع الكارثة: كل المصادر تقريبا!
مشهد مميز: اقلاع بالطائرة في أخر لحظات للممر، ورحلة جوية تتضمن كباري وعربات قطار وناطحات سحابة منهارة. كمية رخص ومبالغات غير عادية، لكن مسلية!

في لقاء للمخرج صرح أنه قرر أثناء التحضير، أن الفيلم آخر عمل كوارث في مشواره الفني، وأنه أراد أن يكون الذروة والخاتمة التعجيزية للنوع، فشحنُه بكل أنواع الكوارث الممكنة والألاعيب البصرية، حتى لا يجد مخرجا بعده في هوليوود ما يمكن إضافته. 

النتيجة دراما أخرى رديئة ومؤثرات بصرية جبارة، في فيلم يحتوي على كمية هائلة من مشاهد (الانقاذ في أخر لحظة) المُصطنعة، لدرجة تجعلها بتأثير كوميدي مُسلي أحيانا!

7 - Armageddon - 1998
اخراج: مايكل باى
بطولة: بروس ويليس - بن أفليك - ليف تايلور
نوع الكارثة: سيل نيازك في طريقة للأرض
مشهد مميز: صيف 1998 كان المنافس الرئيسي في شباك التذاكر، فيلم جودزيلا للمخرج رولاند ايمريش. المنتج جيري بروكهايمر ورفيقه مايكل باى عاشق التفجيرات، أرسلا تحية رقيقة للمنافسين في بداية فيلمهما! 

نيزك عملاق في طريقه للأرض، والطريقة الوحيدة لنسفه هى الحفر في سطحه حتى الوصول للعمق لزراعة قنبلة. الحل المنطقي هو أن يتعلم رواد الفضاء طريقة استخدام معدات حفر البترول للقيام بالمهمة. الحل الهوليوودي الذي يفشخ المنطق، هو أن يتعلم مجموعة من الحمقى العاملين في حفر آبار البترول، ريادة الفضاء للقيام بها! 

فريق من الكاوبوى الأمريكي شكلا ومضمونا بقيادة العظيم بروس ويليس، في فيلم تسعيناتي أصيل، يعكس كل الهراء الجميل الذي نفتقده حاليا!.. مع أغنية جيدة بعنوان I Don't Want to Miss a Thing لفريق إيروسميث، صمدت أيضا في اختبار الزمن. 

6 - Twister - 1996
اخراج: جان دي بونت
بطولة: بيل باكستون - هيلين هانت - فيليب سيمور هوفمان
نوع الكارثة: اعصار
مشهد مميز: بقر طائر!

مخرج Speed عاد بفيلم مطاردات سريع أخر لا يتوقف، مقتبس عن سيناريو شارك فيه الأديب الشهير مايكل كريشتون. عادة تختص أفلام الكوارث بشخصيات تهرب من مصدر الكارثة. هنا انعكست الآية مع فريق يطارد إعصار بغرض زرع أجهزة تتبع، لدراسة أسباب هذة الظاهرة. 

في الفيلم دور صغير جدا للعظيم الراحل فيليب سيمور هوفمان، قبل أن يصل لمرحلة الشهرة.

5 - Earthquake - 1974
اخراج: مارك روبسون
بطولة: شارلتون هستون - آفا جاردنر - جورج كينيدي
نوع الكارثة: زلزال
مشهد مميز: زلزال ممتاز لمدة 5 دقائق متواصلة، مع مدرسة السبعينات للإبهار البصري، التي اعتمدت على النماذج المصغرة وتحريك الديكورات والكاميرا المهتزة.

أحد الأفلام الرائدة التي اكتسحت شباك التذاكر، وأطلقت سينما الكوارث في السبعينات. فاز الفيلم بأوسكار أفضل صوت، بالاضافة الى جائزة خاصة من الأكاديمية لفريق المؤثرات البصرية. ورُشح أيضا في فئات (تصوير - ديكور - مونتاج).

4 - The Poseidon Adventure - 1972
اخراج: رونالد نيم
بطولة: جين هاكمان - إيرنست بورجنين - شيلي ونترز
نوع الكارثة: موجة بحرية تتسبب في انقلاب باخرة.
مشهد مميز: انقلاب الباخرة.

يمكن اعتباره الفيلم الذي دشن التركيبة السائدة لأفلام الكوارث لاحقاً (بطولة جماعية - ممثلين على مستوى عالي - شخصيات تبدأ بعلاقات مضطربة ثم تتقارب مع بعضها - مؤثرات بصرية سخية انتاجيا - مهلة زمنية مع كل وفاة لتدشين الأثر الدرامي لخسارة صاحبها.. الخ).  
 
أداء تمثيلي قوي ومشاهد اثارة محبوكة، في عمل انتزع 8 ترشيحات أوسكار، وفاز بأوسكار أفضل أغنية، بالاضافة الى جائزة خاصة لفريق المؤثرات البصرية. جدير بالذكر أن هوليوود أعادت انتاجه عام 2006 مع المخرج ولفانج بيترسن في نسخة أراها جيدة ومسلية أيضا، وأكثر ابهارا بالطبع مع الفارق الزمني، لكن أقل عنفوان من الأصل.

