التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 07:13 م , بتوقيت القاهرة

دراسة علمية: تأثير الحب مثل شرب الخمر

"هل رأى الحب سكارى مثلنا؟" مقطع من إحدى كلاسيكيات الموسيقى العربية، التي غنتها أم كلثوم، من قصيدة الشاعر إبراهيم ناجي "الأطلال".

ويبدو أن العلم قد أثبت أخيرا أن المحبين، بلا استثناء، هم بالفعل كالسكارى، وأن الشعور بالحب يشبه تأثير الخمر، كما وصفته عديد الأغاني والقصائد حول العالم وعبر العصور.

وأظهرت دراسة لجامعة برمنجهام البريطانية، أن هرمون الحب "الأوكسيتوسين"، يحمل تأثيرا مشابها لحالة "السُكر"، التي تصيب شاربو الخمر، وقد تفاجأ الباحثون بالتشابه بين ما يحمله "هرمون الحب" والكحول، من تأثيرات إيجابية أو سلبية، رغم أنهما يستهدفان مستقبلات مختلفة في المخ، فإن تأثيرهما يتشابه إلى حد كبير.

ومن المعروف علميا، أن المشاعر والأحاسيس التي يشعر بها الإنسان، هي في الأساس نتيجة مواد كيميائية يفرزها المخ.

ويعزز إفراز هرمون "الأوكسيتوسين" من النشاطات والأعمال الاجتماعية، كالكرم والإيثار والتعاطف مع الغير، والقدرة على الثقة في الآخرين، نتيجة لعمله على إزالة العديد من الحواجز كالقلق والتوتر والخوف، بشكل يشبه آلية عمل الكحول.

وهو ما يفسر حرص كثيرين على تناول الكحول في أول موعد أو لقاء غرامي، للحصول على دفعة لعلاقتهم في بداية التعارف.

كما يربط كثيرون بالفعل بين شرب الخمر وشعورهم بأنهم أكثر عاطفية.

ولكن ذلك لم يمنع الباحثون من التحذير من أن تعاطي الكحول أو "الأوكسيتوسين" رغبة في الشعور بالثقة وتجاوز بعض المواقف الحرجة، ليس تصرفا حكيما، لأنه وبجانب الآثار السلبية على الصحة جراء الإفراط في تعاطي المشروبات الكحولية، فثمة جانب سلبي آخر يتمثل في إمكانية تحول الإنسان لسلوك أكثر عنفا وتبجحا وأكثر غيرة، وأن يتصرف بشكل متهور دون مراعاة ما يواجهه من أخطار.

وبحسب تصريحات نشرتها "تلجراف" البريطانية، فإن الباحثون لا يرجحون أن يتحول هرمون الحب، لبديل عن المشروبات الكحولية، ولكن ذلك لا يمنع إمكانية استخدامه طبيا في علاج بعض المشكلات النفسية والعقلية.