التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 11:12 م , بتوقيت القاهرة

الدراما التي يبحث عنها المشاهد

صندوق به شاشة زجاجية تستطيع أن ترى من خلاله كيف يعيش الآخرون حياتهم ، كان ذلك حلمًا أقرب إلى الخيال في العصور الوسطي، قبل أن يتحول الحلم إلى حقيقة في القرن العشرين، وأصبحنا نشاهد الآخرين وهم يجسدون حياة موازية لحياتنا من خلال المسلسلات التلفزيونية.


ورغم هجوم البعض على الأعمال الدرامية ووصفها بأنها مضيعة للوقت، إلا أنني أحد الذين استفادوا من القيم التي تناولها الفنان محمد صبحي في مسلسله الدرامي الشهير "يوميات ونيس" خلال فترة التسعينات، وفي كل حلقة كان يقدم معلومة وقيمة إيجابية جديدة بطريقة درامية تجذب المشاهد، من خلال عائلته المثالية التي أصبحت مثلًا أعلى للعديد من العائلات.


ونتفق في الرآي بأن هناك أعمالا درامية أخرى لا تقدم أي فائدة للمشاهد، من خلال حشو الحلقات، بمشاهد دون قيمة تضيع وقت من يشاهدها، كما أن هناك أعمالًا أخرى ترسخ في أذهاننا القيم السلبية الموجودة بالمجتمع، رغم تميز محتواها الدرامي.


ومما لا شك فيه أن الفن بجميع أشكاله يعد القوى الناعمة فى غزو الشعوب، فالولايات المتحدة الأمريكية نجحت في ترسيخ الصورة المثالية للشعب الأمريكي في أعين العالم من خلال الدراما والسينما الأمريكية التي صورة الجندي الأمريكي في صورة المحارب الشجاع والمثالي.


وعلى الساحة الفنية المصرية، شهدت الآونة الأخيرة انتشار العديد من القنوات الفضائية، وهو ما دفع العديد من شركات الإنتاج إلى الدراما من أجل ملء تلك القنوات بالمسلسلات، حيث أصبحنا نشاهد خلال موسم رمضان أكثر من 30 مسلسلا تعرض فى وقت واحد، ولكن هل كل المسلسلات تصل إلى قلوب الجمهور؟ بالتأكيد لا.


وما لاحظته في الفترة الأخيرة هو اتجاه القائمون على تلك المسلسلات إلى جذب المشاهد من خلال الحركة والإثارة والكوميديا، ولكن مع انتهاء عرض بعض المسلسلات تجد نفسك قد نسيت أحداثها، بالرغم من استمتاعك بالحلقات، فى حين أن هناك أعمالا أخرى تظل راسخة فى أذهاننا عدة سنوات، حيث أن بعض القنوات بدأت تعيد عرض مسلسلات مر على عرضها أكثر من 20 عامًا، ورغم ذلك يشاهدها الجمهور مرة أخرى، لذلك أرى أننا لا نحتاج إلى كثرة الأعمال الدرامية، بقدر تأثيرها وملامستها لحياتنا وقيمنا.