التوقيت الثلاثاء، 07 مايو 2024
التوقيت 09:51 م , بتوقيت القاهرة

بروفايل| سو كي.. نضال واعتقالات ونوبل.. وصمت عن الروهينجا

في 30 مايو من عام 2003 في ميانمار وقعت مذبحة كبرى عرفت باسم "مذبحة ديبايين" أسفرت عن مصرع ما لا يقل عن 70 شخصا من أعضاء الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية وهو الكيان المعارض الأبرز داخل ميانمار أثناء الحكم العسكري وبعده.

هذا الحادث كانت تحضره زعيمة الرابطة والمعارضة الميانمارية الأبرز أونج سان سو كي التي فداها أعضاء الرابطة بأنفسهم من أجل تهريبها خلال تلك المجزرة إبان الحكم العسكري والذي لم ينته سوى عام 2011.

وتعد أونج سان سو كي أحد أبرز رموز المعارضة في ميانمار لنضالها الطويل منذ عام 1988 حتى الآن من أجل الديمقراطية في ميانمار التي تشهد اضطهادا مستمرا ضد المسلمين من الروهينجا القاطنين في إقليم الراخين.

من هي سو كي؟

ولدت أونج سان سو كي في 19 يونيو من عام 1945 في مدينة رانجون العاصمة القديمة لميانمار، حيث تلقت تعليمها في إحدى المدارس البريطانية، لتنتقل بعد ذلك لتتلقى تعليمها في الهند حيث تخرجت في مدرسة ليدي شيري رام للفتيات والمتخصصة في العلوم الاجتماعية والتابعة لجامعة نيودلهي عام 1964 لتستكمل تعليمها في بريطانيا في مدرسة هيو بأكسفورد لتحصل لتحصل على درجة الباكالوريوس في الفلسفة والعلوم السياسية عام 1969.

والدا سو كي

والد سو كي هو "أونج سان" يعد  أحد أهم وأبرز الحركة الوطنية في ميانمار حيث يقال عنه إنه "أبو بورما الحديثة" حيث شارك في مفاوضات خروج الاحتلال الإنجليزي من بلاده إضافة إلى تأسيسه الجيش البورمي الحديث ومؤسس الحزب الشيوعي ببورما "الاسم القديم لميانمار".

اغتيل أونج سان على يد مجموعة مسلحة من منافسيه حينما كان يشغل منصب نائب رئيس المجلس التنفيذي لبورما في يوليو من عام 1947 لتنشأ سو كي بلا أبيها وتتولى والدتها خين كوي والتي تولت منصب سفيرة لبلادها لدى الهند ونيبال في السيتينيات تربيتها هي وأخويها.

في الولايات المتحدة

توجهت سو كي إلى الولايات المتحدة بدعوة من أحد أصدقاء العائلة لتبدأ العمل لدى الأمم المتحدة، ثم تتزوج أستاذ الأدب التبتي مايكل آريس عام 1972، لتنجب بعدها طفلين ثم تعود لتستكمل دراستها في جامعة لندن في الدراسات الشرقية والإفريقية في الثمانينيات، وبعدها حصلت على الدكتوراه عام 1985.

العودة لميانمار

عادت سو كي لميانمار عام 1988 عند وفاة والدتها لتقرر بعدها البقاء في بلادها ولتبدأ حركتها النضالية من أجل الديمقراطية في بورما التي كانت تعاني من وطأة الحكم العسكري منذ عام 1962، ولتوضع تحت الإقامة الجبرية منذ العام 1989.

نوبل

رغم الإقامة الجبرية حصلت سو كي على جائزة نوبل للسلام لما قدمته من أجل محاولة إرساء الديمقراطية في بورما عام 1991 ولذلك لم تلق كلمتها سوى في حفل عام 2012، وكانت قد حصلت قبلها على جائزة سخاروف لحرية الفكر والتعبير عام 1990.

الخروج من الإقامة الجبرية

أفرج عن سو كي عام 1995 لتقود حزبها الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية والذي حقق شعبية كبرى جعلت السلطة تضعها تحت الإقامة الجبرية مرة أخرى بين عامي 2000 و2002.

بعد مجزرة ديبايين

اعتقلت سو كي ووضعت تحت الإقامة الجبرية عام 2003 حتى 2009.

محاكمة

بعد تحرك الأمم المتحدة ضد اعتقال سو كي  بوصفه أنه غير قانوني عام 2009 لجأت السلطات البورمية إلى محاكمتها ليحكم عليها بالسجن 3 سنوات خفضت إلى 18 شهر تحت الإقامة الجبرية في منزلها.

الانتخابات

رفضت السلطات ترشح سو كي للانتخابات البرلمانية لعام 2010 كانت هي الأولى منذ عام 1990 بدعوى زواجها من بريطاني، ليقاطع حزبها الانتخابات معترضا على تلك القوانين، ثم تبدأ رحلة طويلة من النضال تنتهي بالسماح لها بخوض الانتخابات البرلمانية لعام 2012 وتفوز بعضوية البرلمان.

صمت أمام الروهينجا

رغم نضالها الطويل إلا أن موقف سو كي اتجاه الروهينجا يظل محل تساؤل حيث إنها عادة ما تصمت اتجاه الدعوات الموجهة لها للتحدث في تلك القضية حتى مع دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لحماية تلك الأقلية المسلمة، وإزاء ذلك لم توجه لها دعوة لمؤتمر من الحاصلين على جائزة نوبل يناقش قضية الروهينجا.

ليس هذا فحسب فقد حث أمس الدالاي لاما الزعيم التبتي سو كي على مساعدة الروهينجا وحمايتهم مما يلقونه من اضطهاد.