التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 05:26 م , بتوقيت القاهرة

محللون إسرائيليون: تقارب الرياض وتل أبيب؟ عدو عدوي صديقي

أدى الاتفاق الإطاري، الذي تم التوقيع عليه بين إيران والدول الست الكبار في لوزان السويسرية، إلى إثارة المزيد من المخاوف الإسرائيلية والسعودية بشأن زيادة التمدد الإيراني في المنطقة، واحتمالية حصولها على سلاح نووي، ما يفتح الباب أمام التساؤل حول إمكانية تلاقي المصالح بين البلدين على قاعدة "عدو عدوي صديقي".



عدو عدوي


في هذا السياق، يقول الباحث والخبير في الشؤون الإيرانية بمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، يوئيل جوزنسكي، في ورقة بحثية تحت عنوان "إسرائيل والسعودية.. هل يصبح عدو عدوي صديقي"، إن إيران تشكل عنصر تقارب ولقاء بين المصالح السعودية والإسرائيلية، وأوضح أن البلدين ينتابهما خوفا شديدا من تزايد النفوذ والهيمنة الإيرانية في المنطقة، خصوصا في سوريا واليمن ولبنان، كما يجمعهما هدف مشترك، وهو وقف هذا التمدد الإيراني.


وأوضح جوزنسكي، المسؤول السابق عن الملف النووي الإيراني بمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامينى نتنياهو، أن الرياض وطهران يشتركان أيضا في غضبهما من السياسات الأمريكية مع طهران، لأن الولايات المتحدة ترفض حتى اليوم تفعيل سياسة القوة ضد الجانب الإيراني في العراق أو سوريا، إضافة إلى ما يلحظه الجانبان من تراجع الاهتمام الأمريكي بقضايا المنطقة، ما يشكل تهديدا مباشرا لمصالح كلتا الدولتين.


النووي والبحر الأحمر


وأردف المحلل الإسرائيلي بموقع "والا"، الدكتور إيهود عيلام، أن الدور الإيراني في اليمن، والعملية العسكرية التي تقودها السعودية للقضاء على هذا النفوذ المتمثل في الذراع الحوثي، خلق أيضا لقاء في المصالح بين السعودية وإسرائيل، تتمثل في رغبة البلدين في الحفاظ على البحر الأحمر مفتوحا أمام حركة الملاحة، والقضاء على التواجد الإيراني بالقرب من المدخل الجنوبي عند مضيق باب المندب.



وذهب المحلل بموقع "نيوز وان" الإسرائيلي، عامي دور أون، إلى أن النووي الإيراني يمكن أن يحدث نوعا من التعاون العربي - الإسرائيلي في مواجهة إيران، ليس بالضرورة أن يكون بشكل علني ومعروف للجميع، لكنه تعاون تقتضيه البراجماتية السياسية ومصالح الأنظمة الحاكمة.


وذهب المحلل الإسرائيلي إلى إمكانية وضع اتفاق إطار يتيح للجانب العربي استخدام النووي الإسرائيلي في مواجهة النووي الإيراني كقوة مكافئة.


في السياق ذاته، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، نهاية العام الماضي، إلى أن دول الخليج تجتمع مصالحها مع إسرائيل، فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، وأضافت أنهم يرغبون بشدة في أن تقوم إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، لكنهم غير مستعدين للمشاركة بشكل "عملي" في هذه الضربة، نظرا لخشيتهم من الثمن الذين يمكن أن يدفعوه من جراء المشاركة في ذلك.



أماكن نفوذ مشتركة


وأدى النفوذ الإيراني في لبنان، بحسب صحيفة "معاريف" ودعمها الواضح لـ"حزب الله" الشيعي، إلى إمكانية تلاقي المصالح السعودية والإسرائيلية، في سوريا أيضا، خصوصا أنه يشكل قوة كبيرة تحول دون سقوط الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي يعتبر هدفا لكل من السعودية وإسرائيل، مع اختلاف مطالب السقوط والبدائل بالنسبة لكلا البلدين، كما أنه يشكل أيضا صداعا بالنسبة لإسرائيل في لبنان، كذلك بالنسبة للجانب السعودي، خصوصا في مواجهة قوى مدعومة سعوديا، مثل المؤسسة الدينية الرسمية هناك، والجيش اللبناني ومعسكر الحريري.