التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 02:14 ص , بتوقيت القاهرة

هل يصبح The Walk طوق النجاة للـ 3D في 2015؟

متى كانت آخر مرة انتهى فيها فيلم ثلاثي الأبعاد، وفكرت أثناء خلع النظارة أن مشاهد الـ 3D فيه على مستوى الكم والكيف، كانت ضرورية فعلا، وأن مشاهدته بصورة عادية ستنتقص منه الكثير، أو تعدم متعته بالكامل؟


إجابتي الشخصية كمتابع منتظم للسينما الأمريكية في القاعات: في 2015 كلها حتى الآن اكتسب الـ 3D أهمية ووزنا نسبيا 3 مرات فقط لا غير. وبشكل متقطع في بعض المشاهد:
 
إيفرست Everest المعروض حاليا.
فيلم بيكسار الكارتوني Inside Out. 
ماكس المجنون طريق الغضب Mad Max: Fury Road - فيلمي المفضل حتى الأن في العام ككل.


اقرأ أيضا: Everest - وحش الطبيعة لا يرحم


أما آخر مرة اعتبرت فيها الـ 3D ضروريا فعلا، بشكل يجعل مشاهدة الفيلم بدونه (مُشاهدة مُضللة وتجربة ناقصة معدومة الفاعلية)، فتعود إلى أواخر 2013. في الفيلم الشهير جاذبية Gravity الذي قدم فيه المخرج ألفونسو كاورون، رحلة شيقة في عالم الفضاء مع ساندرا بولوك وجورج كلوني، انتزعت صيحات الإعجاب من الجمهور والنقاد وأعضاء أكاديمية الأوسكار.


ساندرا بولوك - Gravity


إجمالا منذ عودة الـ 3D القوية في أواخر 2009 بفضل فيلم جيمس كاميرون الشهير Avatar الذي ينطبق عليه نفس تصنيف Gravity، يمكن ضم عملين فقط لا غير، كأحد علامات التقنية. حياة باى أو Life Of Pi  للمخرج آنج لي. كاتسبي العظيم The Great Gatsby للمخرج باز لورمان.


ملحوظة: يشيد العديد بتوظيف الـ 3D في فيلمين أخرين، لم ألحق بهما في القاعات للأسف لتكوين رأى في هذة الجزئية. هوجو Hugo لـ سكورسيزي، وبروميثيوس Prometheus لـ ريدلي سكوت.


اقرأ أيضا: دي كابريو سفاح في اللقاء السادس مع سكورسيزي


من إجمالي يضم (60 - 80) فيلما مثلا شاهدتهم في القاعات بتقنية العرض ثلاثية الأبعاد، على مدار 6 أعوام، أجيب سؤال البداية بـ 4 أفلام فقط. بمعدل فيلم واحد كل عام ونصف. رقم محبط جدا لتقنية لا زلت أؤمن بقدراتها. 


من الفارس الرابع المُنتظر إذا الذي يمكن أن يعيد للتقنية هيبتها؟


The Walk


الإجابة قد تكون The Walk أو "السير" الذي سيبدأ عرضه عالميا خلال أيام. الأحداث مقتبسة عن قصة حقيقية للمغامر الفرنسي فيليب بيتيت، الذي خدع الشرطة الأمريكية للقيام بمغامرة بهلوانية جنونية عام 1974: 


السير على حبل بين مبنيين برج التجارة العالمي.


كما خمنت من الفكرة نتحدث عن مغامرة تتعلق بالمرتفعات والأبعاد. أجواء مثالية جدا للـ 3D. عام 2008 تم إنتاج فيلم تسجيلي ممتاز عن الواقعة، بعنوان Man on Wire أو رجل على حبل، اقتباسا من كتاب To Reach The Clouds أو للوصول إلى السحاب، الذي كتبه المغامر صاحب الواقعة بنفسه.


