التوقيت السبت، 27 أبريل 2024
التوقيت 04:07 ص , بتوقيت القاهرة

Lava - بركان بيكسار عن الحب والوحدة

أفلام الرسوم المتحركة القصيرة من شركة بيكسار، لا تقل جودة عن أفلامها الروائية الطويلة. بعضها يتم تسويقه كهدية اضافية في وسائط العرض المنزلي مع الأعمال الروائية. وبعضها يتم عرضه في قاعات السينما قبلها، أو قبل أفلام شركة ديزني.


اقرأ أيضا: بيكسار تنافس نفسها بفيلمين في 2015


أخر أفلامها القصيرة Lava أو حمم، يُعرض حاليا في قاعات السينما عالميا قبل فيلمها الأخير الممتاز Inside Out. 


7 دقائق فقط لا غير، عن قصة بركان وحيد وسط محيط، يشاهد طوال الوقت كل شىء حوله في ثنائيات رومانسية من ذكر وأنثى (دلافين - طيور - سُحب.. الخ)، ويتساءل عن حقه في تجربة الحب مثلهم.


Clip


الفيلم والقصة كلها يتم سردها على لسان الراوي، في هيئة أغنية كانتري. وتتداخل الشخصيات في نفس الأغنية لغناء مقاطع وأبيات أخرى. كل شىء هنا تم مونتاجه على أنغام الأغنية، التي كتبها مخرج الفيلم جيمس فورد ميرفي. 


اقرأ أيضا: حُمى Frozen Fever مصل المناعة لسندريلا


التبادل (أوالدمج أحيانا) بين لحظات خفوت الموسيقى، ولحظات تصاعد المؤثرات الصوتية، أضاف لشريط الصوت متعة خاصة لا تحققها بعض الأفلام الموسيقية الطويلة على مدار ساعات. وعندما تظهر التيمة الموسيقية الرئيسية سريعا أحيانا بدون أى كلمات، تصبح أشبة بنقطة انتقال سريعة بين الفصول المختلفة للفيلم، لأن القصة كأحداث يفترض أنها تدور في ملايين السنين.



في الأشعار تحل كلمة Lava محل كلمة Love بمعنى حب. الحيلة ستبدو رخيصة بعض الشىء عند قراءتها هنا، لكن تأثيرها مرح بالفعل عند سماعها في الأغنية.
  
على المستوى البصري اختار المخرج أغلب الوقت، لقطات بانورامية واسعة، مع حركة كاميرا وهمية، تُحاكي نتائج التصوير الواقعية من طائرة لنفس المشهد. هندسة حركة الكاميرا بهذة الطريقة، تخلق حالة من التفاعل كما لو مشاهد حقيقية من ناشيونال جيوجرافيك مثلا.


الفيلم كله دقائق، ولهذا ابتكر المخرج لمسات سريعة واختزالات بسيطة لا تحتاج الا لثوان، كاسقاط على تغير مشاعر البركان. ظلال الغيوم التي تزحف على وجهه مثلا، كعلامة سريعة على وصوله لمرحلة اليأس. 



يظل اللاعب الأكبر والأقوى بصريا في تحقيق مصداقية للشخصية ومشاعرها، وخلق درجة تفاعل قوية للجمهور سريعا معها، يتعلق بتصميم البركان نفسه. الهيكل المماثل لبشري جالس بذراعين. ملامح الوجة البشوشة التي لا تخلو من شجن. حركة الجفون البطيئة. كلها لمسات بسيطة لكن بتأثير فعال. للأسف لم تمتد هذة الجودة التصميمية لتشمل باقي الموجودين حوله.


اقرأ أيضا: المينيونز.. ضحايا يونيفرسال وجلادين شباك التذاكر


جيمس فورد ميرفي عمل ضمن فريق التحريك في بيكسار منذ بداياتها، والمحطة الأولى له كمخرج، تثبت أنه بالفعل ابن بار للشركة العريقة.  


Lava لا يصل لنفس درجة عظمة Inside Out المعروض بعده، أو لدرجة الابتكار والأصالة الموجودة في أفلام قصيرة سابقة مميزة لبيكسار، وعلى رأسها مثلا ليل ونهار Day & Night 2010 الذي تم عرضه مع Toy Story 3. لكن كأغلب أعمال بيكسار، يحقق في دقائق معدودة ما تفشل فيه عشرات الأفلام الأخرى في ساعات (صياغة حدوتة عاطفية مسلية ومؤثرة، في اطار غير نمطي، بشخصيات يصعب أن ننساها).  



باختصار:
7 دقائق متكاملة تحتوي على (فكرة مختلفة - أغنية عذبة - رسوم جذابة - شخصيات مؤثرة)، وتصلح كدرس مهذب سريع أخر من بيكسار، لباقي صانعي الرسوم المتحركة، العاجزين أغلب الوقت عن تحقيق نقطة واحدة مما سبق.


لمتابعة الكاتب على الفيس بوك