التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 09:10 ص , بتوقيت القاهرة

مواقع التواصل وراء مقتل المراهقة "أماندا".. اعرف السبب

لم تكن هناك حالات انتحار موثقة بسبب التحرش على "فيس بوك"، لكن قصة المراهقة الكندية "أماندا ميشيل تود" ابنة الـ15 عاما، كانت البداية، بعدما انتحرت بشنق نفسها يوم 10 أكتوبر 2012، في ثاني محاولاتها، بعد تعرضها لعملية استغلال جنسي بإحدى غرف الدردشة الجماعية والتشهير بها من خلال موقع "فيس بوك".


استطاعت المراهقة الكندية أن تلفت الأنظار بملابسات انتحارها الذي أثار ردود فعل كثيرة، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو محطات الأخبار التي انشغلت على مدى أشهر بمتابعة القصة ونقل كل جوانبها، لتتحول "تود" إلى رمز دولي لما يمكن أن تحدثه مواقع الـ"سوشيال ميديا" من تشهير بالبعض.


 


يوم 7 سبتمبر 2012، نشرت أماندا عبر يوتيوب مقطع فيديو بعنوان (قصتي مع الابتزاز والانتحار وإيذاء النفس) حيث رسمت الخط الزمني للقصة من خلال مجموعة ملاحظات مكتوبة بخط اليد. حقق الفيديو أكثر من 19 مليون مشاهدة، وكان اسم المراهقة ضمن قائمة جوجل ?كثر الكلمات بحثا في عام 2012.



 


 تبدأ الحكاية مع دخول المراهقة غرفة نقاش جماعي، للتعرف علي شخص يقنعها بالتعري أمامه، بعدها تكتشف "تود" أن الشخص المجهول قد استطاع أن يجدها من خلال موقع "فيس بوك"، وبدأ في إرسال رسائل التهديد إليها، فإما أن تنصاع لطلباته الكاملة أو أن ينشر صورها العارية من خلال "فيس بوك".


 


في إحدى الليالي فوجئت "أماندا" بالشرطة الكندية تدق بابها لتخبرها أن لها صور عارية منشورة على موقع التواصل الأشهر. تعرضت أماندا بسبب نشر صورها لمضايقات كثيرة من زملائها المراهقين بالمدرسة، ما جعلها تدمن الكحول والمخدرات، وحاولت الابتعاد عن مسرح الفضيحة بالانتقال إلى بلدة أخرى، لكن قصتها طاردتها أينما ذهبت، ما أشعرها بالاكتئاب، خاصة عندما لم تجد من يسمعها، فانهارت معنوياتها النفسية، ولم يستطع المجتمع حمايتها.


عقب حادث الانتحار انتبهت رئيسة وزراء كندا "كريستي كلارك" لخلو القانون الجنائي من تعريف واضح لجريمة "التحرش الإلكتروني" فتبنت حملة قومية لإصدار القانون، وسعت لتمويل وحدة متخصصة لتقصي الحقائق وراء حادث انتحار "أماندا".



في عام 2014 ألقت شرطة أمستردام القبض علي شخص - تحفظت علي ذكر اسمه - وجهت إليه تهم التحرش والابتزاز ونشر مواد إباحية خاصة با?طفال، كان من ضمن ضحاياه المراهقة الكندية "أماندا ميشيل تود"، حيث كشفت وكالة الأسوشيتد برس نقلا عن ممثل الادعاء الهولندي أن الرجل متهم باستخدام الإنترنت في إغراء فتيات قاصرات ?داء أفعال جنسية أمام الكاميرا ومن ثم الضغط عليهن لاحقا للمشاركة في صنع مواد جديدة.



 


 لم تكن "أماندا تود" المراهقة الوحيدة التي لجأت لمنصة فيديوهات يوتيوب، لتخبر العالم قصتها، بعد أن فشلت في التواصل مع محيطها الاجتماعي، واليوم تتكون جماعات مساعدة عديدة لتقنع المراهقين بالعدول عن فكرة الانتحار، وحثهم على إخبار العالم بقصتهم.




في 11 مارس 2013 نشرت المراهقة "زوي رويال" قصتها الكاملة، في محاولة منها لتوصيل صوتها للعالم الخارجي، وحاز الفيديو علي نسبة مشاهدة عالية، وتلقت زوي العديد من رسائل الدعم والتشجيع، إلى الحد الذي دفعها لتطوير الفكرة وإطلاق موقع إلكتروني يحتوي على نصائح وخطوات للذين يملكون قصة ولديهم استعداد لمشاركتها معنا شاهد فيديو "زوي رويال" وحاول بدلا من الانغماس في مستنقع الاكتئاب العام، أن تخرج رأسك للعالم وأن تخبره قصتك من خلال يوتيوب.