التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 04:19 م , بتوقيت القاهرة

خاص.. «أصدقاء اليوم أعداء الغد».. «عفرين» و«المتوسط» و«ميونيخ» تكشف الحقائق

«أصدقاء اليوم أعداء الغد».. يبدو أنها المعادلة التي ستلحق بتحالف الشر الثلاثي، بين قطر وإيران وتركيا؛ فعلى الرغم من توافق مصالحهم ونهجهم خلال الشهور الماضية تجاه المنطقة، إلا أن الأحداث المتلاحقة خلال الأسابيع الأخيرة، ربما تُنذر بخلاف مُبطن، يحاولون إحتواءه، فيما تصُب المؤشرات جميعها إلى صعوبة البقاء على التناغم بين أطراف حلف الشرّ طويلًا.


 


حلف ظرفي


ويقول الأكاديمي الإماراتي، الدكتور عبدالخالق عبدالله في تصريحات خاصة لـ"دوت خليج": " الحلف الثلاثي ظرفي، ولن يستمر طويلًا بل ولد ليموت فما يفرقهم على المدى المتوسط والبعيد أكثر بكثير مما يجمعهم على المدى البعيد"، مضيفًا أنه "لا يمكن الرهان على مثل هذه التحالفات الآنية التي يحتمها ظرف طارئ ثم يختفي باختفاءه، بعد أن يحقق كل طرف ما كان يوده من مكاسب، وفي الغالب حلفاء اليوم سرعان ما يصبحون أعداء الغد".


اقرأ أيضًا: إيقاف مذيعة تركية بتهمة الإساءة للجيش في عفرين


 


كل يغني على ليلاه


ان أطراف ذلك الحلف نراها الآن على طريقة «كل يغني على ليلاه»؛ ففي الوقت الذي يظهر فيه المسؤولون الإيرانيون مهتمون بإشتعال الوضع الداخلي لدى طهران، إثر ما تشهده من احتجاجات شعبية، إلى جانب تحذيرالأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله لإسرائيل من الإقتراب من الموارد النفطية والغاز في المياة اللبنانية، ينشغل الرئيس التركي أردوغان بإسقاط الضحايا في معركة عفرين، وأيضًا بالتعدي على السيادة القبرصية محاولًا إفساد إتفاقية التنقيب عن الغاز بين مصر وقبرص واليونان، إضافة إلى واقعة منع السفن التركية لسفن شركة «إيني» الإيطالية من ممارسة أعمال التنقيب على الغاز في البحر المتوسط. فيما يظهر أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني عبر كلمته في مؤتمر ميونيخ للأمن والذي تم إنعقاده بألمانيا في القترة من 16 – 18 فبراير الجاري، مشيرًا إلى إنشغاله ونظامه بالترويج لمزاعم حصار بلاده، والتأكيد على تعنتهم تجاه مطالب الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب.


اقرأ أيضًا: خاص.. محلل سياسي سعودي: حضور تميم «ميونيخ» محاولة لنفي تهمة الإرهاب عن تنظيم الحمدين


 


معركة المتوسط وعفرين


وبفارق أيام قليلة خلال فبراير الجاري، أعلن مدير شركة الغاز الوطنية الإيرانية، حميد رضا عراقي، أن إيران أوقفت تصدير الغاز المجاني لتركيا، حيث إكتمال سداد ديونها، معلنًا أن تركيا ستبدأ دفع قيمة الغاز المصدر لها من إيران، ثم وصّل وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو إلى طهران حاملًا رسائل طمأنة للنظام الإيراني، بعد ما شاب العلاقات الثنائية من توتر بسبب الحملات التركية في عفرين.


وعلى الرغم من تلك الرسائل التركية للنظام الإيراني في مطلع الشهر الجاري، إلا أن «أوغلو» هدد اليوم الأثنين، بأن "لا أحد يستطيع وقف الجنود الأتراك"، في حال قيام النظام السوري بحماية الأكراد. وبحسب عدد الوسائل الإعلامية، فإن خبراء أتراك يرون أن الموقف الإيراني من «عفرين» نوع مما أسموه بـ«نكران الجميل».


