بشكل عام، ينصح الأطباء بالحد من تناول الأطعمة المقلية لأنها تكون غنية بالدهون التي يضر الإفراط في تناولها بصحة الإنسان، إذ قد تؤدي لزيادة الوزن والإصابة بالسمنة المفرطة، كما تؤثر سلبا على صحة القلب والدورة الدموية، ولكن ثمة مشكلة أخرى في "قلي الطعام"، وتحديدا في إعادة استخدام الزيت لأكثر من مرة.

قد لا يخطر لك ببالنا عندما ننتهي من قلي الطعام، ولكن في هذا الوعاء الصغير الملئ بزيت القلي والمتروك جانباً، تجد فيه البكتيريا موطناً هانئاً تستعمره وتنمو فيه متغذيةً على الزيت وبقايا الطعام، وخاصة نوع من البكتيريا اللاهوائية تسمى "مطثية وشيقية" وهي مسؤولةٌ بشكلٍ رئيسي عن أحد أنواع التسمم الغذائي.

وبجانب تلك البكتيريا، تتشكّل البيروكسيدات والجذور الحرة في الزيت المقلي نتيجة تحطّم الزيت وتأكسده وتزنّخه بعد تعرّضه لدرجات حرارةٍ عالية.ويمكن التقليل من أخطار البكتيريا، بتغطية الزيت جيدا وحفظه في الثلاجة.

أضرار القلي المتكرر بهذا الزيت المحتوي على هذه المكونات

بالإضافة إلى احتمال حدوث تسمّمٍ غذائي، يمكن أن تلتصق الجذور الحرة المتشكلة من عمليات تحطّم الزيت أثناء القلي السابق بخلايا الجسم السليمة مسبّبةً أمراضا كالسرطان وتصلّب الشرايين وأمراض القلب، كما ترفع نسبة الكوليسترول الضار "منخفض الكثافة"، إضافةً إلى العديد من الأمراض الأخرى كمرض الزهايمر والشلل الرعاش وتحسّس الحلق (بسبب الاستنشاق).

كم مرة إذا يمكننا إعادة القلي بنفس الزيت وكيف يجب تخزينه؟

يُفضّل ألّا يستخدم الزيت نفسه للقلي أكثر من مرّة، بل استخدام كميةٍ كافية في كلّ مرة دون زيادة، لتقليل احتمال إعادة استخدامها.

في حال الحاجة لإعادة الاستخدام مرةً أخرى يعتمد الأمر على نوع الزيت ودرجة الحرارة المستعملة ونوعيّة الطعام المقلي:

يجب ألّا يستخدم الزيت إذا ما لوحِظ تغيّرٌ في اللون أو زيادةٌ في الكثافة، وإذا احتوى على الكثير من بقايا الطعام خاصةً في حال قلي قطع اللحوم المغطّاة بالدقيق.

وإذا كان الزيت نظيفا بما فيه الكفاية يجب استخدام مصفاة أو مناديل المطبخ لتنقيته، ثم يوضع في وعاءٍ زجاجيّ ويغطّى جيّداً، ويتمّ تبريده أو تجميده، قد يبدو الزيت "عكرا" في الثلاجة ولكنه يعود إلى وضعه الطبيعي عند إخراجه.