التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 09:48 ص , بتوقيت القاهرة

التوريث على الطريقة الأمريكية

<p style="text-align: justify;">فى عام 1992 تنافس في  انتخابات الرئاسة الأمريكية مرشحان أحدهما ينتمي لعائلة بوش (جورج بوش الأب) والآخر ينتمي لعائلة كلينتون (بيل كلينتون).</p><p style="text-align: justify;">العام المُقبل 2016، سوف تجرى انتخابات جديدة للرئاسة الأمريكية، ولكن القديم فيها أن المرشحين الأقوى للتنافس للوصول للبيت الأبيض ينتميان أيضا إلى عائلتي بوش وكلينتون. هذه المرة هيلاري كلينتون (زوجة الرئيس السابق بيل كلينتون) وجيب بوش (ابن الرئيس السابق جورج بوش الأب، وأخو الرئيس السابق جورج بوش الابن).</p><p style="text-align: justify;"><span style="color:#FF0000;">ما الذي يجعل لهاتين العائلتين هذا النفوذ السياسي الممتد؟ وكيف يتقبل المجتمع الأمريكي هذه الظاهرة؟</span><br />قبل أن نُجيب عن هذا السؤال لا بد أن نعرف أن الأمر لا يقتصر فقط على عائلتي بوش وكلينتون، بل هناك عائلات أخرى لعب أبناؤها دورًا كبيرًا في الحياة العامة بالولايات المتحدة. ومنها مثلا:<br /><span style="color:#FF0000;">عائلة كيندي</span>: التي كان منها رئيس، وثلاثة أعضاء بمجلس الشيوخ، وأربعة أعضاء بمجلس النواب، وعضو بالحكومة.<br /><span style="color:#FF0000;">عائلة روزفلت</span>: وكان منها رئيسان (تيودور وفرانكلين)، ونائب للرئيس، واثنان من حكام الولايات، وأربعة أعضاء بمجلس النواب.<br /><span style="color:#FF0000;">عائلة روكفلر</span>: وكان منها نائب للرئيس، وثلاثة حكام للولايات، وعضوان بمجلس الشيوخ، وعضوان بمجلس النواب.</p><p style="text-align: justify;">هناك أمثلة أخرى كثيرة لهذه العائلات، وأوضحت دراسة علمية نُشِرت عام 2009، أن 10 % من أعضاء الكونجرس الأمريكي كان لهم أقارب فازوا بمقاعد في الكونجرس في سنوات سابقة. </p><p style="text-align: justify;">نعود للسؤال ما هو سر قوة هذه العائلات، وكيف يقبل المجتمع الأمريكي، الذي يتبنى مشروع الحداثة وينبُذ الطبقية، هذا الدور للعائلات في الحياة السياسية؟<br />أحد أسباب قوة مرشح العائلة يرجع إلى شيوع اسم العائلة أو ما يعرف ب Name  Recognition الذي يعطي ميزة سهولة التعرف على المرشح الذي ينتمي لعائلة مقارنة بباقي المرشحين انطلاقا من فكرة "اللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفوش". </p><p style="text-align: justify;">ويُشبه البعض ذلك بإقبال الأمريكيين على السلع المشهورة مثل مشروب الكوكاكولا مثلا، والذي نتج عنه مشروبات أخرى من نفس العائلة مثل الكوكاكولا دايت، وزيرو، وسبرايت وغيرها.</p><p style="text-align: justify;">عنصر آخر يتعلق بأن الناخب ينظر لمرشح هذه العائلات بأنه صاحب خبرة أو معرفة خاصة بالعمل العام توارثها من خلال العائلة.</p><p style="text-align: justify;">كما أنه يرث شبكة المؤيدين والمُتبرعين التي ساندت من قبْل مرشحين للعائلة، وإنْ كان في المقابل يرث أيضًا أعداء هؤلاء المرشحين وأي أعباء سياسية ارتبطت بهم.<br /> </p><p style="text-align: justify;"><span style="line-height: 20.7999992370605px; text-align: justify;">ظاهرة الدور السياسي للعائلات لا تقتصر فقط على الولايات المتحدة، وهناك مثلا العديد من العائلات التي لعبت دورا سياسيا هاما في مصر، منها عائلات محيي الدين،  وأباظة، والبدراوي، ومكرم عبيد... وغيرها.</span></p><p style="text-align: justify;">وستشهد الانتخابات البرلمانية المُقبلة ترشح أكثر من شخص من عائلة الرئيس الراحل السادات، وأبناء العديد من العائلات المعروفة في الصعيد والدلتا.</p><p style="text-align: justify;">البعض ينظر لهذا الأمر بشكل سلبي ويعتبره إرثا للماضي يتناقض مع الحداثة، ويجب القضاء عليه.</p><p style="text-align: justify;">المرشحون المنتمون لعائلات كبيرة أو مشهورة يتمتعون بالتأكيد بوضع انتخابي أفضل عند بدء السباق مقارنة بباقى المرشحين، ولكن الأمر لا يرتبط بالحداثة أو الرجعية، فالظاهرة موجودة بالدول المتقدمة والنامية، والناخب في النهاية هو صاحب القرار.</p>