التوقيت الثلاثاء، 16 أبريل 2024
التوقيت 11:08 م , بتوقيت القاهرة

"ابن الهيثم" يفسر علاقة الإعلام بمصادره

كيف تكتب الصحافة عن شخص؟... هل تذهب من نفسها لمجرد أن الصحفي قرر ذلك، أم أن هذا الشخص له نفوذ ويستطيع إجبار الصحافة للكتابة عنه؟... المسألة فسرها الحسن بن الهيثم، المولود في مثل هذا اليوم من عام 956 ميلادية.


ابن الهيثم اكتشف أن الضوء لا يسلط من العين إلى الأجسام وإنما العكس؛ حيث يسقط على الجسم من مصدره "شمس- مصباح"، ثم يعكس هذا الجسم النور الساقط عليه إلى الأعين فتستطيع مشاهدته... وهكذا الصحافة "المحترمة" -أو الإعلام في العموم- تتعامل مع الأشخاص والأحداث من هذا المنطلق... لا تخلق نجما من العدم وإنما تنجذب للضوء الصادر منه، والذي يتلون بلونه ويتشكل بشكله وفي النهاية نسميه "مصدرا".



الفارق بين الصحفي وغيره، أن عينه حادة نافذة، تستطيع رؤية الأجسام التي تشع نورا ضعيفا، فتسلط الضوء عليها أكثر، وتبحث وراء مصدر الأشعة الساقطة عليها والمنبعثة منها، وتشرحها وتحللها للناس... لكنها لا تخلق شيئا من العدم "حدثا أو مكانا أو شخصا"، ولو حاولت فعل ذلك سيموت هذا الشئ سريعا.


في عيد ميلاد ابن الهيثم، سأستخدم نظريته، كي أتناول أبرز الأشخاص الذين لهم علاقة بـ "1 يوليو".

ضمن من أبرز نجوم "1 يوليو"، رفعت الجمال، المولود في مثل هذا اليوم من عام 1927، والذي تجسس على إسرائيل لصالح مصر، بعد أن زرعته القاهرة في تل أبيب. وظل الضوء الصادر من "الجمّال" خافتا لا يراه إلا بعض رجال المخابرات المصرية، ولكن الدراما وهجته ونثرت نوره على العيون، حين كتب صالح مرسي وأخرج يحيى العلمي ومثل باقتدار محمود عبدالعزيز مسلسل "رأفت الهجان".



الإبداع الفني الذي سقط على عقل الموسيقار محمد الموجي الراحل في مثل هذا اليوم من عام 1995، ارتد إلى الإعلام فكانت نجوميته، وأصبح الناس يعلمون من خلال الإعلام، أن وراء "كامل الأوصاف، قارئة الفنجان، جبار، للصبر حدود، أنا قلبي إليك ميال.. وغيرها" مبدع اسمه محمد الموجي.



الظاهر بيبرس، الذي توفي في مثل هذا اليوم من عام 1277، كان سيظل حبيس كتب التاريخ، لا يدري به إلا هواة الكتب، ولكن حين أشعت شخصيته إلى عقول صناع الدراما، انعكس ذلك على المشاهد الأمي، الذي ارتبط في ذهنه أن الفنان جمال عبدالناصر "بيبرس" قتل الفنان أحمد عبدالعزيز "قطز" في نهاية مسلسل الفرسان.


الأعمال السينمائية الرائعة التي تركها المنتج والمخرج السينمائي "السوري- الأمريكي"، مصطفى العقاد، المولود في مثل هذا اليوم من عام 1930، هي التي أشعت في وجه الإعلام، كي يتحدث عنه، مشيدا أو ناقدا لأفلام "عمر المختار، الرسالة، سلسلة هالووين".


أعمال الشاعر اللبناني خليل مطران، المولود في مثل هذا اليوم من عام  1872، هي التي أشعت في وجه النقاد والصحفيين والشعراء، حتى وصف بأنه وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم، كانوا بمثابة الأخطل وجرير والفرزدق في العصر الأموي.



 


لولا المناظرات الدينية مع قساوسة مسيحيين، ما اشتهر الهندي أحمد ديدات، المولود في مثل هذا اليوم من عام 1918، فكانت تلك المناظرات هي الشعاع الذي انعكس على أعين الإعلام، ليرتد في صور عدة في الصحافة والتلفزيون والإذاعة.




أحمد حسن البكر، المولود في مثل هذا اليوم من عام 1914، لم يكن ليخلد الإعلام وغير الإعلام اسمه، إلا لأنه كان رئيس العراق، بعد أن شارك في الإطاحة بالرئيس العراقي عبدالكريم قاسم، وكان عضوا بارزا في حزب البعث، الذي استطاع أن يسيطر على مقاليد الأمور، ويستولي على الحكم في بلاد الرافدين.


كم من زاهد وناسك، ولكن الإمام علي الهادي الذي توفي في مثل هذا اليوم من عام 868، له خصوصية في كتب التاريخ وفي تناول أجهزة الإعلام " الديني على الأقل" له؛ لأنه الإمام العاشر للشيعة الإمامية، وهي الطائفة الأكبر بين الشيعة، والتي تحكم إيران الآن وتسيطر على جنوب العراق، وينتمي إليها حزب الله اللبناني.