التوقيت الأحد، 05 مايو 2024
التوقيت 07:03 م , بتوقيت القاهرة

أعمال فاتت حسين كمال "موسيقار الإخراج"

من يشاهد فيلم "أبي فوق الشجرة" لعبدالحليم حافظ، سيعلم أن وراءه عبقريا، استطاع أن يخرج أغانيه، بأسلوب الـ"فيديو كليب" في مصر عام 1969، أي قبل ظهور هذا النمط من إخراج الأغاني بـ20 عاما تقريبا.


إنه المخرج حسين كمال، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 24 مارس 2003.. ويرى النقاد أن حسين كمال له مرحلتان في حياته، الأولى أخرج فيها "البوسطجي، شيء من الخوف، المستحيل"، ويرونه فيها جادا يريد أن يوصل رسالة ما إلى المجتمع، وبعد إخراجه "أبي فوق الشجرة" صار مخرجا تجاريا، يقدم فنا لا هدف له إلا الربح.


بغض النظر عن اقتناعي بهذا الكلام أو عدمه، فإني أرى أن حسين كمال أحدث ثورة في استخدام الأغنية أو الموسيقى بوجه عام في العمل الدرامي، فمن "شئ من الخوف" ومجتمعه الريفي، إلى "أبي فوق الشجرة" بمجتمعه الشبابي، إلى  "مولد يادنيا" وعالم الغجر، إلى "مسرحية "ريا وسكينة" وعالم الإجرام، تجد الأغنية باستعراضاتها، منسوجة داخل العمل الفني، لتضيف إليه قيمة، ناهيك عن مهاراته في استخدام الأدوات البصرية -ديكورات وإضاءة وخلافه- المتاحة لإخراجها، ويتضح ذلك جليا في أغنية "يا خلي القلب" في "أبي فوق الشجرة"، التي فاق إنتاجها وحدها أكثر من 100 ألف جنيه، وهو رقم فلكي سنة 1969.



حسين كمال لم يخرج أعمالا تاريخية، رغم أن اليوم الذي ولد فيه يعج بالأحداث الهامة، التي تناولت السينما بعضها.


لو تناول حسين كمال شخصية هارون الرشيد، الخليفة العباسي، الذي توفي في مثل هذا اليوم من عام 809، فلم تكن تفوته مجالس الشعر التي كان بطلها دائما الشاعر أبوالعتاهية، ولا الأغاني التي كان يشدو بها ذرياب، ناهيك طبعا عن مشاهد خروج الجيش للحروب، ولا خروج هارون للحج، وهو الذي كان يحج عاما ويغزو عاما. ولم يكن حسين كمال ليهمل لقاءات هارون الرشيد مع العلماء،وخاصة جابر بن حيان، الذي أسس وتلامذته منهج التجربة في العلوم، بدعم سخي من الرشيد.


هذه الأغنية من مسلسل هارون الرشيد، لنور الشريف، يجسد فيها محمود علي سليمان، المطرب ذرياب، وهو يغني أمام هارون الرشيد.  



شخصية تيمور لنك، شاه المغول الذي دخل دمشق في مثل هذا اليوم 24 مارس من عام1401، بها من الدراما والأحداث ما يجعلها جديرة بالاهتمام من حسين كمال؛ فالرجل المسلم "شيعي" غزا أغلب قارة أسيا تقريبا، حتى أنه ضرب الدولة العثمانية نفسها، وأسر سلطانها، بايزيد الأول، كما أن مشهد وفاته كان دراميا بامتياز؛ فبينما كان تيمورلنك في طريقه لغزو الصين، أحس ببروده شديدة، فطلب من طبيبه أن يصنع له مشروبا مقطرا من الخمر، كي يساعده على تحمل الصقيع، لكنه مات حين تناوله، للتركيز العالي للمشروب، الذي أتلف كبده.



في مثل هذا اليوم من عام 2005، وضع مشبوهون متطرفون صليبا على باب الصخرة في المسجد الأقصى، وسكبوا الخمر الأحمر أمامه، وأدوا شعائرا معادية تماما للإسلام، وهذه المنطقة من الدراما، غاب عنها حسين كمال، رغم أن إمكانياته كانت تؤهله للقيام بها.


الفنانة نادية الجندي، المولودة في مثل هذا اليوم 24 مارس من عام 1938، لم تمثل مع حسين كمال، رغم أن عددا من الأفلام التجارية التي أخرجها كانت تناسبها، مثل "حارة برجوان"، الذي قامت ببطولته نبيلة عبيد، و"أبي فوق الشجرة"، الذي قامت ببطولته نادية لطفي… وأدت نادية الجندي كثيرا أدوار بنت البلد بنت الحارة، كما في "وكالة البلح"، كما أدت دور الراقصة في فيلم "خمسة باب"، وهما شخصيتان تشبهان، ما أدته نبيلة عبيد في "حارة برجوان" ونادية لطفي في "أبي فوق الشجرة".