رغم أن البقايا الأحفورية تقدم لنا دليلا دامغا أن تلك الكائنات الضخمة سادت الكوكب لما يقرب من 160 مليون عام، إلا أنها لا تقدم دليلا قاطعا على متوسط عمر الفرد، حيث يعد تحديد متوسط العمر الذي عاشته أفراد الديناصورات محل جدل بين علماء الأحافير.

وفي حين كان يعتقد العلماء من قبل أن أعمار الديناصورات امتدت لمئات السنين، باعتبارها زواحف كبيرة الحجم من ذوات الدم البارد، غيرت البيانات الحديثة التي تشير أن الديناصورات كانت أقرب للطيور، وأنها من ذوات الدم الحار، تلك المعتقدات.

على كل حال تقدم تلك العظام المتحجرة أيضا معلومات جيدة يستفيد منها العلماء، فعن طريق الإطلاع على قطاع عرضي من عظام ديناصور ما، يتمكن العلماء من تخمين عمر الديناصور، بالحلقات المتكونة في عظامه، مثلما تحدد أعمار الأشجار من خلال قطاعات في جذوعها.

استخدمت تلك الطريقة لأول مرة عام 1983، عندما قدر العلماء عمر ديناصور آكل للأعشاب يعرف بـ Bothriospondylus، والذي عاش بالعصر الجوراسي، أنه مات عن عمر يناهز 43 عاما، ولم يبلغ بعد غير نصف طوله الكامل، والذي يقارب 20 مترا.

على كل حال يختلف الأمر بالنسبة للديناصورات آكلة اللحوم وهي في الأغلب ما تكون أصغر حجما، فديناصور "تي-ريكس"، وهو أحد أكبر الديناصورات اللاحمة وأشهرها، يتوقع أن عمره لم يزد عن 30 عاما.

يؤكد ذلك ما قدمته دراسة أكثر هياكل "تي-ريكس" المكتملة، والمحفوظة في متحف التاريخ الطبيعي في ولاية شيكاغو الأمريكية، والتي تعرف باسم "سو"، حيث قدر عمرها عند الوفاة 29 عاما، ونمت عظامها بشكل كامل، يستوفي الوصول إلى حجمها الكامل، الذي يصل إلى 12 مترا.

اقرأ أيضا:

دراسة: الديناصورات من ذوات الدم الحار
اكتشاف "صرصار" من عصر الديناصورات عمره 100 مليون عام
غرائب الطبيعة| شاهد الناجي الأخير من عصر الديناصورات