التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 03:56 م , بتوقيت القاهرة

عن الحب وأشياء أخرى

متى كانت آخر مرة حادثت فيها شخصاً تحبه؟، متى كانت آخر مرة التقيت حبيباً؟  ومتى كانت آخر مرة طالعت صوراً تجمعك مع من تحبهم، ولا أقصد هنا مرور الكرام على صور صفحات "الفيسبوك"؟.

متى كانت آخر مرة شاهدت فيها فيلمًا رومانسيًا ؟، أو استمعت لأغنية ترسلك إلى ذكريات تمس القلب حقيقةً لا ادعاءً؟.

متى كانت آخر مرة اخترت ألا تختم يومك ببرامج التوك شو القبيحة ؟ أو نشرات الأخبار التى تعرف مقدماً أنها سوف "تحرق دمك" ؟.

متى كانت آخر مرة اجتمعت فيها مع أفراد العائلة على عشاء لا تنظرون فيه لساعاتكم، لكنكم تُفاجئون بطلوع النهار، فتحتارون أن تناموا جميعاً فى المنزل نفسه بأي طريقةٍ كانت، أو تسرعون للحاق بمنازلكم قبل أن يستوى النهار؟.

ومتى كانت آخر مرة أجريت مكالمة هاتفية لا لغرض، سوى الونس، ولا لسبب سوى الاشتياق ؟.

متى آخر مرة انتظرت الحب دون يأس؟ ، والفرحة دون تشاؤم ؟، والنجاح دون تقاعس؟.

متى كانت آخر مرة فرحت فيها من القلب؟ وضحكت من القلب ؟ وشبعت من حلاوة الطعام ؟ وشربت لأنك عطشان ؟.

متى آخر مرة أحسست؟.

ينزوى العام 2014 كغيره ، تاركاً صخباً يشبه سابقيه، وفرحاً أقل، متى إذن سنفرح ؟ ونمارس الإحساس كشعور إنسانى يحق لنا الاستمتاع به ؟.

ينقضى العام ككل الأعوام الفائتة والقادمة، فمن منا يقف مع نفسه الآن ليعرف إن كان قد نال مراده منها ؟ ، مراده بعيداً عن المال والمصالح ، عن المكسب والخسارة ، عن النجاح المصطنع والفشل ؟.

الحياة أغلى كثيراً من أن نضيعها فى اللا شىئ ، أقصر جداً من ألا نفرح فيها وبها، الحياة تنقضي فى كل الأحوال .. هذه هي المفاجأة!  نعم ستمر فى كل الأحوال .. فهل نعيشها؟.

اهربوا من العبث: الاختيال بالوهم ، النجاحات المزيفة، الأشخاص الذين لا يدعمونكم، الوظائف التى تغتالكم، الأموال التى تستعبدكم.

احبوا ، واملئوا الدنيا صخباً، امتلئوا بالرضا عما عشتموه حين تغادرون، لا تأسوا على ما فاتكم فما من ألمٍ يستمر وما من فرح ، التهموا الفرح بكل شبق ، وفروا من الحزن لا تسمحوا له سوى بأن يطهر قلوبكم لا أن يبقى فيها .

احتفوا بالحياة بحق الله ، فلهذا السبب خُلِقتُم.