التوقيت الأربعاء، 08 مايو 2024
التوقيت 06:24 م , بتوقيت القاهرة

عمر سمرة.. مصري عانى في ويمبلدون وتألق على قمة إفرست

في عام 1978، ولد عمر سمرة بمدينة "ويمبلدون" البريطانية الشهيرة باستضافتها إحدى بطولات الجراند سلام للتنس، ما جعل والديه يحلمان بأن يصبح بطلا مثل "بوريس بيكر"، ولكنه لم يبرع في التنس وقت طفولته، التي خيم عليها معاناته من الربو في عمر الحادية عشر، وعملا بنصائح الطبيب، بدأ عمر في "الجري"، ما ساهم في تحسين حالته ثم شفائه، خلال شهرين من مواظبته على الركض بشكل منتظم.

متعة التسلق

في عمر السادسة عشر، شارك سمرة في معسكر شبابي بسويسرا، وكانت أول تجربة له مع تسلق الجبال، شعر فيها بالراحة وانبهر بجمال الطبيعة ومنظر الثلوج الرائع. وعلى قمة الجبل وجد أن المتسلقين قد سجلوا أسماءهم، فشعر بالفخر كونه أول مصري يتسلق ذلك الجبل، قبل أن يكتب اسمه ويضع علم مصر على القمة ويرسم صورة رمزية للأهرامات.

حلم إفرست

عندما أسره سحر تسلق الجبال، قرر أن يصعد أعلى قمة جبلية في العالم "إفرست"، ولكن العقبة الأولى كانت ما علمه من تحديات وتحضيرات طويلة تتطلب سنوات لتحقيق ذلك الحلم.

ولكن حركة الحياة وانشغال عمر سمرة بوظيفته الأولى "في مجموعة بنكية عملاقة"، أبعده قليلا عن حلمه، قبل أن يعود إليه شغف المغامرات بعد أن خاض غمار جولة "بالدراجة" في أوروبا استمرت لأسبوعين، ما ذكره بحلمه القديم في استكشاف العالم.

لا تدع الوظيفة تقتل حلمك

لكي يتفرغ عمر لتحقيق حلمه، قرر ترك وظيفته رغم ما توفر له من دخل جيد، وحياة في "هونج كونج"، مليئة بأسباب الراحة ورغد العيش، ولكن روتينية وخالية من المغامرات التي قرر عمر أن تكون محور حياته، فاتخذ قراره الصعب، وترك كل شيء ليبدأ رحلاته الاستكشافية، وامتدت أول رحلة لمدة تزيد عن سنة تسلق فيها العديد من الجبال، وبدأ في الاقتراب من حلم صعود إفرست.

إفرست ولا الـ MBA؟

عاد عمر للعمل، وشعر بالرغبة في تغير تخصصه الوظيفي، لذلك التحق بأحد أشهر مدارس الإدارة في العالم، "كلية لندن للأعمال"، ولكن مساره تغير تماما مرة أخرى عندما علم بتخطيط مجموعة من الأصدقاء لصعود جبل إفرست، فتغيرت أولوياته وانضم لهم في تدريبات استمرت لعامين، بشكل شبه يومي، لمدة ثلاث ساعات يوميا.

التحضيرات والتدريبات الطويلة، لم يكن إلا أن يتوجها النجاح في تسلق "إفرست" عام 2007، لكي يتحقق حلم حياة عمر سمرة، الذي تستمر حتى اليوم مغامراته، ورسالته التي يحرص على نشرها، بأن المستحيل غير موجود في هذه الحياة.

وربما قد يتفاجأ من يتابع قصة حياة عمر سمرة، أنه لم يكن حتى عام 2009 أن قرر التخلي تماما عن العمل في مجال البنوك، ويقرر تأسيس شركته الخاصة، التي تهدف بالطبع لتقديم رحلات مليئة بالمغامرات لهولاء الذين يبحثون عن اكتشاف العالم، من رقص التانجو في الأرجنتين، للتزلج على الجليد في فرنسا، وحتى صعود قمم الجبال في إفريقيا.

أصعب لحظات الحياة

لم يعتد الحديث عن عواطفه، ولكن مؤخرا، وعند السؤال عن أصعب المواقف التي واجهها في الحياة حكى عمر عن جانب مغاير تماما من شخصيته، حيث مثلت وفاة زوجته "مروة"، قبل عامين، أصعب لحظات حياته، لخسارته حبيبته المخلصة والمؤازرة له دوما، والتي كانت زوجة وأم مثالية.

وفي درس جديد في الإيجابية، قرر عمر أن الموت لن يبعد بينه وبين زوجته التي لن ينساها، حيث قرر أن يستمر في تحقيق مزيد من النجاحات، لكي يجعلها أكثر فخرا بزوجها وحبيبها، الذي سيكون أول مصري يذهب للفضاء في عام 2016.