الحسم، لا يعرفه إلا الأقوياء الذين يصنعون الحياة، سواء أصبحت على أيديهم نعيما أو جحيما، لكنهم الذين يخوضون المغامرات ويواجهون الصعاب فيصنعون الفارق.

الحسم، كلمة أسالت الدماء في رابعة العدوية، وحفرت قناة السويس الجديدة. صنعت حرب أكتوبر، وأبرمت اتفاقية كامب ديفيد. جعلت عبدالحليم حافظ يترك وظيفة حكومية يتمناها كل شباب الأربعينيات من القرن العشرين، وصنعت منه واحدا من أهم فنانيي العالم العربي. أخذت يد "الطبيب" يوسف إدريس من المستشفيات، وجعلته "تشيكوف الأدب العربي".

 الحسم، مصطلح يعلم معناه جيدا يوم "29 أغسطس"؛ ففي مثل هذا اليوم من عام 1966، أعدمت السلطات المصرية سيد قطب، عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان، وأحد أهم منظري التكفيريين الإسلاميين، وصاحب ماعرف بالمدرسة القطبية في الفكر الإسلامي. وبالتأكيد قرار إعدامه كان يحتاج إلى حسم، ومن يريد إدراك أهمية هذا القرار يقرأ العشرات بل المئات من أدبيات جماعة الإخوان والإسلاميين، الذين اتخذوا من "إعدام قطب" مظلومية يكسبون بها تعاطف الكثيرين... وأصبحوا ينتجون مقاطع مصورة كهذا الفيديو، مصحوبة بمراثيهم ومباكيهم، التي نجحت في كسب كثير من المتعاطفين معهم.

القتل دائما قرار حاسم؛ وفي مثل هذا اليوم من عام  2003، اغتيل رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، محمد باقر الحكيم، بعد خروجه من ضريح الإمام علي في النجف. وقتل الحكيم كان أحد عوامل تأجيج وتزكية الفتنة الطائفية الشيعية السنية في العراق... كذلك انتحار القائد العسكري الروسي ألكسندر سامسونوف، في مثل هذا اليوم من عام 1914، عقب تعرض قواته لهزيمة ساحقة على يد الألمان، في معركة تاننبرغ أثناء الحرب العالمية الأولى، كان قرارا حاسما.

جمال عبدالناصر كان حاسما، في مثل هذا اليوم من عام 1967، حين أطلق لاءاته الثلاث ضد إسرائيل " لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض" خلال مؤتمر القمة العربية الرابع في الخرطوم، وذلك بعد هزيمة يونيو... وفي مثل هذا اليوم من عام  1976، أصدر أمير الكويت الشيخ صباح السالم الصباح، أمرا أميريا حاسما بحل مجلس الأمة.

مايكل جاكسون، المولود في مثل هذا اليوم من عام 1958 كان صاحب قرارات حاسمة في حياته؛ بدءا من تغيير ملامحه ولونه، إلى آداءه الذي كان متمردا على كل السابقين له؛ حتى أصبح واحدا من أهم الفنانين في العالم.

جيهان صفوت رؤوف، أو "جيهان السادات" المولودة في مثل هذا اليوم من عام 1933، كانت حاسمة حين اختارت الزواج من الرئيس الراحل، رغم 15 عاما فارقة بين عمرها وعمر زوجها، بالإضافة إلى سابقة زواجه قبلها، وارتباطها به وهي في سن صغيرة، لا تتجاوز 15 عاما. لكنها جنت نتائج قرارها، وأصبحت سيدة مصر الأولى.