فاز الفيلم وقتها بالأوسكار كأفضل فيلم تسجيلي. العمل الروائي الجديد المنتظر مقتبس من نفس الكتاب، وقام بإخراجه روبرت زيميكس. أحد الأسماء ثقيلة الوزن في هوليوود. زيميكس أفضل من يقدم روح المغامرة وينقلها بمهارة كعدوى للمتفرج. 


روبرت زيميكس
من رحلة جنونية لمراهق عبر الزمن في ثلاثية العودة إلى المستقبل Back to the Future.. إلى رحلة فورست جامب صاحب القدرات العقلية المتواضعة، مع عجزه الجسدي والحب والحرب والصيد.. إلى رحلة عالمة فضاء تتطلع إلى لقاء مع كائنات من كواكب أخرى في Contact.. إلى رحلة شك نولاند المعزول بمفرده على جزيرة، لا يجد فيها ونيس سوى كرة في Cast Away. في كل هذه المرات وغيرها، نجح كمخرج في توريطنا عاطفيا مع رحلة بطله.


اقرأ أيضا: 10 أدوار خالدة لـ توم هانكس


مهاراته في المؤثرات البصرية لا تقبل الجدل أيضا، وهو ما يجعله اختيار موفق جدا لإخراج رحلة فيليب بيتيت الجنونية. زيميكس من أوائل الذين مالوا لتقنية الـ3D في العقود الأخيرة، مع 3 أفلام رسوم وMotion capture متتالية:


The Polar Express 2004
Beowulf 2007
A Christmas Carol 2009 


توم هانكس - The Polar Express


لمزيد من التفاصيل عن تقنية الـ Motion capture:


أوسكار 2015 وسباق المؤثرات البصرية


أفلامه الثلاثة حققت نجاح تجاري ونقدي جيد وقتها، لكن لا يمكن مقارنة أى منهم بـ  Avatar بالطبع. الآن بعد تراكم الخبرات والملاحظات في السنوات الأخيرة مع انتشار الـ3D، أتوقع له عودة قوية لملاعب التقنية، تفوق كل محاولاته السابقة. 


جوزيف جودردون ليفيت يقوم بالبطولة، وأعتبره ضمن الأفضل في جيله. ممثل موهوب بروح صبيانية عنيدة تليق بالشخصية. القائمة تضم أيضا بن كنجسلي والجميلة شارلوت لوبون. 


للأسف لن تسمح شاشة الموبايل أو الكمبيوتر للقارىء العزيز، بتذوق الإعلان 3d كما شاهدته مؤخرا عدة مرات على شاشة الأيمكس العملاقة. كل مشاهدة للإعلان هناك، أثارت حماسي أكثر وأكثر للفيلم، وتُبشر بتجربة 3D متميزة تطابق توقعاتي.



هل سيفعلها زيميكس فعلا؟.. هل سينضم الفيلم الى قائمة المنافسين على فروع الأوسكار الرئيسية هذا العام؟.. هل ستفوق رحلة مجنون للسير على حبل بين برجين، كل أفلام  الـ 3D التي شاهدناها منذ بداية العام، بديناصوراتها وأبطالها الخارقين وخلافه؟.. وإلى أى مدى سينافس الفيلم تجاريا عالميا، على ضوء عرضه في توقيت شرس جدا يضم The Martian - Bridge of Spies؟


اقرأ أيضا:
روبنسون كروزو على المريخ في The Martian
هل يربط جسر الجواسيس سبيلبرج وتوم هانكس بأوسكار 2016؟


كلها أسئلة سنبدأ إجاباتها تدريجيا قريبا. طبقا للجداول المعلنة، فسيبدأ عرض الفيلم في مصر أول اكتوبر. حتى ذلك الحين فالسؤال المهم موجه لكم:


ما هو أكثر فيلم استمتعتم بمشاهدته 3D في قاعات السينما، واعتبرتم التقنية فيه ضرورية؟


لمتابعة الكاتب على الفيس بوك