التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 07:01 م , بتوقيت القاهرة

بالموضة وعيد الحب.. المرأة محور التغيير في السعودية 2018

مؤشرات عدة تبدو واضحة حول صدق نوايا القيادة الحاكمة في المملكة العربية السعودية لتحقيق الانفتاح، والقضاء على الأفكار المتطرفة التي سيطرت على المجتمع لعقود طويلة من الزمن، في إطار الجهود التي يبذلها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لتحديث المملكة، والتي تدور في غالبيتها حول منح المرأة السعودية المزيد من الحقوق والحريات، ليس فقط على المستوى الاقتصادي، ولكنها تمتد إلى العديد من الجوانب الأخرى.


التنمية الاقتصادية


ولعل الإنجازات الكبيرة التي تحققت لدعم حقوق المرأة السعودية دليلا دامغا على حالة التغيير التي تشهدها المملكة في المرحلة الراهنة، فالأمر لم يعد يقتصر على مجرد منحها فرصة للعمل أو السماح لها بقيادة السيارة، وإنما امتدت إلى السماح لها بالعمل في المشروعات الخاصة بها دون موافقة ولي الأمر، وهو ما يعكس ارتباط المرأة بعملية التنمية الاقتصادية التي تسعى المملكة إلى تحقيقها في الداخل السعودي من خلال تشجيع الاستثمار والقطاع الخاص.


من جانبها، قالت المتحدثة الرسمية باسم السفارة السعودية في واشنطن، فاطمة باعشن، في تغريدة لها على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن السماح للمرأة السعودية بتأسيس مشروعاتها الخاصة دون موافقة أي من أقاربها من الذكور، موضحة أن بعض السعوديات اتجهن للعمل في مشروعاتهن الخاصة دون الحصول على موافقة من قبل ولي أمرها.


أسبوع الموضة العربي


إلا أن المسألة لم تتعلق فقط بعمل المرأة السعودية، وحريتها الاقتصادية، ولكن امتد الأمر إلى تحويل المملكة العربية السعودية إلى مركزا لأزياء المرأة العربية، وهو ما اعتبره البعض نقطة تحول في تاريخ المملكة العربية السعودية.


بحسب ما ذكرت صحيفة "ذي ناشيونال" الإماراتية، والناطقة باللغة الإنجليزية، فإن المملكة العربية السعودية سوف تشهد حدثا غير مسبوق في الشهر المقبل من خلال استضافة "أسبوع الموضة العربي" لأول مرة في تاريخها، وذلك في الفترة بين يومي 26 و31 مارس القادم.


وقالت الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود، والتي تشغل منصب الرئيس الشرفي لمجلس الأزياء العربي، إن اختيار المملكة العربية السعودية لاستضافة هذا الحدث يعكس الاهتمام الدولي بالتحول الكبير الذي تشهده المملكة، والذي لا يقتصر على الجانب الاقتصادي، ولكن يمتد إلى الجانب الثقافي والابداعي.


عيد الحب


على ما يبدو أن عام 2018، سيبقى عاما فارقا في تاريخ المرأة السعودية، ففيه سوف تقود سيارتها، وتدير أعمالها الخاصة بعيدا عن سيطرة الرجال، كما ستشارك في عروض أزياء في قلب المملكة، إلا أن الأمر ربما لا يقتصر عند هذا الحد، حيث احتفلت نساء المملكة مع أزواجهن للمرة الأولى بعيد الحب في الأيام الماضية، وهو ما لفت انتباه عدد من المتابعين للشأن السعودي خاصة في دول الغرب.


قال الباحث جيمس دورسي، والمتخصص في السياسات الدولية، أن عيد الحب كان بمثابة شاهد عيان على جهود "بن سلمان" لتحديث المملكة العربية السعودية، موضحا أن شوارع العديد من المدن داخل المملكة اكتست باللون الأحمر احتفالا بهذه المناسبة، بعد أن كان هذا الأمر ممنوع تماما طيلة السنوات الماضية.


وقال "دورسي"، في مقال منشور له بموقع "انترناشيونال بوليسي دايجست"، أنه بالرغم من أن الجدل حول هذه المناسبة لا يقتصر على التيارات الإسلامية المحافظة، ولكنه يمتد إلى القوميين الهندوس والروس، إلا أن السعودية استطاعت أن تتخطى حاجز التشدد في التعامل مع هذه المناسبة هذا العام، على عكس مناطق في دول أخرى، سواء في باكستان أو اندونيسيا، والتي مازالت تعاني من سطوة الأفكار القديمة في هذا الإطار.


اقرأ أيضًا..


فاطمة باعشن: المرأة السعودية يمكنها عمل مشروعها الخاص بدون "محرم"


إصلاحات جريئة .. مكاسب المرأة السعودية في عهد الملك سلمان