التوقيت السبت، 20 أبريل 2024
التوقيت 10:21 ص , بتوقيت القاهرة

س&ج| هل توجد شواهد علمية تستطيع تحديد عمر الإنسان؟

كما يذكر د.ديفيد سنكلير، عالم الأمراض بكلية الطب في جامعة هارفارد، والذي يدرس عملية الشيخوخة على نماذج حيوانية وبشرية، فإن هناك العديد من الطرق الممكنة لتحديد العمر، ولكنها ليست دقيقة حيث تبلغ نسبة الخطأ في أفضلها نحو سنتين تقريبا، ومعظم هذه التقنيات تستخدم في الطب الشرعي، ولم تستخدم في تقدير عمر أشخاص على قيد الحياة.


وتعتبر سجلات الأسنان هي الأكثر شيوعا في تحديد العمر، فتآكل الأسنان من الأسفل يرتبط بعمر الشخص في حدود نسبة الخطأ السابقة، كما يجري تجربة استخدام أشعة الرنين المغناطيسي MRI على عظام المعصمين، فكلما تقدم العمر كلما التحمت تلك العظام أكثر، وهي تقنية تعمل في الذكور أفضل من الإناث.



كما قد تقدم الأشعة على عظام الكوع والتحامات عظام الجمجمة دليلا إضافيا على عمر الإنسان، وتمثل ضلوع أو عظام الصدر مصدر آخر للمعلومات، حيث تكون نهايات تلك الضلوع المتصلة عبر الغضروف مسطحة نسبيا، ثم تزداد خشونتها بتقدم العمر.



ويضيف د.سنكلير أن الاختبارات الجينية واختبارات الكيمياء الحيوية لم تكن أدلة اثبات قوية كما توقع العلماء، فقد اتضح أن تقنية قياس التيلوميرات Telomeres أو سلسلة الحمض النووي في نهايات الكروموسومات لا يمكن الاعتماد عليها، فمنذ بضعة سنوات مضت اعتقد خبراء الوراثة أن الخلايا المتقدمة في العمر تكون ذات تيلوميرات أقصر، لكن تبين حديثا أنه يمكن حدوث ذلك في صغار السن أيضا.


وبالنسبة للعلماء فإن أفضل وسائل تقييم العمر، هي الطريقة المركبة Complex Method، حيث تتضمن تحليلا لعظام العانة، التي تقع أسفل السرة مباشرة مع بعض عظام العمود الفقري، حيث تكون هذه العظام خشنة ثم تزداد نعومة مع تقدم العمر، وكذلك تصوير عظام الفخذ التي تزداد رفعا مع الزمن عبر فقد المعادن في العظام، وكذلك تآكل الأسنان والتحام عظام الجمجمة.



وفي محاولة للخروج من تلك الدائرة، توصل باحثون من جامعة كاليفورنيا إلى طريقة حديثة لتحديد عمر الأشخاص عبر لعابهم، الأمر الذي يتوقع معه استخدام اختبارهم في تحديد عمر المتهمين في القضايا الجنائية في القريب العاجل، فكما يقول د.اريك فيلين من المركز الطبي بجامعة كاليفورنيا، فإن تقنيتهم يمكنها تقدير عمر الشخص بنسبة خطأ لا تتعدي 5 سنوات علي الأكثر، فقد قضى الباحثون ما يقرب من 3 سنوات في دراسة عينات من لعاب 128 شخص، وقد سجلوا اكتشافهم لوجود تغيرات كيميائية في الحمض النووي DNA في اللعاب يمكنها تحديد عمر الشخص بكل دقة، كما يمكن الاستفادة من تلك التقنية في مجال اكتشاف الجريمة عبر آثار اللعاب المتبقية في كوب من الماء أو فنجان من القهوة لتضييق نطاق البحث بين المشتبه بهم.


ويأمل الخبراء أن تستخدم البحوث يوما في حساب عمر الشخص عبر الحمض النووي، بشكل يساعد على تحديد معدل شيخوخة الجسم ومعالجتها، كما يختبر العلماء عينات من الشعر والدم لمعرفة ما إذا كانت تعطي نفس النتائج، ويضيف الباحثون أن اللعاب يمكن استخدامه في اختبار الإجهاد Stress، حيث يمكن تبين وجود مستويات منخفضة بشكل غير طبيعي من هرمون الإجهاد في إشارة واضحة إلي قرب حدوث الإرهاق.


وفي دراسة أخرى بمجلة الأحياء Current Biology، فإن قطرة دماء واحدة قد تكون قادرة على تحديد عمر صاحبها، وقد طور ذلك الاختبار باحثون من مركز روتردام الطبي بجامعة ايراسموس بهولندا، وهو اختبار قادر علي العمل حتى مع بقع الدماء المتجلطة، وقد يساعد هذا على إعادة فتح العديد من القضايا التي انتهت منذ سنوات.



ويستند الاختبار على حقيقة أن جزيئات الحمض النووي في بعض خلايا الدم تنخفض مع التقدم في العمر، والجزيئات الخاضعة للفحص هي بقايا من الجهاز المناعي المعروفة باسم جزيئات SjTREC، وهي جزيئات خاصة من الحمض النووي يتم انتاجها في خلايا الدم نتيجة تكيف الخلايا المناعية (T-Cells) المشكلة حديثا لكي تستطيع التعرف علي البكتيريا والفيروسات والطفيليات والخلايا السرطانية، ويتناقص عدد تلك الخلايا مع التقدم في العمر.