التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 02:52 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| النازية ودعايتها.. حرب تحويل الجنة إلى جحيم

بعد يومين، تحل الذكرى السبعون لانتحار الزعيم النازي أدولف هتلر، الذي ساق ألمانيا إلى الحرب العالمية الثانية، وأفضى بها إلى هزيمة مروعة في 30 أبريل/نيسان من العام 1945، ليبقى اسمه محفورا في كتب التاريخ.


كان هتلر يتمتع بشعبية جارفة، رغم رفضه للآخر ودكتاتوريته، ونال الحزب النازي قوة كبرى لم تكن لتأتي لولا الدعاية التي عرفت باسم "الهتلرية" أو "الجوبلزية"، نسبة إلى وزير الدعاية النازي الشهير جوزيف جوبلز.


فقد ابتدعت النازية عدة أساليب دعائية جديدة في الفترة التي ظهرت بها، حيث استخدم جوبلز الملصقات الدعائية والأفلام الوثائقية من أجل المزيد من السيطرة على عقليات الشعب الألماني الذي أصبح يرى في النازية مخلصا.



قول مأثور


يقول هتلر عن الدعاية: "بالاستخدام المستمر للدعاية الماهرة باستطاعتك أن تصور للجمهور الجنة كما الجحيم، أو الحياة البائسة للغاية وكأنها الجنة"، ولأن الصحافة وقت النازية كانت بوقا للترويج لأفكار الحزب العنصري، قال وزير الدعاية جوزيف جوبلز: "يمكن اعتبار الصحافة لوحة مفاتيح كبيرة تقوم الحكومات بالضغط على أزرارها".


ولكل من هتلر وجوبلز أقوال عدة عن الدعاية، إن دلت على شيء فإنما تدل على أهمية الدعاية النازية في جمع الألمان خلف الحزب العنصري الأول، الذي قام على أساس هو تمييز "الجنس الآري" على شعوب الأرض.



ظروف صعود النازية


استبد اليأس بالشعب الألماني، خصوصا مع دخول البلاد في أزمة اقتصادية كبرى على إثرها بدأ هتلر دعايته على أنه المخلص الوحيد للشعب الألماني من الفوضى واليأس.


وكانت ألمانيا قبيل عشرينيات القرن العشرين تمر بأحوال معيشية سيئة، جراء وقوع الحرب العالمية الأولى، بينما كان اقتصادها يعاني من شدة التضخم وبعد هزيمتها في الحرب تضاعفت الأزمة لما فرضته الدول الكبرى المنتصرة من تعويضات على ألمانيا الخاسرة مما دفع اقتصادها نحو الهاوية بنهاية 1923.


وكانت الاحتجاجات والإضرابات قد اجتاحت ألمانيا منذ عام 1918، بسبب الفقر وسوء المعيشة فيما وصفها الشيوعيون فيما بعد بـ "حرب الطبقات".


أساليب دعائية جديدة


مع اقتراب الانتخابات التشريعية الألمانية، ابتكر جوزيف جوبلز حيلة دعائية جديدة لتصوير هتلر كأنه المنقذ الوحيد لألمانياـ عبر طائرة تجارية كبيرة يجول من خلالها هتلر على 100 قرية ألمانية لمعرفة شعبيته، وهو ما ورد في كتاب "كفاحي" الذي يروي قصة حياة زعيم النازية.



ابتدع جوبلز جملة شهيرة هي "القائد فوق ألمانيا"، ليصور للشعب الألماني أن هتلر هو الوحيد القادر على تخليص الشعب الألماني من معاناته الاقتصادية، وهي العبارة التي ذكرتها مؤلفات قصة حياة زعيمي النازية هتلر وجوبلز.


في الوقت ذاته التقطت صور لهتلر داخل الطائرة وهو يرى ألمانيا من السماء، لتعرض هذه الأفلام فيما بعد في جميع أنحاء ألمانيا.


وبعد وصول هتلر لمنصب مستشار ألمانيا، نظم جوبلز مسيرة بالمشاعل للميليشيات العسكرية النازية ليلا في برلين وبعض المدن الألمانية الكبرى وصولا إلى مقر المستشارية، وقال وقتها إن أعداد هؤلاء فاقت المليون إلا أن البعض قدر تلك الأعداد بما لا يزيد عن 15 ألف شخص.


ليني رفينشتال


كانت ليني رفينشتال مخرجة ألمانية جميلة، وأسهمت في الدعاية للنظام النازي عبر عدة أفلام وثائقية عن هتلر، أولها فيلم "انتصار الإيمان"، عام 1933، والذي يحكي عن وصول النازيين للسلطة، وقوة الجنس الآري وأهميته، أعقبته بفيلم آخر من تأليفها وتصويرها وإخراجها عام 1934 بعنوان انتصار الإرادة.


 



 



واستكملت رفينشتال ثلاثيتها بفيلم "يوم الحرية: قواتنا المسلحة" عام 1935، والذي يروي انتصارات الجيش الألماني، وعرض في "يوم الجيش" في ديسمبر/كانون الأول من العام 1935.



أما الفيلم الذي أخرجته رفينشتال بشكل منفصل هو فيلم "أوليمبيا"، والذي تحدث عن الأوليمبياد التي استضافتها ألمانيا إبان الحكم النازي عام 1936 إذ أنتجته عام 1938.