التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 02:17 ص , بتوقيت القاهرة

بين حرب وحرب.. أحمد رمزي وهتلر

تتعدد أغراض وأهداف الحروب، لكن في النهاية تسيل الدماء، وتزهق الأرواح، وتفقد الحياة. القادة دائما يرون أنفسهم على صواب، ومن الجنود من يصدقونهم فيذهبون معهم، ومنهم من لايصدق لكنهم مضطرون للخروج مع قادتهم، ومنهم من يقتنع  لكنه لا يقوى على الحرب، ومع ذلك يزج به أيضا إلى المعركة، وقد يحسب بطلا أو شهيدا.


الدين، هو المحرك الأول عبر التاريخ للحروب. في البداية يضطهد الداعي أو المبشر بالدين، وقد تسيل دماؤه ودماء أنصاره، وبعد أن ينتصر دينه، يتحول إلى دولة، ثم تشن تلك الدولة الحروب على غيرها لفرض دينها، وداخل الدين الواحد، قد تولد صراعات مذهبية ينشأ عنها حروب أشد فتكا من التي تنشأ مع أصحاب ديانات أخرى... يموت أناس وينجوا آخرون، والمجد دائما للقادة.


من أشهر الحروب الدينية، تلك التي كانت بين نبي الإسلام وقومه، وفي مثل هذا اليوم من عام 625، وقعت معركة "أحد"، بين المسلمين و"قريش"، والتي كانت ردا على معركة "بدر"، التي انتصر فيها المسلمون الذين هاجروا إلى يثرب، أما في "أحد" فقد هزموا، وجرح نبيهم، وقتل عمه الحمزة بن عبدالمطلب، ومثلت هند بنت عتبة بجثته وأكلت من كبده.


الحرب العالمية الأولى، أودت بحياة  أكثر  من 9 ملايين إنسان، والسبب هو مقتل ولي عهد مملكة النمسا والمجر على يد صربي، فغزت النمسا صربيا، ما اضطر روسيا للتدخل دفاعا عن صربيا، وتطور الأمر حتى توسعت الحرب، وضمت ما يعرف بدول المحور أو المركز، وهي ألمانيا والنمسا ومعهما الدولة العثمانية، الطامعة في استرداد إرثها الذي استولت عليها دول الحلفاء "روسيا وفرنسا وإنجلترا"...  وفي مثل هذا اليوم 23 مارس من عام 1918، أطلقت ألمانيا أولى القذائف باتجاه باريس للمرة الأولى، بواسطة "مدفع برتا".




الحرب العالمية الأولى، وإن كان الظاهر منها أنها كانت من أجل ولي عهد النمسا، لكن هدفها الأساسي، هو الصراع بين دول استعمارية، تتصارع على السيطرة على أكبر قدر من الأراضي، ومصر من الدول التي عانت من هذا الاستعمار، حتى انتفض شعبها ضد بريطانيا سنة 1919، وفي مثل هذا اليوم من نفس العام، كانت الطائرات الانجليزية تقصف مدينتي أسيوط وديروط، لقمع التمرد المصري ضد البريطانيين.


هناك أشخاص وجودهم في حد ذاته يخلق الحروب، ومن هؤلاء أدولف هتلر، الذي تسبب في مقتل أكثر من 60 مليون إنسان، خلال الحرب العالمية الثانية، أي ما يعادل 2.5% من تعداد سكان العالم وقتها. وكان العامل الرئيسي في قيام هذه الحرب، هو أدولف هتلر بما يحمله من عقيدة نازية ترغب في السيطرة على العالم... وفي مثل هذا اليوم من عام 1933، مُنح هتلر سلطات مطلقة، جعلته قادر على اتخاذ أي قرار دون الرجوع للبرلمان أو غيره.
الحروب بمعناها الماضي هي القتل وفقدان الحياة، لكن حينما يعلن الإنسان الحرب على سلبيات قد تخصه أو تخص مجتمعه، بهدف الارتقاء بنفسه أو بالمجتمع فهذه هي الحرب المحمودة.



المهندس المعماري حسن فتحي، المولود في مثل هذا اليوم من عام 1900، كان من المحاربين لنظم البناء الحديثة، التي تفتقد للشكل الجمالي، وتخلق إنسانا غير متصالح مع الطبيعة، وقد صمم فتحي عددا من المشروعات، أهمها قرية القرنة التي أسسها بالأقصر، بمواد من طبيعة المجتمع الريفي، وبطراز مملوكي عثماني.



ممثلو السينما في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، أصحاب "نهارك سعيد" و"أنشنتيه مدام"، مرتدي البدل الكاملة، ذات القمصان المكوية والأزرار المغلقة، وروابط العنق، ثار عليهم الفنان أحمد رمزي، المولود في مثل هذا اليوم من عام 1930، وحارب كل تقاليدهم القديمة، وبدأ يتحدث بلغة الشارع المتمردة، مرددا ألفاظا مثل "فتك"، غير مبال بأسلوب الملبس القديم، ليجعل من القمصان المفتوحة الأزرار، المشمورة الأكمام، موضة بين شباب الخمسينيات.



حارس مرمى الأهلي الشهير، عادل هيكل، المولود في مثل هذا اليوم من عام 1934، حارب الإحباط الذي واجهه في بداية لعبه مع النادي الأكبر في مصر... بدايته مع الأهلي كانت صعبة أمام فريق الترسانة، حين اقترح مختار التيتش وهو أبرز نجوم النادي الأهلي وقتها، أن يشارك هيكل لأول مرة مع الفريق الأول، ولسوء حظه خسر الأهلي بنتيجة 6-2 ، وفكر هيكل في عدم العودة لكرة القدم مرة أخرى،  واعتبر نفسه مسؤولا عن هذه النتيجة، ولكن التتش قال له " ستكون حارسا عظيما"، وبالفعل تقدم مستوى عادل هيكل بعد أن حارب إحباطه، لدرجة أنه أصبح حارس منتخب مصر الأول، وجاءت له عروض الاحتراف من أوروبا، و عرض عليه نادي بنفيكا الذي كان بطل أوروبا وقتها اللعب في صفوفه، فرفض هيكل 50 ألف دولار من النادي البرتغالي، مفضلا البقاء في الأهلي.