التوقيت السبت، 11 مايو 2024
التوقيت 04:34 ص , بتوقيت القاهرة

دراما رمضان.. تحت السيطرة

گعادتي في تحطيم التابوه "فتافيت"، أسرد لكم كلماتي هذه بأسلوب خال من الكلاكيع والفذلكة على عكس هذه النوعية من المقالات عادة.. فيؤسفني أن أقول لكم إنه لن يكون مجرد مدح شطارة الممثلين ولا حتى الكتابة، ولا الإخراج.


لن يكون في مدح الاهتمام المفرط بالتفاصيل لدرجة إن (إنچي) المدمنة، صديقتهم التي لم تتعافَ وتسببت في انتكاسهم.. تکون استكمالا لمظهرها الرث (ظوافرها قذرة مثلا)، ودي تفصيلة (أجنبي أوي) وسط مسلسلات وأفلام بتجيبلك الست الفلاحة عاملة ضوافرها "فرنش".


أنا النهاردة هتكلم عن إن المسلسل بقصد أو يمكن بدون، عفوا يعني، بيقلع المجتمع ملط قدام نفسه.. بيحط المجتمع في مواجهة مباشرة مع أفكاره ومبادئه وغرايزه ونفسه.


مين فينا مكانلوش صاحب/ة أو جار/ة أو أخت أو أخ أو حتى X أو حد مننا شخصيا اتعرض لمحنة من محن (الإدمان) (الطلاق) (الراجل الندل) (الأم اللي عاملة مسيطرة وهي بتتخم) (الراجل المسافر وسايب عيلته).. تيمات معروفة المفروض بل ومهروسة 100 مرة.


لكن ..
المره دي الكتابة قدرت تطوع التيمات والممثلين باختياراتهم العبقرية وأدائهم الحقيقي جدا قدروا يطلعوا من جواك قرفك وازدواجيتك ونفاقك ويحطوك قدام نفسك.. وده في الدراما يعتبر الليفل العالي من اللعبة، بل ليفل مقابلة الوحش خلاص مفيش حاجة بعد كده.


يعني إيه؟
يعني لما قطاع عريض من الناس يجمع الآراء على أن حاتم (ظافر العابدين) مش راجل في رأيهم؛ لعدم اتخاذه موقفا عنيفا مع زوجته لما اكتشف إدمانها السابق! ويبدأوا يعملوا كوميكس تريقة!! وهما هما الناس اللي لو متعرضين للمحنة دي هايطلبوا منه يتعامل بإنسانية، ويستوعب ومايكونش عنيف.


لما يشوفوه مش راجل لأنه عرف أن كان في حياتها x وسكت!! وكأنه ضمنيا تكريس لأن الناس جميعا بلا ماضي ومرفوض يكونلهم ماضي، وإن كان ولابد فلابد له أن يكون ناصع البياض.. وده طبعا في المدينة الفاضلة، فاليوتوبيا اللي ماحصلتش ومابتحصلش بس لأننا نداوي أمورنا بالكذب والكذب والكذب فاستهجنوا مصارحتها بعد اكتشاف أمرها، واستهجنوا استيعابه المزيف الذي لم يلبث ورضخ لمبادئ رخيصة لمجتمع منافق.. ولم يقف معها للنهاية گ الرجال الحقيقيين مما آثار إعجاب معشر المستهجنين فصار (حاتم) رجلا الآن حين تخلى واستندل.


مين لو له حد اتورط فالإدمان مابيستقتلش لاحتوائه واستيعابه والقراية والمعرفة عن الموضوع عشان يعرفوا بيتعاملوا مع مين. لكن لما المعلومة تيجي خالصة لوجه الله في سياق موغل، فالواقعية تلاقي البعض شايفها دعاوى لنشر الإدمان وتيسير طرقه وتعليمه!


ده لأنه مجتمع قطاع عريض منه شايف علاج الأمر بأنه يخبيه.. مش مصدقين إن في كده حقيقي مستكترينه شايفين المجتمع مثالي بالنسبة لهم واحده زي (هانيا) شخصية من اختراع مؤلفين بس هانيا حقيقية وموجودة، وممكن أوي تكون سبب في إن علي الروبي يرجع أن الإدمان عشان حبها أو أنها تكمل، فالإدمان لأنها حبته أو أنهم الاتنين يموتوا حتى.. باختلاف النهايات. هي موجودة وكلهم موجودون وبتشوفهم ومش ضروري تكون عارف ولا فاهم.. عشان كده مخضوضين ومش مصدقين.


مش صدفة إن التيارات الدينية المنافقة تتحكم في قطاع عريض من المجتمع ده لأنه بيتنفس نفاق وبيرفض الحقيقة ويخشاها.. وبوصفي من المتورطين في عشق الصدق والحقيقة ادافع بكل قوتي عن من ينشر فضيلة الصدق والحقيقة على أموركم وأمور من يهمكم أمرهم تبقى تحت السيطرة.