التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 02:30 ص , بتوقيت القاهرة

جلال الدين الرومي.. غزل وصوفية ونزاع بين شعبين

كتب- حسام كامل:

يعد العالم الصوفي، جلال الدين الرومي، أحد نوابغ الصوفية في العالم العربي، كما أن له شعبية ليس لدى العرب فقط بل لدى العالم أجمع، فقد كان رجل العام بالولايات المتحدة عام 2007، كما كثرت الأقاويل حول جنسيته التي لا يمكن لأحد أن يحددها، فقد ولد وعاش طفولته بإيران، ثم انتقل منها إلى بغداد واستقر بقونية التركية حتى مات هناك، وبغض النظر عن جنسيته إلا أن له أعمال تخلد بماء من الذهب لدرجة أنها أصبحت قانون لدى البعض من البشر في هذه الأيام.

من هو

مولده
ولد جلال الدين في منطقة بلخ في خراسان وما يعرف حالياً بأفغانستان في 6 ربيع الأول 604 هـ الموافق لـ 30 سبتمبر 1207م. ويعتقد بعض أتباعه أنه ولد في مدينة صغيرة تسمى "واخش" في طاجيكستان الحالية، وانتقل مع أبيه إلى بغداد، في الرابعة من عمره، فترعرع بها في المدرسة المستنصرية حيث نزل أبوه. ولم تطل إقامته، حيث قام أباه برحلة واسعة.

أشعاره
له قصيدة مشهورة تدعى "أنين الناي" ويقول فيها:
اصغ إلى أنين الناي يسرد حكايته، ومن ألم الفراق يبث شكايته
فمنذ أن قطع من الغابة، والرجال والنساء يأتوه ليبكون
أريد صدرا مزقه الفراق، لأبوح له بألم الاشتياق

كما له في ديوان شمس التبريزي عدة أبيات:
إذا كنت تعشق المحبوب وباحثًا عن الحب، خذ خنجرًا حادًّا واقطع به بلعوم الحياء
لتعرف أن الصيت عائق كبير في هذا السبيل، هذا الكلام غير مريح، فخذه بعقل صاف
لتدرك أن ما فعله المجنون، هو جنون بآلاف الأشكال

ومن أشهر أقواله: "من لا يركض إلى فتنة العشق يمشي طريقا لا شيء فيه حي". "إنك قد رأيت الصورة ولكنك غفلت عن المعنى".
"هكذا أود أن أموت في العشق الذي أكنه لك. كقطع سحب تذوب في ضوء الشمس".

النزاع بين إيران وتركيا
منذ وفاة هذا الإمام الجليل في قونية ودفنه هناك، بنى الأتراك مزارا له ونسبوه إليهم، وذلك لأنه مكث في تركيا أغلب عمره كما أنه اشتهر أكثر في تركيا، إلا أنه لم ينس نسبه الفارسي أو لغته مطلقا والدليل على ذلك بيت الشعر الذي قال فيه:
دعوكم من قول التركي والرومي، فأنا محروم من هذا اللقب
فلتدعوني بالفارسي والحديث، فأنا أسعد بهاذين اللقبين

وقال أيضا:
يا ناطق التركية والهندية مثلي أنت غريب مثل ناطقي التركية

كما أنه لم يكتب أي من أعماله بالتركية بل كانت جميع كتابته بالفارسية ثم ترجمت بعد ذلك إلى عديد من اللغات ومنهم التركية.

وبحسب صحيفة "هبر وقتيم" أدلى الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد في يناير/كانون الثاني 2013، بتصريحات فيما معناها شعور المنافسة من جهة، والاختلاف في الإرث التاريخي لمولانا جلال الدين الرومي أو النزاع عليها بين عدة دول من جهة أخرى، إذ قال "إن مولانا المدفون في تركيا لا يخصّ أحدًا، وليس تابعًا لأي دولة، إنما هو ميراث للبشرية جمعاء"، على حد قوله.

وأضاف نجاد خلال كلمة له في قمة "مولانا وشمس" (مولانا جلال الدين الرومي، ورفيق دربه شمس التبريزي) بأن البعض يسأل عن مولانا وأي أرض يتبع، والجواب أن أناسا عظاما مثل مولانا وشمس التبريزي لا يتبعون إلى أرض معينة، إنما هم لكل مكان يعيش فيه الإنسان.

عام الرومي

في عام 2007 أختارت الولايات المتحدة بمشورة من الأتراك، مولانا جلال الدين ليكون شخصية العام في واشنطن كما زينت جامعة سان أنطونيو مقاعدها بمقولات من دواوين جلال الدين الرومي.