3 - The Towering Inferno - 1974
اخراج: جون جيلرمن
بطولة: ستيف ماكوين - بول نيومان - ويليام هولدن - فاي دوناوي - فريد استر
نوع الكارثة: حريق في مبنى
مشهد مميز: بعد بشائر نجدة داخل المصعد، تتحول أداة النجاة الى بؤرة أخرى من جهنم.

أشهر كلاسيكيات سينما الكوارث. الحبكة عن حريق ضخم يلتهم أطول مبنى في العالم ليلة افتتاحه، مهددا كل الموجودين في الأدوار العليا بالهلاك. لا يوجد تقريبا طاقم تمثيل جماعي أثقل وزنا، في كل أفلام الكوارث الأخرى. رُشح لـ 8 ترشيحات أوسكار تتضمن أفضل فيلم، وفاز بالفعل بـ (تصوير - مونتاج - أغنية).

رغم بعض المحاولات المعدودة لاحقا، فمن الصعب أن تعود هوليوود لعالم الحرائق والمباني المشتعلة، بعد رعب هجمات سبتمبر 2001 ولهذا السبب سيظل غالبا في حصانة، باعتباره أهم فيلم عن كوارث الحرائق. 

2 - The Impossible - 2012
اخراج: خوان أنطونيو بايونا
بطولة: ناعومي واتس - إيوان ماكجريجور - توم هولاند
نوع الكارثة: أمواج تسونامي
مشهد مميز: أجازة الأسرة السعيدة على أطراف حمام السباحة الأنيق، تنتقل الى بحر من الرعب خلال ثواني معدودة.

أقل أفلام القائمة شهرة للأسف رغم كل مميزاته. الأحداث عن واقعة حقيقية لأسرة - زوجين و3 أولاد - انفصلوا عن بعض، أثناء قضاء أجازة الكريسماس في تايلاند، بسبب تسونامي المحيط الهندي عام 2004. الكارثة الشهيرة التي تجاوز عدد ضحاياها ربع مليون، طبقا لبعض التقديرات.

دراما ممتازة وأداء استثنائي من ناعومي واتس، التي انتزعت عن جدارة ترشيح أوسكار عن الدور. بالإضافة لما أعتبره أحد أفضل مشاهد الكوارث في تاريخ السينما. مزج متوازن وفعال جدا، بين الإبهار البصري والتأثير الدرامي. 

جدير بالذكر أن الفيلم، كان محطة الانتشار للطفل شكلا والمراهق سنا (توم هولاند). الممثل الذي اختارته مارفل مؤخرا لدور سبيدرمان. اختيار ممتاز يثير استنكار ألاف حاليا، لكن أتوقع أن يتحول لإشادة قوية مع أول ظهور له في الدور.

1 - Titanic - 1997
اخراج: جيمس كاميرون
بطولة: ليوناردو دي كابريو - كيت ونسلت
نوع الكارثة: تصادم بجبل جليدي.
مشهد مميز: مقدمة السفينة ترتفع ببطء قبل الغرق والبطلين على سورها، بينما يسقط شخص ما في طريق طويل قبل الوصول للقاع. 
مشهد مميز أكثر وأكثر: مقطع يتعلق بالرسم. لا حاجة للتوضيح على ما أعتقد!

الى حد ما أصبحت موضة حاليا أن تكره هذا الفيلم وتحتقره! .. عدد كبير من النقاد والجمهور أصبح يدمن تكرار أنه أرقى من أن يستمتع به، بمناسبة أو بدون. ربما بسبب انتشاره. ربما بسبب استنزافه في عشرات لمحات السخرية من كوميكس وخلافه. ربما بسبب معاييره الانتاجية الاستفزازية التي تتضح من كل ثانية عرض، وتثير غضب الناقمين على هوليوود. ربما لأسباب أخرى لا أفهمها.

بالنسبة لي عنصر واحد فقط فقد قوته، وهو أغنية سيلين ديون. غالبا بسبب تكرارها واستنزافها أكثر مما ينبغي. الفيلم ككل لا يزال من أفضل ما أنتجت هوليوود. قصة حب بسيطة وفعالة، وسط أحد أسوأ الكوارث في تاريخ البشرية الحديث. وتنفيذ متقن ومبهر على يد واحد من صفوة المخرجين في تاريخ هوليوود الحديث.

الشىء اللطيف أن نسخة الـ 3D من الفيلم، التي تم عرضها عام 2012 بعد 15 عاما من عرضه الأول في نسخة عادية، حققت وقتها 343 مليون دولار!.. رقم جبار يضيف للفيلم لقب جديد، باعتباره أنجح اعادة عرض 3D لفيلم قديم عالميا. رقم يجعل هذة النسخة الفيلم رقم 23 في قائمة أنجح أفلام 2012، متقدما على أفلام ناجحة من انتاج العام مثل Journey 2: The Mysterious Island - Wrath of the Titans - The Bourne Legacy - Argo

عشاق الفيلم كثيرون اذا بلغة الأرقام تماما كما كانوا في التسعينات، رغم أن الانترنت حاليا يوحي بالعكس!.. ربما لأنه أصبح العشق الممنوع من وجهة نظر أخرين!

للفضول: ما هو فيلم الكوارث المفضل لديك؟

لمتابعة الكاتب على الفيس بوك