التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 03:20 ص , بتوقيت القاهرة

بعد 41 عاما.. إسرائيل تكشف المزيد عن أسرار حرب أكتوبر

"لجنة أجرانات" اسم معروف جيدا لدى الإسرائيليين الذين عاصروا فشل دولتهم في حرب يوم الغفران أو كما تعرف "حرب السادس من أكتوبر"، وهي اللجنة التي شكلتها إسرائيل في 21 نوفمبر 1973 للتحقيق مع قادة الجيش في ملابسات اندلاع الحرب ومعرفة أسباب فشل الجيش الإسرائيلي في صد الهجوم العربي، والتي حرصت إسرائيل على حفظ نتائجها في سرية تامة على اعتبار أنها أمنا قوميا.


شهادات القادة


وفي السنوات الأخيرة، أفرجت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن شهادات بعض القادة مع حذف بعض العبارات التي تخص شهادتهم، من بين هؤلاء القادة كان اللواء إيلي زعيرا رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بالجيش وأخيه رئيس شعبه تشغيل العملاء ورئيس فرع بناء الشبكات، المقدم يوسف زعيرا، الذي أكد خلال شهادته أن علامات اندلاع الحرب كان واضحة كالشمس سواء من استعدادات الجيوش العربية من القوات والتسليح وعدة مؤشرات أخرى، الأمر الذي بدى واضحا لضباط الجيش لكن قيادات الجيش لم تأخذ هذه الاستعدادات على محمل الجدل وتعاملت بتجاهل تام معها.



الاجتماع الأخير


وبحسب موقع "والا" الإخباري، فإن يوسف قد أكد في شهاداته المنشورة ضمن تقرير اللجنة، أن جهاز المخابرات العسكرية قد أورد معلومات خلال الاجتماع الأخير الذي عُقد قبل اندلاع الحرب تتضمن تحركات خطيرة للجيوش العربية، لكن ملخص محضر الاجتماع لم يذكر أي تطرق للمعلومات المذكورة سوى النظر في وصول وحدات ولواءات مدرعة رقم "47" للجيش السوري جنوب سوريا.


ووفقا لما أدلى به زعيرا، فإن قيادات الجيش رفضت خلال هذه الاجتماع التسليم بأن كل هذه العلامات هي بمثابة دلالة واضحة لنية العرب لمهاجمة إسرائيل.


كما أشار زعيرا أن المقدم عاموس جلبوع، رئيس قسم البحوث بشعبة الاستخبارات، هُدد بالطرد من غرفة الاجتماعات عندما أصر على ضرورة الأخذ بهذه التحركات بجدية.



تحركات عربية


وبالنظر في شهادات زعيرا يتبين أنه لم يكن هو وجلبوع الوحيدين الذي زعموا أنهم كانوا على دراية بخطة الدفاع السورية وأن تحرك القوات نحو هضبة الجولان لم يكن جزءا قطعيا منها، فلقد كشفت التحقيقات أن معلومات تحرك القوات السورية أصبحت مؤكدة لدى الجيش الإسرائيلي بعد وصول القوات المصرية لمنطقة الزعفرانة ونقل وحدات الكوماندوز البحري من الإسكندرية، الأمر الذي كان ينذر بحرب حقيقة على الجيش الإسرائيلي من مصر وسوريا.



غير جدي


في مقابل ذلك لم ير رئيس شعبة الاستخبارات، إيلي زعيرا، أي جدية في هذه التدريبات رغم أن مساعد شعبة الاستخبارات العسكرية، آريه شلو، اعتبر هذه التحركات المستمرة بمثابة تدريبات جدية على خطة الهجوم المصرية، لكن إيلي استبعد ذلك كونه لم ير جدية قائلا "أنا لا أرى أي تحرك جدي مسلح".


وأضاف زعيرا في شهادته أنه كانت هناك تقديرات أن الحرب ستندلع في صورة مناورة عسكرية، ولهذا اعتبروا أن تدريبة فرقة عسكرية واحدة يشكل إنذارا ببداية الحرب.



لو ..


ورغم وضع كل هذه الاعتبارات في الحسبان لكن ذلك لم يجدي نفعا، ففي يوم الرابع من أكتوبر تخطى زعيرا قادته المباشرين واتصل تليفونيا بقائد شعبة الاستخبارات تليفونيا ليخبره أنه هناك علامات مقلقة، خاصة أن الخطوات التي اتخذها الجيش المصري تتناسب فعليا مع نظيره السوري، إذ طالب زعيرا إيلي باتخاذ بعض الإجراءات الخاصة من استدعاء قوات الاحتياط ورفع درجة استعدادات للدرجة القصوى لكنه رفض أيضا.


ويقول زعيرا في نهاية شهادته، لو كان متخذي القرار في الجيش نظروا بعين الاهتمام للمعلومات التي جلبتها الاستخبارات الإسرائيلية لكان من الممكن أن تكون لهذه الحرب شكلا آخر.