لم يكن يعلم الزعيم النازي والقائد الذي أصيب بجنون العظمة أدولف هتلر، أن يوم الثاني من أغسطس عام 1934 سيكون بداية دخوله التاريخ من أوسع أبوابه، فهو يوم توليه قيادة ألمانيا بعد وفاة الرئيس الذي يوصف بـ "الديمقراطي"، بول فون هيندينبيرج، عن عمر ناهز 86 عامًا. 

مر أكثر من 80 عامًا على تولي هتلر زمام أمور ألمانيا التي قادها في الحرب العالمية الثانية، والتي فقد العالم خلالها أكثر من 50 مليون شخص.

أدولف هتلر، المعروف أيضا باسم فوهرر الرايخ الثالث، هو زعيم ألمانيا النازية في الفترة من 1933 حتى انتحاره عام 1945، ويعد المسؤول في الأساس عن اندلاع الحرب العالمية الثانية.

ولد هتلر يوم 20 أبريل 1889 في برونو بالنمسا، وكان يحلم بأن يصبح فنانًا في يوم ما، لذلك التحق في عام 1907 بمدرسة الرسم في أكاديمية فيينا للفنون، ولكنه لم ينجح في اختبار الموهبة. في هذا الوقت، بدأ أدولف قراءة الأبحاث الفلسفية والاجتماعية ولكنها لم تؤثر في حياته العملية. 

وفي عام 1909، بعد وفاة والدته، انتهت حياة هتلر السعيدة وأصبح ينام في الشارع أحيانا. وبعد مرور بعض الوقت، استقر الرايخ الثالث في مؤسسة خيرية تدعى مينيرخايم، وكان وقتها عاملا فاشلا، فشغل نفسه بممارسة فن الرسم.

انتقل هتلر إلى ألمانيا في مايو 1913 لكي يتجنب الخدمة العسكرية في الجيش النمساوي، لكن اندلاع الحرب العالمية الأولى أدى إلى استدعائه للخدمة في الجيش الألماني.

في 9 نوفمبر 1923 حاول هتلر الانقلاب على الحكومة، ولكنه فشل وحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات، استغلها لصياغة أفكاره عن ألمانيا الجديدة، التي نشرها في كتابه الشهير "كفاحي". وبعد أن أطلق سراحه، استمر في طريقه حتى وصل إلى السلطة في نهاية المطاف.

بحلول عام 1933 تم تعيين هتلر مستشارًا للبلاد، حيث أقر نظاما تحكمه نزعة شمولية وديكتاتورية وفاشية، وانتهج سياسة خارجية لها هدف معلن وهو السيطرة على مناطق معينة لتأمين الوجود لألمانيا النازية، وضمان رخائها الاقتصادي وعمل على توجيه موارد الدولة نحو تحقيق هذا الهدف.

وتحقيقا لهذا الهدف أقدم هتلر على غزو بولندا عام 1939، ما أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية، وخلال 3 سنوات احتلت ألمانيا ودول المحور معظم قارة أوروبا عدا بريطانيا، وأجزاء كبيرة من إفريقيا ودول شرق وجنوب شرق آسيا والدول المطلة على المحيط الهادئ، إضافة إلى ثلث مساحة الاتحاد السوفييتي من الغرب حتى مدينة ستالينجراد. 

ومع ذلك نجحت جيوش الحلفاء عام 1945 في اجتياح ألمانيا من جميع جوانبها، حتى سقطت برلين نفسها. ما دفع هتلر إلى الهروب تحت الأرض.

كان هتلر يتمتع بكاريزما خاصة لم تعرقلها شخصيته الجادة التي تتسم بالعصبية والعنف، عن جذب الجنس اللطيف إليه، فكان له الكثير من العشيقات أشهرهن إيفا براون التي عرفت على أنها حب عمره، وتزوجها في الأيام الأخيرة من الحرب. 

قبل معرفته بإيفا، ارتبط هتلر لمدة 9 سنوات بجيلي راوبال ابنة أخته غير الشقيقة (من الأب)، ولكنها وجدت مصابة برصاصة في صدرها وهي في شقتها بميونيخ. بعدها بدأت علاقته بإيفا براون التي حاولت الانتحار مرتين خلال 8 سنوات قضتها مع هتلر. وكانت إيفا هي الوحيدة التي قرر هتلر الزواج بها، لينتحرا معا بعد 40 ساعة زواجا، وتنتهي أسطورة الزعيم النازي.