التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 12:50 م , بتوقيت القاهرة

هل الخليل كوميدي أصل الضحك في مصر - والعالم؟

هل تعرفين كيم كارداشيان؟ غالبا نعم.


هل تعرفين من هي، ولماذا هي مشهورة؟ غالبا نعم. على الأقل ستعلمين أن معظم اهتمام العالم بها منصب على مؤخرتها. ستقرئين كثيرا من الانتقادات لهذا، سيصفون العالم بالتفاهة، والإعلام بتخريب أذواق الناس والعبث باهتماماتهم. سيفعلون ذلك. ثم سيسترقون النظر، أو يثيرون فضول مزيد من الناس لاستراق النظر، إلى مؤخرة كيم كارداشيان.


وستكون هي الكاسبة. لأنه طالما يتابع أخبارها كثيرون فستكون مادة مهمة في الإعلام.


الإعلام لا يُرسم، ولا ينبغي أن يرسم، على مقاس ذوق أحد. إن كنت تعتبرين أن ذوقك راق فهذا أمر جيد، جيد لك. إن كنت تعتبرين أنه أرقى من أذواق العالم أو معظم العالم، من حقك (كل واحد عاجبه نفسه). لكن لا تحاولي بأي طريقة أن تفرضيه على الإعلام. لأن الإعلام ابن الحرية، ابن الاختيار الفردي. إن كنت تحبين الأوبرا والفنون الراقية تفضلي، لن يمنعك أحد، لن يمنعك حتى هؤلاء الذين لا يفهمون كيف يحب بشر هذه الأصوات المتصارخة، أو لماذا يدفعون لها أموالا. قد يسخرون منك، كما تسخرين منهم، هذه نهاية الموضوع.


الإعلام ليس بيتا فنيا، ولا مدرسة لتعليم "الأخلاق الرفيعة". الإعلام مهمته الوحيدة، الوحيدة، إرضاء الفضول.


الفضول إلى الأخبار، الفضول إلى معرفة أماكن عرض الفنون الراقية، إلى معرفة أماكن عرض التنورة، إلى معرفة أماكن الكباريهات القانونية، إلى معرفة أماكن أوكازيونات البدل الرجالي، أو اللانچيري، أو الفضول إلى مؤخرة كيم كاراشيان.


إيه دا، يعني الإعلام ممكن يجيب حاجات عريانة؟


إن كان الإعلام في هولندا، وإن كان القانون لا يحظر "الحاجات العريانة"، فنعم، الإعلام ممكن يجيب اللي هو عايزه. وإن كان توقعي ألا يكترث بهذا كثيرا، لأن الجمهور لن يكترث به، والسلعة (العري) متوفرة في السوق.


أما إن كان القانون يحظر ذلك، فلا، الإعلام مجرد نشاط قانوني، يعمل في أي مجتمع وفقا للقانون. يحتج عليه إن أراد. لكن لا يخرقه. وبالتالي لن يعرض عريا.


أعود لأقول هذه مهمة الإعلام الأساسية. وكل مؤسسة إعلامية تضع الأمور في سياقها. وتوازن حسب ما تريد. ومن حق الجمهور أن يتابعها أو يعرض عنها. فهم زبائن الإعلام.


في دوت مصر ننتج متوسطا شهريا حوالي 600 فيديو، ادخلي إلى صفحة دوت مصر تي في وشاهدي بعضا منها، أنتجنا فيديوهات تجريبية، مثلا تجربة اليهودي الذي سار في شوارع القاهرة، وتجربة الفتاة التي تسير وحدها لمدة أربع ساعات وتصور ما يحدث معها بكاميرا خفية، وفيديوهات تسأل المواطنين عن ردود أفعالهم الآنية، وفيديوهات ساخرة، وفيديوهات فنية، كمشروع السعادة، وفيديوهات استقصائية عن السوق السوداء في تذاكر القطارات، وعن حرائق الجن في قرية بسوهاج. نحن أول من التقى بصيصة، المرأة التي تخفت في ثياب رجل لمدة 30 سنة، ومنها اشتهرت قصتها حتى التقى بها رئيس الجمهورية، وكرمها. هناك آخرون ينسبون القصة إلى أنفسهم، لا تصدقوهم، نحن أول من التقى بها.


