التوقيت الأربعاء، 24 أبريل 2024
التوقيت 06:36 ص , بتوقيت القاهرة

هل يمكن أن تكشف لغة الجسد الخيانة؟

أشارت دراسة جديدة إلى أننا قد نكون قادرين على التقاط أدلة الخيانة لدى شخص ما بمجرد مشاهدة تفاعلاته مع شريكه لبضع دقائق فقط.


قد يستغرب البعض أنه بإمكاننا تحديد شخصية الآخر من مُجرد النظر إلى زاوية ضيقة من سلوكه، إلا أنّ العديد من العلماء يظنون بأن أصل هذه القدرة على كشف الشريك غير وفي ذو أصل تطوري في البشر، من حيث إنه يمكن الأفراد التعرف على الشريك غير المخلص، وبالتالي عدم استثمار جيناته ومادته الوراثية في ذلك الشخص.


للتأكد من هذه النظرية، تم استبيان 51 طالبا من المرحلة الجامعية، جميعهم في علاقات عاطفية، حيث طلب منهم أولا التفكير بشخص ما يجذبهم من الجنس الآخر غير شريكهم الحالي، وفيما إذا كانوا قد شعروا بانجذاب من أي نوع تجاه هذه الشخص.


لتسهيل اعترافات المشاركين، طُرحت عليهم الأسئلة بشكل تدريجي. تَضمن الاستبيان سؤالين أساسيين، السؤال الأول: يُقيّم الخيانة العاطفية "كيف كانت علاقتك العاطفية الحميمية مع هذا الشخص؟"، والسؤال الثاني: يقيّم الخيانة الجنسية "كيف كانت علاقتك الفيزيائية مع هذا الشخص (كاللمس والضم وغيرها..)؟".


بعد الانتهاء من الأسئلة، جعل الباحثون كل من الأشخاص يتفاعل مع شريكه، بعصب عينيه وجعله يقوم بنشاط بسيط معه، ومن ثم تسجيل هذه التفاعلات على شريط فيديو.


شاهد 6 مبرمجين هذه الفيديوهات، ثم قدروا شعورهم عن المشترك بتواصله مع شريكه، حيث إنهم قدروا كيفية إظهار المشترك اهتماما بشخص بديل عن شريكه الحالي، كما قدّروا مدى احتمال أن يغازل المشترك شخصا آخر غير شريكه، وإمكانية قيام المشترك بعلاقة جنسية مع شخص غير شريكه.


أظهرت النتائج ارتباطا بين تقييمات المبرمجين ومؤشرات المشاركين بسلوك الخيانة، ما يدل على أن تحليلات المبرمجين كانت دقيقة إلى حد ما في كشف الخيانة في أولئك الأشخاص.


في دراسة ثانية، اختبر الباحثون فيما إذا كانت تصورات الثقة والالتزام في الأشخاص هي أساس التنبؤ بالخيانة، حيث تم قيم المبرمجيون فيديوهات لـ 43 زوج يقومون بتفاعلات فيما بينهم تماما كما في الدراسة الأولى.


ولكن هذه المرة، قيّم المبرمجون مدى التزام المشاركين في علاقاتهم، وإذا ما كانوا جديرين بالثقة. أظهرت النتائج أن المبرمجين كانوا بالفعل دقيقين في تقييم الخيانة، يرجع ذلك بشكل جزئي إلى أنهم لا حظوا أنه بدا على المشترك عدم الإخلاص، وأنه غير جدير بالثقة وغير ملتزم، بهذا التواصل الوجيز.


يمثل هذا البحث خطوة أولية في فهم كيفية اكتشاف الخيانة الزوجية. كما يشير الباحثون إلى أن المشاركين في هذه الدراسة كانوا طلاب جامعيين منخرطين في علاقات قصيرة الأمد، لذا فإن النتائج قد لا تنطبق على كشف الخيانة في العلاقات طويلة الأمد أو العلاقات الزوجية.


ولا تزال هذه النتائج تشير إلى أن المراقبين الموضوعيين قد يستطيعون كشف الشريك الخائن إذا دققوا بشكل أكبر، ولكن هل يمكننا الكشف عن الشخص الخائن في علاقاتنا الشخصية أو علاقات أصدقائنا؟ أَم أنّ أحكامنا سوف تكون غير دقيقة ومضللة؟ أظهرت الدراسات المتعلقة في الكشف عن التضليل في العلاقات العاطفية، أنه علينا أن نختبر مدى نزاهة شريكنا، إلا أننا غالبا لا نفعل ذلك لأننا نريد أن نثق بهم.


إذا فهذه الرغبة بالثقة بالشريك قد تمنعنا من أن نختبر مدى نزاهته حتى لو كان ذلك واضحا للغرباء. وعلى الرغم من أن هذه النتائج أولية، لكنها تُلمح بأنه إذا كان لديك شعور بأن شخص ما يخون صديقك أو أحد أفراد عائلتك، قد تكون على صواب.


منشور بالاتفاق مع الباحثون السوريون.