التوقيت الثلاثاء، 16 أبريل 2024
التوقيت 08:21 ص , بتوقيت القاهرة

الكتابة دواء.. حينما لا نجد من يشاركنا أوجاعنا

في الحقيقة قررت أن أكتب.. مش عارفة هكتب عن إيه بالضبط.. بس لازم أطلع حاجة من اللي جوايا. خلينا نشوف المقال ده هياخدنا على فين.


من كتر الانشغال وضغوط الحياة والعمل.. أحيانا همومنا بتبقى حِمل مزعج على نفوسنا، حمل مزعج ثقيل يحني الظهر، وللأسف هذه هي حالتي الآن.. الكثير والكثير من العمل والكثير من الهموم والكثير والكثير من الناس المزعجة للنفس.. المزعجة جدا الحقيقة.


أحيانا بنبص لحياتنا نكتشف أنها ماسخة جدا وكأنّها بدون أي نكهات.. اللهم إلا القليل جدا من الانتصارات الصغيرة.. الصغيرة جدا في الحقيقة.. وحيث إن قليل من لحظات الضعف الإنساني مفيدة جدا للروح المنهكة.. وحيث إن الكثير من لحظات الاعتراف بهذا الضعف مفيدة جدا جدا وتساعد على الشفاء.


نويت أن أعترف لنفسى أني في إحدى فترات ضعفي.. لازم أعترف عشان أعالج نفسي.. وبعد الاعتراف وقفت مكاني وسألت نفسي: طب وبعدين؟ وماذا بعد؟  هستحمل ضغوط الحياة دي كلها عشان إيه؟ وعشان مين؟


وبما أني أعلم تماما أن البشر لكي تكون لديهم المقدرة على الصمود، يجب أن يكون لديهم هدف واضح وضوح الشمس، هدف مؤمنين به بالقدر الذي يجعلهم قادرين على تخطي الصعاب.. فالإيمان بهدف ما هو أول خطوة في مشوار تحقيق أي هدف.. هحاول أرتب أفكاري.. وأجمع مشاكلي وأحدد خطتي للإجهاز على تلك المشاكل عشان أفضي نفسى لتحقيق هدفي. ورقة وقلم وكلمات فمواضيع وترتيب أفكار وتفريغ شحنات غضب.. من النفس المنهكة للورق فقط.


والحقيقة إني اكتشفت أن مجرد محاولة فك تشبيكة المشاكل هو جزء مهم جدا وخطوة أولى لحلها.. اكتشفت أن مواجهة النفس بأزماتها هو علاج فعال لها.. اكتشفت أن الشخص الوحيد الذي يمتلك كل السلطات التشريعية والتنفيذية على أنفسنا هو إحنا.. اكتشفت أن إحنا جوانا المرض وكمان العلاج.. اكتشفت أن اللي بيعيش عمره مستني غيره يعالج أوجاعه وآلامه بيضيع عمره كله وهو مستني.


نصيحة لنفسي قبل غيري.. محدش يستنى حد يساعده في الخلاص من آلامه وأوجاعه.. عالج نفسك بنفسك.. عالج نفسك عشان تضمن وجود شخص دائم التواجد ودائم المساعدة طول الوقت.. فكل من ننتظر منهم أن يداووننا يرحلون.. لكن أنفسنا لن ترحل وتتركنا أبدا.. لن تتركنا حتى الموت.. لن تتركنا إلا حينما تترك أرواحنا أجسادنا.. لذلك فاستعينوا بأنفسكم في حل مشاكل أنفسكم.. فهي الباقية حينما يرحل الجميع.


أنفسنا هي الصديق الحقيقي المُخلص الذي يستطيع إزالة الألم الساكن في الروح.. الألم الذي تسببه الحياة وكل ما فيها وكل من فيها.. الألم الذي هو جزء من الحياة.. المهم والأكيد في تلك اللحظة هو أنني أشعر أني أفضل حالا.. فللكلمات التي تسقط من أنفسنا سحر.. لها سحر مشابه لسحر الدموع المتساقطة من العيون.. فكلاهما يشفي النفس ويُحدِث في الروح أمرا إيجابيا.


فتشاركوا مع أنفسكم في همومكم تصحوا.. شاركوا آلامكم مع أحبتكم إن كان لديكم محبون.. فمشاركة الألم بداية الخلاص.