التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 11:28 م , بتوقيت القاهرة

طرق علمية \"جنونية\" لمواجهة حر الصيف

"دين بيرنت" هو كاتب يجمع بين الدراسة العلمية الطبية "علم الأعصاب"، والحس الفكاهي الذي أهله لتقديم العروض الكوميدية، وهو يستغل المهارتين معا في كتابة مقالات تنشرها الجارديان، تتناول بعض المعلومات العلمية بحس فكاهي، من بينها مقاله حول كيفية التغلب على الحرارة الشديدة خلال فصل الصيف.


وبعيدا عن النصائح التقليدية "المهمة"، كعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس، وشرب كميات كافية من السوائل، قدم "بيرنت" عدة نصائح طريفة لمواجهة الحر، مبنية على أسس علمية 100%.


 


تطوع للخضوع للفحص الدماغي


لماذا لا تهرب من حر الصيف وتساهم في الوقت ذاته في تدعيم أبحاث دراسة الدماغ البشرية، عبر الخضوع للتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، إذ تحتاج تلك الآلات المستخدمة في تصوير المخ، لتبريد مستمر لاعتمادها على مغناطيسات عملاقة.



إنها فرصة رائعة بالطبع، أن تترك الأطباء يشاهدون مخك، فيما تستمتع أنت بالهروب من نار الصيف إلى النوم في أنبوب شديد البرودة.


 


تطويل الأطراف


طبقا لعلماء الأحياء، تحتاج الحيوانات التي تعيش في المناطق الباردة لجسد ذو حجم كبير ومساحة سطح صغيرة، ليكون فقدان الحرارة بطيئا، والعكس في المناطق الدافئة.


وبالفعل فإن البشر الذين يعيشون في المناطق الحارة أو الاستوائية، أقرب لأن يكونوا "أطول" وأكثر نحافة من هؤلاء الذين يعيشون في المناطق الباردة والقطبية.



وإذا كنت تفكر في فقدان الوزن للاستفادة من هذه القاعدة، فإن الجميع يعلم أن ذلك ليس أمرا سهلا، وبالتالي فقد تفضل القيام بزيادة مساحة سطح جسمك دون تغيير الحجم، إذ سيساهم ذلك في تبريد الجسم بشكل أسرع.


يمكنك القيام بذلك عن طريق تطويل أطرافك، وبالطبع يبقى لك اختيار الكيفية، فقد تلجأ للتمارين الرياضية، أو للهندسة الوراثية والتعديل الجيني، أو ربما للخضوع لعملية زراع رأس، والحصول على جسد جديد.



بالطبع جميع الأساليب صعبة ومؤلمة، لكنها تضمن لك التمتع بنسمات عليلة في جحيم الصيف.


 


التبريد بالليزر



خلال التجارب العلمية، عندما يسلط شعاع من الضوء على جزيئات المادة، فإن "الفوتونات" تأخذ قدرا من طاقة الذرة، ما يجعلها بمقاييس الحرارة "أكثر برودة".


والآن.. بعد أن عرفت أن لليزر فوائد أخرى غير إزالة الشعر، لماذا لا تسلط على نفسك ليزر عملاق يقوم بتبريد جسدك، صحيح أنه قد يدمرك في بضع ثوان، ولكن في جميع الأحوال نضمن لك أن "ذراتك" ستكون أكثر برودة.


 


جرب التنفس اللاهوائي؟


عندما نتنفس يساهم الأكسجين في حرق الجسم للسكر "الجلوكوز"، ويكون الناتج "ثلاثي فوسفات الأدينوسين" ATP، بالإضافة للماء وثاني أكسيد الكربون، وتعرف تلك العملية بعملية التنفس الهوائي، ومن خلالها يحصل الجسم على الأكسجين، وينتج الـATP مصدر الطاقة الرئيسي لجميع خلايا الجسم.


بعض الكائنات الدقيقة لا تستطيع التنفس والحصول على الأكسجين، فتحصل على الطاقة بشكل مختلف، وتحرق السكريات بلا أكسجين ويكون الناتج هو الإيثانول وثاني أكسيد الكربون، وكميات أقل من الـATP، وهو ما يعرف بالتنفس "اللاهوائي".



ولو استطاعت القيام بالتنفس اللاهوائي، فإن العرق الذي سيفرزه جسدك سيتكون من الإيثانول أو "الكحول الإيثيلي"، ولأن تبخر الإيثانول أسرع من تبخر الماء، فإن تبريد الجسم سيكون بصورة أسرع، لذا ربما يجدر بك محاولة التنفس اللاهوائي للتغلب على الحر.


مع العلم أنك لو نجحت في ذلك، فإنك في الغالب، ستموت خلال دقائق لعدم حصول جسمك على ما يكفي من الطاقة، إذ تحتاج كل خلية لعدة ملايين من جزيئات ATP في الثانية الواحدة، ولكنك الأهم أنك ستكون قد تغلبت على ارتفاع درجات الحرارة.


 


الاستعداد للأصعب


التأقلم مع الأحوال الجوية، لا يعني أن تظل كما أنت دون أن تفعل شيئا، ولكن عليك أولا أن تعرف أن الجسم يحتاج لبضعة أسابيع كي يتأقلم من الحر الشديد، إذ تتغير تركيزات الماء والأملاح في الدم بشكل يسمح بتبريد أفضل للجسم، وتتقلص الشعيرات الدموية.


ولذلك يتدرب بعض الرياضيين في بيئة صعبة وجو قاسي كي تتأقلم أجسادهم بشكل أكبر، وهو ما يمكنك أيضا القيام به، ليس بالطبع بالسفر لأكثر بقاع الأرض حرا، ولكن بالذهاب لكوكب آخر، كعطارد حيث درجة الحرارة تتجاوز 420 درجة مئوية، أو كوكب الزهرة حيث البيئة "جحيمية" ودرجة الحرارة تكسر حاجز 460 درجة.



ولماذا لا تذهب لأبعد من ذلك وتقترب من سطح الشمس، حيث درجة الحرارة 5505 درجة مئوية، إذ يمكنك أيضا الحصول على "تان" من نوع آخر، كل هذه الظروف القاسية، "إن استطعت تحملها"، ستؤهل جسدك للشعور بنعيم الأرض حتى في أكثر أيام الصيف حرارة.


 



بالطبع إن كنت تستطيع بالفعل القيام بأي من تلك "المهام المستحيلة"، للتغلب على الحر، فإن ذلك يعني أن لديك من العلم ما يفوق البشرية جمعاء، ما يشير إلى عدم حاجتك لتلك النصائح الطريفة، التي كان هدف "دين بيرنت" منها هو شرح بعض المفاهيم العلمية في إطار لطيف، وتنبيهك لأن "الدوش" البارد ليس أصعب شيء يمكن القيام به لمواجهة شمس الصيف الحارقة.