التوقيت السبت، 20 أبريل 2024
التوقيت 04:14 ص , بتوقيت القاهرة

عرق النسا.. الأسباب والعلاج

يشير مصطلح عرق النَّسا "Sciatica" إلى الألم أو الإحساس بالوخز الذي ينتشر على مسار العصب الوركي المتفرع من أسفل الظهر، مرورًا بالوركين والفخذين، وصولًا إلى أسفل الساقين، ويحدث بسبب انضغاط جذور العصب التي تنشأ من الأعصاب الشوكية.


ويحدث عرق النسا عندما يكون هناك ضغط أو تلف في العصب الوركي. ويبدأ هذا العصب من أسفل الظهر، ويمتد على الجزء الخلفي من كل ساق، ويتحكم في عضلات الجزء الخلفي من الركبة وأسفل الساق، كما يوفر الإحساس للجزء الخلفي من الفخذ، و الجزء الأسفل من الساق، وباطن القدم.


الأعراض


ينتشر الألم في كامل الطرف السفلي، وأحيانا في الطرفين -حال إصابة الجهتين- ولدى بعض المرضى يظهر بألم حاد في منطقة واحدة من الطرف أو الورك، وبتنميل في الأجزاء الأخرى، وتتراوح شدة الألم بين نخزات متوسطة، وألم مبهم، وإحساس بالحرق، وفي بعض الأحيان يكون الألم شديدًا بحيث يجعل المريض غير قادرٍعلى الحركة.


يبدأ الألم ببطء، وقد يزداد في الحالات التالية:


- بعد الوقوف الطلويل.


- في الليل.


- عند السعال، الضحك أو العطس.


- عند الانحناء للخلف أو المشي لعدة أمتار، خصوصًا عندما يكون السبب تضييق القناة الشوكية.


الأسباب


يعدُّ فتق النواة اللبية "الديسك"، من أكثر الأمراض المسببة لعرق النسا بنسبة 90%، حيث إن النواة المنفتقة والمنتفخة تضغط على جذور العصب الوركي مسببة الأعراض.


ومن الأمراض المسببة أيضًا، تضييق القناة الشوكية وبالتالي انضغاط جذور العصب الوركي، وتنتج عن انزلاق الفقرات ونتوءات العظام وفتق النواة اللبية، ومتلازمة العضلة الكمثرية "Piriformis syndrome"، وهو اضطراب عصبي عضلي نادر، تتقلص فيه العضلة الكمثرية (التي تصل الجزء الأسفل من العمود الفقري مع عظم الفخذ) بشكل غير إرادي، ضاغطةً على العصب الوركي ومسببةً للأعراض.


كذلك تشمل الأسباب:


- الكسور أو إصابات الحوض.


- الحمل: حيث يضغط الجنين على العصب الوركي عند الجلوس، وفي معظم الحالات لا يتأذى الجنين أو الأم.


- في حالات الألم الشديد، الذي يمتد للورك والقدمين، والمترافق مع سلس بولي أو برازي.


والسلس، هو عدم القدرة على الاستمساك والتحكم بعملية التبول والتبرز، أو ضعف عضلي يكون العامل المسبب فيه الورم النخاعي الضاغط أو متلازمة ذيل الفرس.


 


عوامل الإصابة


- التقدّم في العمر وما يرافقه من تغيرات في العمود الفقري.


- السمنة التي تزيد الضغط على العمود الفقري.


- المهن التي تتطلب الانحناء كثيرا، وحمل الأشياء الثقيلة.


- الجلوس فترات طويلة.


- السكري الذي يزيد من خطر إصابة الأعصاب.


التشخيص


عادة يقوم الطبيب بالفحص البدني الذي قد يُظهر علامات على الإصابة مثل:


- الضعف عند انحناء الركبة.


- صعوبة ثني القدم للداخل أو للأسفل.


- صعوبة في الانحناء إلى الأمام أو إلى الخلف


- ردود فعلٍ غيرطبيعية أو ضعيفة.


-  فقدان الإحساس أو التنميل.


الألم عند رفع الساق بشكل مستقيم، من على طاولة الفحص.


أما إذا كان الألم شديدًا وطويل الأمد، فقد يجري الطبيب بعض الفحوصات الأخرى التي تشمل:


- فحوصات الدم.


- الأشعة السينية للعمود الفقري، التي قد تكشف وجود نتوء في العظم، الذي قد يكون السبب في الضغط على العصب.


- الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية.


العلاج


يعتمد علاج عرق النسا بشكل أساسي على علاج المرض المسبب للحالة، ويعدّ العلاج المحافظ الطريقة الأفضل في تدبيره، وتشمل النصائح المعطاة للمرضى:


- تطبيق الحرارة أو البرودة على المنطقة المصابة.


- تناول المسكّنات كالأيبوبوفين أو الأسيتامينوفين.


- تخفيف النشاطات الجسدية في الأيام الأولى بعد الإصابة، ثم العودة تدريجيا وببطء للنشاطات اليومية.


- لا ينصح بالراحة في السرير.


- عدم حمل الأشياء الثقيلة أو حني الظهر خلال الأسابيع الستة الأولى.


- ممارسة تمارين رياضية لتقوية عضلات البطن وزيادة مرونة العمود الفقري، بعد أسبوعين أو ثلاثة من الإصابة .


- يمكن الاستعانة بالمعالجة الفيزيائية عند الحاجة.


في حال عدم الاستجابة، قد يُلجأ لحقن الستروئيدات حول العصب المصاب، وبالتالي تخفيف الألم وكبح الالتهاب، ويدوم تأثير الحقنة عدة أشهر، لكن يعتبر عدد مرات الحقن التي يمكن الحصول عليها محدودًا، لأن الاستخدام المتكرر لها قد يؤدي لظهور الأعراض الجانبية الخطيرة للستروئيدات.


وفي حالات الألم الشديد ،أو عدم الاستجابة للعلاج، أو حالات ضعف عضلات الطرف المصاب، وحالات السلس البولي أو البرازي، يمكن اللجوء للجراحة.