التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 03:28 م , بتوقيت القاهرة

دراسة إسرائيلية: السعودية مستعدة لمواجهة إيران عسكريا

رأت دراسة إسرائيلية صادرة عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أن النووي الإيراني يمكن أن يخلق توافق في المصالح الإسرائيلية والسعودية.


ترتيبات خفية


وقالت الدراسة التي أعدها الباحث بالمعهد ورئيس تحرير مجلة "تقديرات استراتيجية"، مارك هيلر، بالتأكيد يمكن أن يكون هناك تقارب بين السعودية وإسرائيل، لأن تقديرات المخاطر المتشابهة إلى حد كبير يمكنها ان تخلق اتصالات سرية بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ونظيراتها في الدول العربية، خاصة تلك التي ينتابها قلق من تزايد النفوذ الإيراني، مشيرا إلى أن الاتفاق النووي الإيراني يخلق فرصة متاحة بالنسبة لإسرائيل من أجل توسيع علاقاتها مع الدول العربية.



ولفت الباحث الإسرائيلي إلى أن إسرائيل لديها الكثير من العلاقات السرية مع العديد من الدول العربية، مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية ينتابها قلق شديد من إيران، وباتت تنظر بريبة شديدة إلى قدرة الولايات المتحدة واستعداداها لإمكانية وقف الطموح الإقليمي لإيران في المنطقة، وفي المقابل، هناك ميل سعودي لمواجهة إيران ذاتيا، سواء بالتنسيق مع الولايات المتحدة أو بدونها حتى لو اضطرت إلى المواجهة العسكرية، والدليل على ذلك هو عملية عاصفة الحزم التي تقودها السعودية في اليمن.


آخر من يعلم


ولفت المحلل الإسرائيلي إلى أن الولايات المتحدة لم يكن لديها علم مسبق بهذه العملية، وهو الأمر الذي اعترف به رئيس لجنة الخدمات العسكرية بالكونجرس الأمريكي، مؤكدا أن الأمريكيين لم يعلموا بهذه العملية إلا قبل إنطلاقها بحوالي 3 ساعات عن طريق الملحق العسكري الأمريكي.



وأوضح الباحث الإسرائيلي أن عملية عاصفة الحزم التي كشفت عن مزيد من الفاعلية السعودية في المنطقة، لا يمكن فصلها عن أهداف ترمي إلى ترتيب البيت السياسي من الداخل، لكن حجر الزاوية الرئيسي في هذه العملية هو إدراك المملكة العربية السعودية أن الولايات المتحدة مصرة على التوصل لاتفاق واسع مع إيران قد يمتد إلى العديد من القضايا الإقليمية الأخرى بالإضافة إلى الملف النووي الإيراني.


إحباط عربي


وتابع هيلر أن الإحباط الخليجي من من إصرار الولايات المتحدة على عدم انتهاج سياسات تخدم مصالحهم، جعلهم يلوحون وبقوة بإمكانية تقديم دعم عسكري "نوعي" للفصال التي تقاتل بشار الأسد ومعه إيران في سوريا، تلك القوات والفصائل التي تعهدت الولايات المتحدة بهزيمتها، الأمر الذي جعل واشنطن تشعر بالقلق من احتمالية ابتعاد الرياض ودول الخليج عنها، ولذلك سعى أوباما إلى عقد مؤتمر كامب ديفيد من أجل طمأنة الخليج ومنع أي محاولة منهم للاعتراض على الاتفاق النووي المزمع مع إيران.



مخاوف إسرائيل


أوضح هيلر أن إسرائيل تنتابها نفس المخاوف العربية من إيران، ونفس الشكوك تجاه الإدارة الأمريكية تحت قيادة أوباما، الأمر الذي جعل الكثير من المنظومة الأمنية والخبراء الإسرائيليين يميل إلى إمكانية تلاقي المصالح والمخاوف العربية مع نظيرتها الإسرائيلية، لكنه شدد في الوقت ذاته، على أن الدول العربية، ومن منطلق تعاطفها مع القضية الفلسطينية، تكره إسرائيل بدرجة لا تقل عن كراهيتها لإيران التي يقيمون معها علاقات دبلوماسية واضحة، وهو غير موجود بالنسبة للجانب الإسرائيلي، كما أن اليمين الإسرائيلي الذي يسيطر على الحكومة الجديدة، يعتبر آخر من يمكن أن يفكر في إحداث أي خلخلة  في الموقف الإسرائيلي الراهن من القضية الفلسطينية، ولذلك فهم يميلون إلى عدم التعويل كثيرا على هذا الأمر.