من وكالة الأناضول


وبحسب «العربية.نت» فقد بدأت أصوات بالداخل التركي تحذير «أردوغان» من الحليفة قطر، وتذكيره أن قطر وشركة إكسون موبيل وقعتا مع الحكومة القبرصية العام الماضي، إتفاقية للبحث عن النفط والغاز في البحر المتوسط، بموجبها ينتويان حفر أول بئر إستكشافي العام الجاري - 2018 -.


اقرأ أيضًا: مغامرة أردوغان بغاز شرق المتوسط تحرج حليفته قطر.. وأمريكا تلوح بـ"الجزرة"


 


تورط تركي


وعلقّ «عبدالله» في تصريحاته لـ"دوت خليج"، قائلًا أن «أردوغان يفتعل معارك خارجية ليظهر أنه بطل قومي لتحقيق مكاسب انتخابية داخلية، ولكن هذه مغامرة سياسية مُكلفة، وقد تتحول إلى مقامرة تؤدي لخسارته انتخابات 2019».


وتابع بأن «تركيا تزداد تورطًا في سوريا، والمعركة مع الكرد في عفرين ومنبج لن تكون سهلة، حتى على الجيش التركي الذي يقتحم أراض غير أراضيه، ومن ثم فإن الضغط الدولي سيزداد على أنقرة كلما امتدت المواجهات"، لافتًا إلى ألمانيا لم تُصرح بتزويد الجيش التركي بتقنيات وأنظمة حديثة مضادة للألغام كما كان متفقًا عليه».



 


تدمير المنطقة


ويرى الباحث والكاتب الإماراتي، أحمد عبيد أن «أردوغان» حاليًا ليس أمامه سوى محاولات الحفاظ على تحالفه مع قطر وإيران، لأنهما فقط من يخدم توجهاته، ولكن طبيعته أنه مثلما اختار خلال الفترة الماضية قطر وإيران كحلفاء لخدمة أجندته التوسعية في المنطقة، لا يستبعد عليه التوجه إلى حلفاء جُدد في حال أن توفرت بهم المواصفات التي تدعم أهدافه فيما بعد.


وقال في تصريحات خاصة لـ«دوت خليج»: «أردوغان أصبح الآن في سباق مع الشرّ ويُحاول أن يسبق الشيطان نفسه إلى مرتواه، فهو ليس شريك في هذه المنطقة، بل شخص أتى من كوكب آخر لتدميرها.. بداية بدأ بالتراضي على تصويت أربيل، ما يؤكد ذلك معاقبة الأكراد في عفرين على وقوفهم مع بني عمومتهم، أيضًا تجنيه على قبرص ومنع استخراج الغاز من الأبيض المتوسط ووضع يده على أراضِ ليست بأراضيه واستغلال مواردهم الطبيعية».


 


ورطة إيران


ولا تقتصر ورطة الحلف الثلاثي على ما بينهم من خلافات واختلاف في التوجهات تجاه بعض الملفات، ولكن أيضًا في ملاحقة أحد أطرافه - إيران - من قبل عدد من ممثلي الدول والأطراف الفاعلة حول العالم، والتأكيد على أن النظام الإيراني داعم رئيسي للإرهاب وزعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة، خلال مؤتمر ميونيخ للأمن في دورته الـ54.


اقرأ أيضًا: عادل الجبير من ميونيخ: أزمات المنطقة بدأت مع ثورة الخميني في 1979


يُذكر أن الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية والإمارات والبحرين ومصر أعلنت مقاطعة قطر دبلوماسيًا وتجاريًا في 5 يونيو من العام الماضي، إثر ثبوت دعم وتمويل تنظيم الحمدين - حكومة قطر - للإرهاب وزعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة. فيما قدمت الدول الأربعة قائمة مطالب من شأنها إحتواء الورطة القطرية وحل أزمتها، كان في مقدمتها إغلاق قناة "الجزيرة" والقاعدة التركية بالدوحة، إلى جانب تخفيض التمثيل الدبلوماسي والتعاون مع إيران، وتسليم ما لدى الدوحة من عناصر إرهابية ومطلوبة أمنيًا في بلادها، ولكن قوبلت تلك المطالب بالرفض من قبل القيادة القطرية.


 


اقرأ أيضًا..


قطر تواصل التسليح الإعلامي بمساندة تركيا وإيران


قصة «العلاقة الحرام» بين قطر وتركيا وإيران في مواجهة الخليج