التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 10:44 ص , بتوقيت القاهرة

كيف يمكن استخدام نظرية التطور في تحسين التعليم؟

نظرية التطور، هي نظرية محورية لعلوم الأحياء كافة، حيث تفسر التنوع المذهل للحياة، وتاريخ نشأة الصفات الجسدية والسلوكية، وتوافقها مع طبيعة البيئة المحيطة.


لكن التطور عبر الانتقاء الطبيعي هو ليس مجرد علم نظري، حيث استفاد البشر من تطبيقه في مجالات مختلفة، كالانتقاء الاصطناعي للمحاصيل والمواشي التي تحمل الصفات المرغوبة، وحديثا في الهندسة الوراثية والطب، لانتقاء العينات المعدلة وراثيا من غيرها، ودراسة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.


وعلى غير المتوقع، فإن النظرية قد تلعب دورا مهما في مجال التعليم، حيث يعمل عالم النفس المختص بالذاكرة "جيمس نيرن" منذ عقود على تطوير إستراتيجيات تعليمية ناجحة، عن طريق فهم كيفية تشكيل عمليات الانتقاء الطبيعي للذاكرة.



يقول "نيرن" في مقاله في المجلة الإلكترونية THIS VIEW OF LIFE، في فترة من تاريخنا التطوري تشاركت عدة عوامل في تطوير قدرة الكائنات على استخدام الماضي لحل مشاكل الحاضر، حيث كان لتلك الكائنات القدرة على تذكر مواقع الغذاء وأشكال المفترسين وأساليبهم، لتحظى بفرصة أعلى على النجاة عن غيرها ممن لا يمتلكون تلك القدرة المذهلة.


ذاكرة مبرمجة


في مختبره في "جامعة بيدرو"، بالولايات المتحدة، عمل نيرن، لعقود لمحاولة إثبات أن الذاكرة مبرمجة لتذكر الأحداث والأشياء التي تزيد من فرص النجاة بشكل أكبر مما تذكر الأشياء والأحداث الأخرى.


ويوضح نيرن أن فكرة تحيز الذاكرة لأحداث معينة، هي فكرة يحيطها الكثير من الجدل بين علماء النفس والأعصاب، لكنه يضيف أنه استطاع مع فريقه تقديم عدة أدلة على صحة النظرية، بالتجارب التي أجريت في معمله.


في إحدى التجارب طلب نيرن وزملاؤه من المتطوعين في التجربة، تخيل أنهم في غابة واسعة حيث يجب عليهم العثور على الغذاء والماء، مع تفادي المفترسيين، في أثناء إجراء اختبار لذاكرتهم.



أظهرت الاختبار أن المتطوعين تذكروا الأشياء التي تتعلق بزيادة فرص نجاتهم بشكل أكبر، كما تذكروا الكلمات التي ترمز لأشياء حية عن التي ترمز للجامادات غير الحية.


بل يؤكد نيرن أنه التجارب أظهرت أنه يسهل تعلم كلمات لغة جديدة عندما ترمز إلى أشياء حية، عن أسماء الأشياء غير الحية.


الفهم الأكبر لآلية عمل الذاكرة التي برمجتها عوامل الانتقاء الطبيعي، وتسخيرها لتطوير إستراتيجيات تعليمية تزيد من قدرة الدراسين على التذكر، هي أحد أهم أهداف معمل نيرن المستقبلية.