التوقيت الثلاثاء، 16 أبريل 2024
التوقيت 08:27 م , بتوقيت القاهرة

باحث فرنسي: العلمانية ليست حلا للإرهاب الديني

علق الباحث الفرنسي والمختص في شؤون الجماعات الإسلامية، أوليفييه روي على الأحداث الإرهابية التي يشهدها العالم في الوقت الحالي، بالقول إن "العلمانية ليست ردا على الإرهاب في فرنسا وغيرها من الدول".


وأشار الباحث في حوار له مع صحيفة "ليزيكو" الفرنسية أن هناك فرقا بين الجهادي والمسلم المتأصل، مشيرا إلى أن الأول ينبغي التعامل معه من خلال استخبارات جيدة، أما الثاني فإنه يرى في الثقافة الفرنسية "علمانية متسلطة" لذا فإنه ينبغي إعادة رسم الثقافة وفتح النقاش داخل الفصول الدراسية.


ويشير روي إلى أن الاعتداءات الأخيرة ليست دليلا أن الجهاديين أصبحوا خطرا حديثا "فإنهم موجودون بالفعل منذ سنوات عديدة، صحيح أنهم تصدروا الساحة الغعلامية منذ 11 سبتمبر، إلا أنهم كانوا موجودين في كل مكان خلال تسعينات القرن الماضي".


وتابع روي "إننا أمام تغير نوعي فقط فيما يخص الجهاديين بظهور تنظيم داعش الذي أصبح يسيطر على أراضي ويشكل قوات ذات عوامل جذب واضحة، على عكس تنظيم القاعدة، فقد كان يركز بن لادن على ضرب العالم أجمع دون أن يسعى للسيطرة على دولة، كما أنه لم يتمكن من جذب سوى طالبان، أما داعش فيمكنه إدراج آلاف المتطوعين من بلادنا إلى صفوفه".


- هل يمكن داعش إقامة دولة إسلامية حديثة؟



وردا على سؤال الصحيفة، هل دعش في طريقه لإنجاح تأسيس دولة إسلامية، أجاب روي "نعم ولا، فهو يمتلك بعض مزايا الدولة من نظام ضريبي وقضائي وإداري وجيش وأرض، لكن لا نعرف على وجه الدقة هل هذا يعمل بشكل جيد، بعض المصادر تؤكد أن داعش في الرقة يضمن التوزيع العادل للخبز والمساكن ويدير المستشفيات، لكن آخرون يقولون إن هذه الأشياء لا تتوفر سوى لمقاتلي التنظيم وأسرهم، وأن الكهرباء غير متاحة إلا ساعتين في اليوم".


وأضاف "يأتي هذا إلى جانب أن الحدود ليست أمرا هاما للتنظيم، حيث إنه ينتهج مشروع توسع غير محدود، بل على الحد الأدني يسعى لإعادة إقامة مجتمع من العابدين من المغرب وحتى الهند، كما كان وضع الإسلام في القرون الأولى، لذا فإن وجوده سوف يتأزم وربما يتهدد حال توقف عن التوسع".


وعلى صعيد آخر، أكد روي أن الشرق الأوسط في بداية حرب الثلاثين عاما التي وقعت من قبل بين الكاثوليك والبروتستانت، والتي أغرقت أوروبا بداية القرن السابع عشر، مشيرا إلى أن الإسلام أصبح محور التقاء ثلاث أزمات كبرى، أولها ولدت من ظاهرة الهجرة الشاسعة إلى الغرب، والثانية من تشكيل الدول الصناعي عقب سقوط الأمبراطورية العثمانية عقب الحرب العالمية الأولى، وأخيرا المنافسة الشرسة بين السعودية والعرب السنة وبين إيران الفاسية والشيعة.


- داعش أوجد هوية أيدولوجية ومشروع سياسي لآلاف التائهين حول العالم



ولفت الباحث إلى أن ظهور تنظيم داعش أعطى هوية جديدة للإرهابيين في فرنسا وحول العالم "فبعد أن كان هؤلاء الإرهابيين دون مشروع سياسي أو بناء أيدولوجي، أصبح هناك تنظيم يشكل قائدا سياسي لهم ويعطيهم التغطية اللازمة لأيدولوجيتهم، مشيرا إلى أن هذا يتضح من على صفحات الفيسبوك، فقد أصبح أي جهادي في فرنسا لديه حلم الانضمام إلى التنظيم والتنسيق مع مواطنين آخرين في أوروبا للانتقال إلى سوريا، هؤلاء المواطنون يجمعهم شكل من التهميش النفسي جعلهم في قطيعة مع المجتمع، وهذه المشكلة لا تقتصر فقط على الأزمة المادية، وتبدأ مسيرتهم عادة بإعاداة اكتشاف الإسلام، سواء على الانترنت أو في السجون من خلال السلفيين".


- هناك فرق بين الجهادي والمتطرف الديني


واستطرد روي "العلمانية ليست ردا على الإرهاب، الكثير من الناس يرون أن التطرف الجهادي هو نتاج التطرف الديني، لكن الأمر ليس كذلك، فليس لأنك أرسوذكس أنت عنيف، كذلك يوجد سلفيون هادئون، لذا، فإنه ينبغي مقاومة الإرهاب من خلال الاستخبارات الجيدة، ورفع أدوات جهاز الإدارة العامة للأمن الداخلي، أما التأصل الديني فلا يمكن الدولة أن تقوم بحظره".