وعندنا برامج متنوعة، اقتصادية واجتماعية وإخبارية وبرامج سيارات. حتى الأدب، أنتجنا له "دوت حدوتة"، حيث نلخص قصة قصيرة في شكل بصري، للتعريف بأعمال كبرى.


الحقيقة أنه أنت، أيها الجمهور، لا نحن، الذي اهتممت بفيديو الأسطورة والأومليت أكثر من غيرهما. تمام، من حقك تماما. لكن لا تعودي وتلومينا. فنحن لا نجبر أحدا على الاختيار. ولا نتحكم في ذوق الجمهور. الجمهور هو الذي ينتخب ذوقه من بين المعروض. الجمهور هو الذي يختار أن يهتم بخبر عن اللانچيري أكثر من اهتمامه بأمثاله عن قطع ملابس أخرى. وليس في ذلك ما يشين، ربما تكون تلك إحدى المؤشرات الإيجابية القليلة في اهتماماتنا الحياتية.


الأسطورة 69 | نسخة كاملة



في فيلم الأسطورة أتينا بأناس لهم شهرة على السوشال ميديا، لكن أغلبهم في الحقيقة مجهولون، وقدمناهم للجمهور. وكان رد الفعل كاسحا، ملايين المشاهدات.


في الأومليت أتينا بشخصين نالا شهرة على السوشال ميديا، لكنها شهرة غريبة. شهرة تعتمد على كثير من الانتقاد، لكنهما لا يباليان ويستمران. أتينا بهذين الشخصين، الخليل كوميدي وشروق عبد العزيز، ونشكرهما على الاستجابة، وأعددنا فيلما قصيرا، في مستوى ما يقدمانه، ولكن خارج إطار ما يقدمانه عادة على صفحتيهما، لنرى: هل سيظل لدى الجمهور فضول ليراهما؟


دوت مصر| الأومليت... لقاء السحاب



هل هذان الشخصان خرقا القانون؟ لا. هل خرقنا نحن القانون؟ لا. هل قدمنا "عريا"؟ لا.


وهذه النتيجة: 300 ألف مشاهدة في أول يوم. كثير جدا من الشتائم، وكثير جدا من اللايكات، وكثير من المشاركات (نفس ما يحدث معهما في الحقيقة). هذا الحرص على أن تقولي، وتعلقي، معناه أن هذين الشخصين يمثلان لك "قيمة" ما، قيمة إيجابية تريدين نشرها، أو قيمة سلبية مؤثرة، تشعرين بالحاجة إلى مواجهتها. وفي كلا الحالتين تحولين نفسك إلى أداة لإشهارهما، رغم اعتقادك أنك تعارضين شهرتهما.


لا أدري، مش شغلتي دلوقتي، ماذا في هذين الشخصين يثير كل هذه المشاعر. لكن كشخص أعمل في مجال الإعلام، هذا مثير جدا للتساؤل. كل واحد منا يملك نفس الأدوات التي يستخدمانها. لكنهما - لسبب أتركه للمختصين - نجحا في إثارة فضول الجمهور لأن يتابعهما. دون أي اختراق للقانون. هذا نجاح إعلامي.


بالمناسبة هذه نتيجة "بحث" عن أخبار كيم كارداشيان في أعرق مؤسسة إعلامية في العالم:



شاهد أيضا:


دوت مصر | لو شفت يهودي في الشارع! - !A Jew in Cairo streets



دوت مصر| 4 ساعات في شوارع القاهرة .. 4 Hours of Walking in Cairo, Egypt as a Woman



دوت مصر| مشروع السعادة في بلاد النوبة



دوت مصر| "السوق السوداء" تستحوذ على تذاكر القطارات



دوت مصر| "الترامسة" القرية التى يحرقها الجن ليلاً



دوت مصر | الست صيصة.. 30 عاما في ثياب رجل



دوت مصر| صيصة.. من "دوت مصر" إلى العالمية



دوت حدوتة| ستارة سون سون.. من أرشيف يوسف إدريس



الأسطورة 69 | نسخة كاملة



دوت مصر| الأومليت... لقاء السحاب