التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 09:59 م , بتوقيت القاهرة

مصر قادرة على الحسم

محمد تهامي


المتابع للمشهد يدرك جيدا تتابع الأحداث، فالكل مرتبط بما يحدث وما سيحدث، فالأحداث  في سيناء مرتبطة بما تفعله تركيا فى البحر المتوسط، وادعاءاتها حول عدم قانونية الاتفاقات بين قبرص ومصر واليونان في ترسيم الحدود البحرية، ثم اعتراضها منصة حفر شركة إينى الإيطالية. وقد وصف يوانيس كاسوليدس وزير خارجية قبرص اعتراض البحرية التركية للسفينة الإيطالية بأنه تحرش ويعتبر نوعا من القرصنة.


إن التصرفات التركية في كل شيء حولنا من القنوات التي تهاجم مصر ليل نهار مرورا بدعم أزمة جزيرة سواكن وأخيرا محاولات التحرش بمصر للتنقيب عن الغاز الطبيعي، يعيد إلينا تلك الغطرسة السياسية التركية التي لم تعد مقبولة حاليا. على تركيا أن تدرك أن  مصر هي القوة البحرية الأولى فى البحر المتوسط، إذ حذر أحمد أبو زيد، المتحدث باسم الخارجية المصرية، من أي محاولة للمساس أو الانتقاص من حقوق مصر السيادية في تلك المنطقة، وأنها تعتبر مرفوضة وسيتم التصدي لها.


تكمن أزمة قبرص في أنها منقسمة منذ عام 1974 إلى قبرص وقبرص التركية وهي غير معترف بها دوليا، حيث يتميز الجزء الشمالي بأنه يضم المسلمين والجزء الجنوبي يضم القبارصة اليونانيين، وهناك بينهما منطقة عازلة  تحت سيطرة  الأمم المتحدة، والخلاف حول الموارد الطبيعية في البحر المتوسط عامل يزيد تعقيد الجهود لإعادة توحيد جزيرة قبرص. وأدى دعم تركيا لمطالب "جمهورية قبرص التركية" غير المعترف بها دوليا إلى نشوب خلاف حول مصادر الطاقة بين أنقرة وقبرص ذات الغالبية اليونانية، إذ صرح رئيس دولة قبرص نيكوس أناستاسيادس  "نحن نلتزم الهدوء تجنبا لإثارة أي أزمة ونتخذ كل الخطوات الدبلوماسية الضرورية حتى يتم احترام الحقوق السيادية لجمهورية قبرص".


 على الجميع إدراك أن مصر قادرة على الرد وقادرة على الحسم لصالحها في الوقت المناسب،  ولكن دائما مصر هي من تحدد الوقت المناسب لخوض معاركها، فكما خاضت مصر حربها في سيناء  في الوقت الذي رأته مناسبا لها، سوف تخوض باقي حروبها ومعاركها، فنحن لسنا  دعاة  حرب، وأغلب حروبنا دفاعية، فنحن نحافظ على أنفسنا وهيبتنا ولا نعتدي، معركة سيناء ليست معركة قصيرة ولا حرب تلفزيونية  ولكنها حرب استباقية تهدف إلى تأمين  مصر واقتصادها. إن هذه الحرب هي جزء من محاولات مصر الجادة  للتخلص من الإرهاب نهائيا، وبداية النهضة الاقتصادية الحقيقية، وعودة السياحة، وإثبات قدرات مصر كقوة أساسية في المنطقة.