التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 05:04 م , بتوقيت القاهرة

محمود عسكر يكتب: العملية سيناء 2018.. حماية للانجازات الاقتصادية

لا يخفى على أي مراقب، أن نبرة الرئيس السيسى فى مداخلته، خلال افتتاح المرحلة الأولى من المشروع القومي للصوب الزراعية، في مطروح منذ أيام كانت تخفي شيئا كبيرا، وأن هناك تهديدا حقيقيا للبلاد يستوجب هذه اللهجة الحادة، حتى أن الرئيس المعروف بهدوئه أقسم أنه لن يستطيع أحد المساس بمصر إلا على حساب حياته وحياة الجيش.


وإذا ربطنا كلام الرئيس، بتصريحات قبلها بساعات من وزير خارجية تركيا يقول فيها إن تركيا لم توافق على اتفاقية ترسيم الحدود الموقعة بين مصر واليونان وقبرص، ومن قبلها تصريحات الرئيس التركي نفسه بأن عددا كبيرا من تنظيم داعش المهزوم في العراق وسوريا توجه إلى سيناء، هنا سنعلم تماما ما هي أبعاد حديث الرئيس السيسي أو على الأقل جزءا منها.


ولم تكتف تركيا بالتصريحات فقط، بل هددت بشكل صريح إحدى السفن التابعة لشركة إيني كانت في طريقها للتنقيب عن الغاز في بحر إيجه لصالح اليونان، وأجبرتها على الابتعاد عن المنطقة، بحجة أنها ستقوم بمناورات عسكرية في المنطقة، وهو ما أثار عضب اليونان وردت عليه بأنها ستتخذ كل الإجراءات التي تحافظ على سيادتها مع الاحتفاظ بضبط النفس.


وهنا أعلنت القوات المسلحة بدء عملياتها الشاملة في سيناء ضد التنظيمات الإرهابية، وفي إطار هذه العملية قامت البحرية المصرية بإطلاق 4 صواريخ أرض بحر وسطح بحر، وهو ما وصفه الخبراء العسكريون بأنه رسالة ردع قوية لكل من تسول له نفسه الاقتراب من المياة الإقليمية المصرية أو المنشآت الاقتصادية المصرية في البحر المتوسط. إذن العملية الشاملة "سيناء 2018" ليست مجرد عملية ضد تنظيم إرهابي، لكنها عملية تظهر قوة مصر العسكرية وجاهزيتها لاتخاذ أي إجراء سريع لحماية سيادتها ومصالحها في أي مكان.


 كما أنها رسالة ردع ضد إرهاب بعض الدول، التي يقلقها تنامي قوة مصر الاقتصادية والعسكرية والسياسية في المنطقة، بما يعتبرونه يهدد مصالحهم في المنطقة. وعلى رأس هذه المصالح، الاقتصاد، حيث تسعى مصر لأن تكون مركزا إقليميا للطاقة سواء في التوزيع أو الإنتاج، لما تتمتع بها من موقع مناسب لذلك بين قارات العالم، بالإضافة إلى البنية التحتية الحديثة التي تملكها مصر في هذا المجال، خصوصا بعد الإكتشافات الكبيرة التي ظهرت بمصر خاصة حقل الغاز "ظهر" فى البحر المتوسط وهو من أكبر الحقول فى العالم.


وهنا نعلم جميعا سبب حجم المعارضة والتشكيك والرفض الذى كانت تبثه قنوات الفتنة الإخوانية الصادرة من تركيا أو قناة الجزيرة الموالية لها ضد مصر وصفقات السلاح الكبيرة التي كانت تبرمها في قمة الأزمة الإقتصادية التي كانت تتعرض لها منذ 2013 وحتى الآن، وخصوصا صفقة شراء حاملتي الطائرات ميتسرال، والطائرات الهجومية المتطورة الرفال الفرنسية، أو أنظمة الدفاع المتطورة سي 400 من روسيا، وغيرها من الصفقات، والسبب ببساطة أن وجود قوة ردع في مصر يهدد مصالحها "تركيا وقطر" بشكل مباشر.


ويتضح ذلك إذا علمنا أن كل من تركيا وقطر كانتا تخططان لأن تكونا مركزا للطاقة فى المنطقة معتمدتين على أن قطر تملك هى الأخرى حقلا من أكبر حقول الغاز فى المنطقة، وحاولت إزاحة النظام السورى من الحكم عن طريق دعم الإرهاب وإشاعة الفوضى فى سوريا، بالاتفاق مع الإخوان هناك حتى يتولوا السلطة، وتنفذ خطتها لنقل الغاز القطرى عن طريق العراق بالتعاون مع إيران ثم سوريا ثم ميناء جيهان التركى إلى أوروبا، لكنهما اصطدما، بخطة مقابلة من مصر والاكتشافات الكبيرة بها، بالإضافة إلى القوة الكبيرة للجيش المصري، الذي حاولت وتحاول كل من قطر وتركيا الإضرار به وتشويهه باستمرار دون جدوى.


وخلاصة القول إن العملية "سيناء 2018" هي في الأساس ليست مجرد عملية ضد إرهابيين عاديين، ولكنها حربا كبيرة بين دول، ورسائل ردع، وحرب اقتصادية كاملة لحماية ما أنجزه الرئيس السيسى والقوات المسلحة والشعب المصرى الصامد من إنجازات اقتصادية.


اقرأ أيضا..


سيناء أرض الثروات.. الجانب الآخر من المعركة