استغرق تطور الجنس البشري بلايين السنين من عمليات الانتقاء الطبيعي والجنسي، لكن بالنسبة لأنواع أخرى من الكائنات، قد لا يستغرق الأمر إلا بضع ساعات، بحسب نتائج دراسة حديثة أجراها فريق بحثي من جامعة "ريدنج" البريطانية، بقيادة عالمة التطور "تيفاني تايلور".

لاستخلاص تلك النتائج عكف الفريق على إزالة الجين الذي يتحكم في نمو "أسواط" أحد أنواع البكتيريا التي تعيش في التربة، والمعروفة بـ"Pseudomonas fluorescens"، وتعتبر الأسواط الصغيرة لتلك البكتيريا بمثابة الأقدام بالنسبة إلينا، ومع إزالتها تصبح البكتيريا شبه عاجزة عن الحركة والبحث عن غذائها، وبعد 96 ساعة من إعادة البكتيريا إلى بيئة قليلة الغذاء، فوجئ الفريق البحثي بأن البكتيريا قد أعادت بناء أقدامها الصغيرة أو الأسواط.

ويعلل الفريق البحثي هذا التحول السريع، بحدوث طفرتين متتاليتين لدى البكتيريا العاجزة، منحتها القدرة على إعادة بناء أسواطها، وفور ظهور تلك الطفرات، قامت عمليات الانتقاء الطبيعي باصطفائها فورا، لأنها تمنح تفوقا واضحا لممتلكيها في بيئة قليلة الغذاء، بينما تنقرض باقي البكتيريا سيئة الحظ التي تحظى بالقدرة على إعادة بناء أسواطها، وقد نشرت نتائج الدراسة مؤخرا في دورية "ساينس" الأمريكية.