التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 11:35 ص , بتوقيت القاهرة

بعد \"آيات شيطانية\".. سلمان رشدي يثير الجدل من جديد

يستعد الكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي، صاحب رواية "آيات شيطانية"، التي أثارت ضجة في ثمانينيات القرن الماضي، بعد أن أهدر الإمام الخوميني دمه، لإصدار رواية جديدة بعنوان "عامان وثمانية شهور وثمانية وعشرون ليلة"، والتي ستنشر في خريف 2015.


ومع بعض التسريبات للرواية التي تؤكد أن أحداثها تعيد الاشتباك مع المعتقدات الراسخة والتاريخ والأساطير وقصص الحب الخالدة.


وأكد ناشر الرواية "جوناثان كيب"، أن الرواية عمل غني ومتعدد الأوجه، ومستوحى من 2000 عام من رواية القصص والمعتقدات الراسخة والموروثة من جيل إلى جيل، بعد المخاوف الأساسية التي أصبحت تسيطر علينا في اللحظات الحالية التي نعيش فيها.


وحتى الآن لم يتم كشف أي تفاصيل أخرى عن محتوى الكتاب. وأضاف جوناثان أن الرواية إنجاز لالتقاط الأنفاس، وشهادة دائمة لقوة الخيال، حيث إنها تمثل قصة عجيبة عن الطريقة التي نعيش بها الآن، وعن العالم وجنونه على عده مستويات.


ويتوقع العديد من الأدباء والقراء أن الرواية ستثير الجدل أيضا، بعد أن أثارت "آيات شيطانية"، التي صدرت في لندن عام 1988، الكثير من الهجوم الشديد.


فبعد مرور 9 أيام فقط على إصدارها، منعت الهند الكاتب من دخول بلادها وتلقت دار النشر التي طبعت الكتاب الآلاف من رسائل التهديد والاتصالات التلفونية المطالبة بسحب الكتاب من دور بيع الكتب، ومُنع الكتاب في كل من تايلاند والكويت ومصر والسنغال وكينيا بنجلاديش والسودان وجنوب إفريقيا وكينيا وسريلانكا وتنزانيا وإندونيسيا وفنزويلا وسنغافورة وإيران وباكستان والهند.


وخرجت مظاهرات تنديد بالكتاب في عدد كبير من عواصم العالم، بالإضافة إلى حرق أعداد كبيرة من الكتاب في برادفورد في المملكة المتحدة، وصدور فتوى من الخميني بإباحة دم سلمان رشدي.



"آيات شيطانية"، رواية مكونة من 9 فصول، عندما تقرأها تكاد تظن أن كل فصل هو قصة منفصلة، الشخصيتان الرئيسيتان في الرواية هما صلاح الدين جمجة، وهو هندي عاش منذ شبابه في المملكة المتحدة، وحاول أن ينسجم مع المجتمع الغربي ويتنكر لأصوله الهندية، وجبريل فرشته، وهو ممثل هندي متخصص بالأفلام الدينية، حيث يمثل أدوار آلهة هندوسية، وفقد إيمانه بالدين بعد إصابته بمرض خطير، حيث لم تنفعه دعواته لله شيئا للشفاء.


في بداية الرواية، يجلس الاثنان على مقعدين متجاورين في الطائرة المسافرة من مومباي إلى لندن، ولكن الطائرة تتفجر وتسقط نتيجة عمل تخريبي من قبل جماعات متطرفة، وفي أثناء سقوط هذين الشخصين تحصل تغييرات في هيئتهما فيتحول صلاح الدين جمجة إلى شيطان، وجبرايل فرشته إلى ملاك.


ويعاني جبريل فرشته من رؤى شبيهة بالأحلام الواقعية السحرية، تدور بأحداث في فترة ظهور الإسلام في الجزيرة العربية، وأخرى بأحداث معاصرة، وفي هذه الأحلام التسميات تختلف عن المعروف من التاريخ، حيث تسمى مدينة مكة بالجاهلية، وهي مدينة مبنية من الرمال، ويشار إلى النبي محمد باسم ماهوند، وهي الهيئة التي وصل اسمه بها وشاع في أوروبا في العصور الوسطى.



وأكد الناشر أن "عامان وثمانية شهور وثمانية وعشرون ليلة"، ستنشر في سبتمبر المقبل، وهي الرواية 12 في تاريخ سلمان رشدي، وآخر ما نشر له "الكبار وساحرة فلورنسا"، والتي صدرت عام 2008.


وحصل مدير النشر "دان فرانكلين"، على حقوق المملكة المتحدة والكومنولث من وكالة "ويلي"، التي كانت تمتلك هي هذا الحق، وقال فرانكلين إن رواية سلمان رشدي الجديدة واحدة من الروايات الأفضل على الإطلاق، فإنها سريعة النجاح بسبب جرائته، ومضحكة، ومثيرة للقراء، وكتاباته وثيقة الصلة بذلك للعالم الذي نعيش فيه.